انتقد البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل على الكلدان اليوم الاثنين المماطلة الدولية في محاربة الدولة الإسلامية في العراق . وقال ساكو ، في بيان صحفي " إننا أمام العدد الكبير جدا من العائلات النازحة من بلدات وقرى سهل نينوى وفقدان بيوتهم واموالهم وامالهم وأراضيهم ومصالحهم وجلوسهم على الحضيض تماما وامام المماطلة الدولية والإقليمية في اتخاذ عمل يوقف محاربي الدولة الإسلامية من التوسع والسيطرة على المدن والأراضي والبطء الغريب في ورود المعونات الإنسانية من المنظمات الدولية والحكومة العراقية حيث بدأ الموت والمرض يحصدان شيوخهم وأطفالهم وقد سجلت عدة وفيات وإصابات بالإسهال في الحدائق العامة حيث يأوي معظم النازحين". وأضاف " في منطقة عينكاوة في اربيل وحدها يوجد أكثر من 75 الف نسمة من الأسر المسيحية النازحة من الموصل وقره قوش وبرطلة وكرمليس وبعشيقة وبحزاني الى جانب عائلات من مكونات اخرى فضلا عن سكان المدينة البالغ أكثر من 25 الف شخص وان قلة من هذه العائلات وجدت لها مأوى لدى أقارب حيث تكدست عدة عائلات في بيوت ضيقة بينما الغالبية الساحقة من العائلات النازحة محشورة في احسن الاحوال داخل الكنائس والمدارس والحدائق العامة والساحات المكشوفة في العراء، وليس امامها الا ان تفرش الأرض وأحيانا كثيرة من دون اية فرش أو أغطية . وأوضح سكو أنه " في مدينة دهوك يربو عدد النازحين على 60 ألف مسيحي من بلدات تلكيف وباطنايا وباقوفا وتللسقف والشرفية والقوش وفي أوضاع أسوأ من حالة اقرانهم في اربيل وهناك مئات العائلات نزحت إلى كركوك والسليمانية وعقرة وزاخو وحتى في العاصمة بغداد" . وقال إن "الكنائس في 15 بلدة من نينوى قد خلت وخمسة اساقفة خارج ابرشياتهم والعديد من الكهنة تشردوا وعدد كبير من الراهبات تركن مدارسهن ومؤسساتهن والكل لاجئ ، أطفالا ونساء ومرضى مزمنين وان حجم الكارثة كبير.. فما الأمر اذا ما تفشت الأوبئة المعديّة بينهم.. إنها كارثة إنسانية على الأبواب". وأضاف " هناك نقص هائل في الطعام والماء والدواء وغياب الإعانات المالية من الدولة للعوائل المتضررة لحاجاتها المباشرة وكسوتها"، مشيرا إلى أن الجهد الدولي بطيء ومحدود بسبب فقدان التنسيق الدولي والكنائس تقدم ما في وسعها، ولكن الكارثة أكبر من طاقتها ومن كوادرها". وذكر أن "خيارات العائلات النازحة هي اليوم الهجرة ولكن الى اين وكيف وهم لا يملكون اوراقاً ثبوتيّة ولا مالا ، أو البقاء ولكن اين وقد فقدوا بيوتهم وبلداتهم أيبقون في العراء والساحات والقاعات والكنائس وكأنهم قطعان بشرية هائمة على وجهها والى متى فالصيف في أواخره والشتاء قادم والمدارس عليهم أن يغادروها حين تفتح ابوابها ويتساءلون اولادنا اين سيدرسون.. مدارس ابتدائية ومتوسطة واعدادية وجامعات لا توجد امكانية احتوائهم في اربيل ودهوك والسليمانية اشغالهم وبيوتهم وأملاكهم ما مصيرها". وخلص ساكو إلى القول " اننا نوجه اسئلة بألم وحزن الى ضمير الإنسانية الى مسؤولية الأممالمتحدة الى الدول العربية إلى الدول الكبرى إلى كل إنسان ومنظمة لإنقاذ شعب يعود تاريخه الى بداية التاريخ.. شعب صار يشعر بالمذلة والنسيان وتركة لتسوية الحسابات والموازنات الدولية".