بريطانيا 1914 : المصابيح تطفأ فى جميع أنحاء أوروبا .. ب "الذكرى المئوية " بريطانيا : سنشعل الشموع بريطانيا تصنع سفينة " لا تخشى شيئا " لتشعل تنافس التسليح البحرى اغتيال أرشيدوق البوسنة حول حرب البلقان الثالثة لحرب عالمية فى هدنة عيد الميلاد الجنود الأعداء ينشدون سويا و يتبادلوا الهدايا 6000 جندى فرنسى ينقلون للجبهة فى 600 سيارة أجرة المعترضون أخلاقيا على الحرب علق لهم ريش أبيض و لقبوا بالجبناء ! "سوف نتمكن منهم " ملصق فرنسى لحث المواطنين على إقراض الحكومة فى الحرب و روسيا استخدمت "النساء المثاليات" لحث مواطنيها على شراء سندات الحرب كتاب ينقذ جندى من موت محقق و مازالت آثار الرصاصة بصفحاته قذائف و حمام زاجل و كلاب حرب لإيصال الرسائل بريطانيا تنشئ "جيش الملكة مارى "و " جيش المزارعات " " فرقة الموت " روسيات محاربات يأسرن أكثر من مائة جندى ألمانى الأطماع و التنافس أدى بأوروبا للانقسام ، لتتنافس كل من بريطانياوألمانيا و فرنسا لفرض سيطرتها على التجارة ، أما النمسا – المجر و روسيا فكانا يطمعان فى السيطرة على دول البلقان جنوب شرق أوروبا . بوادر الحرب كانت تلوح فى الأفق منذ عام 1882 حينما عقدت كل من ألمانيا و النمسا - المجر و إيطاليا على التحالف الثلاثى للحماية من خطر الغزو ، و ردت عليهما روسيا و فرنسا بتحالف عام 1894 ، ثم انضمت لهم بريطانيا ، و ساعد سباق التسلح البحرى على زيادة التوتر بين الدول الأوروبية ، و كانت بريطانيا هى البادئة مع سفينتها "دريدنوت – لا تخشى شيئا " التى فاقت أى سفينة فى عصرها . و فى عامى 1912 و 1913 اندلعت حربان كبيرتان فى منطقة البلقان ، حينما حاولت الدول المتحاربة الاستيلاء على أراضى "الرجل المريض – الامبراطورية العثمانية " . بحلول عام 1914 أصبح الوضع فى أوروبا حرجا جدا ،ل" حرب عالمية " و هى الأولى فى تاريخ البشرية ، و بعد عام من وقوعها انتقلت إيطاليا إلى جانب الحلفاء . و يعرض الكاتب سايمون آدامز فى كتابه لقطات من الحرب بعنوان " الحرب العالمية الألى مشاهدات علمية " الكتاب مصاحب بعدد كبير من الصور و الرسوم لآندى كراوفورد ، لتشعر أنك ترى الحرب العالمية مجسمة أمامك . طلقة الحرب 28 يونيو 1914 يوم أشعل العالم ، حدث كل شئ فى ومضة بسراييفو البوسنة ، مر موكب الأرشيدوق فرديناندفى طريقه لمقر حاكم سراييفو ، عندما ألقى أحدهم قنبلة على سيارته ، لكنها قفزت و انفجرت فى السيارة المارة خلفه ، فأصيب اثنان من ضباط الجيش ، و بعد 45 دقيقة ذهب الأرشيدوق و زوجته بعد نجاتهم من الموت لزيارة الضابطين فى المشفى ، و بعد خروجهما استدارت سيارتهما بشكل خاطئ ، فتقدم " جارفيلو برنسيب " و أطلق عليهم الرصاص لتقتل الزوجة ثم يموت زوجها بعدها بعشر دقائق . و بسبب صراع الصرب و النمسا – المجر على " البوسنة " ، فاتهمت النمسا الصرب بتدبير الاغتيال و أعلنت الحرب عليها ، و سرعان ما أصبحت حرب البلقان الثالثة " حرب عالمية " حينما ساندت روسيا " صربيا " ، و ساندت ألمانيا " النمسا – المجر، و ساندت فرنسا " روسيا " . ملصقات التعبئة " المصابيح تطفأ فى جميع أنحاء أوروبا " بهذة الكلمات وصف سير إدوارد جراى وزير الخارجية البريطانى شرارة انطلاق الحرب فى 1914 ، و بعد مرور مائة عام على ذكرى الحرب أعلنت بريطانيا احتفالها بالذكرى بإشعال الشموع . " رحلة يوم واحد إلى باريس " " و إلى اللقاء فى البولفار " كانت الشعارات التى رفعها الجنود الألمان أثناء ارتحالهم فى القطار حالمين بلحظة دخولهم إلى باريس ، و كانت القطارات الفرنسية المتجهة شرقا لألمانيا تحمل رسائل مشابهة عن برلين ، و عندما دخلت أمريكا إلى الحرب استخدمت ملصق عليه امرأة فاتنة بعنوان " أريدك " لتشجيع الالتحاق بالجيش. امتلئت شوارع ألمانيا و فرنسا بملصقات التعبئة للحرب ، أعلنت فرنسا التعبئة فى 1 أغسطس ، و كانت الحرب لهم بمثابة الثأر من هزيمتهم أمام ألمانيا عام 1870 و 1871 ، و سيطرة المانيا على منطقة ألزاس – لوران ، و فى هذا اليوم أعلنت ألمانيا التعبئة ضد روسيا ، و أعلنت إيطاليا حيادها ، و غزت ألمانيابلجيكا المحايدة فى طريقها لفرنسا ، مما جعل بريطانيا تهب للحرب ، و دخلت النمسا – المجر لساحة القتال . هدنة الميلاد تجمع الأعداء فى ليلة عيد الميلاد تم وقف القتال و كان الجنود الأعداء على الجانبين ينشدون أناشيد عيد الميلاد تحية لبعضهم ، و عبر بعض الجنود إلى المنطقة المحايدة للحديث مع جنود الأعداء و تبادل الهدايا البسيطة كالسجائر ، و فى غابة بلجوستريت جنوببلجيكا ، أقيمت مباراة كرة قدم فيلق ألمانى و فيلق اسكتلندى وفازت المانيا 3 -2 ، و فى بعض المناطق استمرت الهدنة لمدة أسبوع . و تناولت الرسوم الكاريكتيرية هذا الحدث الغريب " إطلاق النار على العدو فى يوم ، و تحيته كصديق فى اليوم التالى ! " ، بعد عام تغير الحال ، و صدرت الأوامر للحرس بإطلاق النار على أى شخص يحاول تكرار ما حدث . الشعوب تدفع نفقات الحرب لمواجهة نفقات استدعاء الجيوش و إمدادها بما يلزم اضطرت كل دولة إلى رفع " الضرائب " ، و كان على البنوك و المستثمرين فى القطاع الخاص إقراض الحكومة على شكل قروض حرب ، و لتشجيع المواطنين على ذلك وضعت فرنسا ملصق تحث المواطنين على دعم قرض الدفاع القومى لصالح الحكومة بهذة الكلمات " سوف نتمكن منهم " . فى حين قامت روسيا بعمل ملصقات استخدمت بها صورة " النساء المثاليات " لدعم المجهود الحربى للبلاد ، و حث المواطنين على شراء سندات الحرب لجمع أموال على هيئة قرض للحكومة ، و الملصق يربط بين المرأة المثالية و حب الوطن . لقطات من الحرب ملك انجلترا " جورج الخامس " ، و قيصر روسيا "نيكولوس الثانى " كان بينهما شبه كبير و بينهم أواصر عائلية ، فزوجة قيصر روسيا كانة ابنة عم جورج الخامس ، ربما ساهم هذا فى علاقات التحالف . عند نشوب الحرب ، كان الدوق نيكولوس الكبير عم القيصر نيكولوس الثانى يقود الجيش الروسى ، و فى أغسطس 1915 عزل القيصر عمه و استولى على السلطة و تولى بذلك استراتيجية الحرب بالكامل . القيصر فيلهيلم الثانى فى عام 1888 أصبح إمبراطوراً على ألمانيا و هو فى ال 29 من عمره ، كان يعانى ضمورا فى أحدى ذراعيه ، و عدد من الاعاقات الاخرى ، لكنه تغلب عليها بقوة شخصيته ، أثناء فترة حكمه أراد أن يحول ألمانيا من قوة أوروبية لقوة عالمية ، لكن سلوكياته العدوانية أغضبا بعض الأمم الأوروبية الأخرى كبريطانيا و فرنسا . الجيش الفرنسى من أكبر الجيوش فى أوروبا ، و بلغ عدد الجنود المدربين فى بدء الحرب 3 مليون و 680 ألف مقاتل ، بما فيهم قوات الاحتياط ، أما الجيش الألمانى فكان القوى لدخوله الحرب مستعدا ، و عند بدء العمليات كان يضم 840 ألف مقاتل ، و تم تدريب الرجال تحت سن 45 ضمن قوات الاحتياط ، و بهم وصل عدد الجيش الألمانى إلى 4 مليون جندى . و كان الجيش البريطانى يضم عند بداية الحرب أكثر من 247 ألف جندى نظامى ، و أكثر من 218 ألف جندى احتياطى ، فدعا اللورد كتشنر لزيادة عدد المتطوعين فامتلئت الشوارع و القرى برجال تملؤهم الروح الوطنية للتطوع فى الحرب و ظنوا أنهم سيعودوا قبل عيد الميلاد ، و فى نهاية 1915 كان تطوع جوالى 2 مليون و 500 ألف فرد ، لكن ظل الحاجة للمزيد ، لتطبق بريطانيا التجنيد الاجبارى عام 1916 من سن 18 و حتى 41 عام . و فى 1917 أضافت بريطانيا "سلاح المرأة " باسم جيش الملكة مارى المعاون و لكت لم تشارك إلا القليلات فى القتال ،و كانت نساء الفرقة المعاونة مسئولون عن الطعام و المقاصف و مشرفات على المخازن و موظفات و عاملات هواتف و قيادة الشاحنات، و سيارات الاسعاف ، كما انشأ الجيش فى نفس العام " جيش المزارعات " لزيادة انتاج الطعام بالوطن التحقت به 113 ألف امرأة . أما "فرقة الموت " الروسية فالتحقت بها المرأة لتحارب بجانب الرجل ، و حازت أول كتيبة من سان بطرسبرج على شهرة واسعة إذا أسرن أكثر من مائة جندى ألمانى أثناء الانسحا الروسى ، و لقيت الكثير منهن حتفهن بالمعركة . و عانت المرأة كثيرا أثناء الحرب فعملن فى مصانع الذخيرة فى ايطاليا و ألمانيا و روسيا لساعات طويلة بأجور زهيدة ، فلم يملكن حتى ثمن شراء أحذية لأنفسهم ، و انتشرت الاضرابات نتيجة لذلك . استخدم الحاكم العسكرى لباريس 600 سيارة أجرة لنقل 6000 جندى إلى الجبهة لتدعيم الجيش الفرنسى السادس ، بعد التقدم الألمانى السريع فى شمال فرنسا . خروج ألمانيا عن خطتها الموضوعة بالاستيلاء على شمال و غرب باريس ، و تغيير الجنرال الألمانى مولتكه الخطة بالاتجاه نحو شرق باريس أدى لانكشاف الجناح الأيمن للجيش الألمانى أمام الجيشين الفرنسى و البريطانى ، و فى معركة المارن 5 سبتمبر توقف تقدم الجيش الألمانى و أجبر على التراجع بلجيكا انسحبت من الحرب سريعا بسبب صغر جيشها و عدم خبرته فلم يستطع أن يقف أمام الغزو الألمانى ، لينسحب الجنود و معهم مدافعهم يجرها الكلاب . " الريش الأبيض" كانت علامة المعترضون أخلاقيا على الحرب و الانضمام للقوات المقاتلة فعلقوا لهم هذا الريش البيض و لقبوهم بالجبناء ! ، فعارضت بعض الجماعات الدينية القتل لأنه خطيئة ، و عارض الاشتراكيون قتل زملائهم العمال ، و انضم بعضهم للوحدات الخدمية و الطبية بالجيش . داخل الخندق بين الخوف الشديد و الملل تمر حياة الجنود فى الخنادق ، أوقات الفجر و الغسق كانت الأكثر توقعا لهجوم العدو لذا كان الجميع فى تأهب ، أما فى أوقات النهار فيحاول الجنود النوم أو القراءة أو كتابة رسائل لعائلتهم و حبيباتهم أو كتابة يومياتهم، و تمتلئ حوائط الجدران بصور عائلتهم و البطاقات البريدية بجانب الاخطارات الرسمية و كانت النساء ترسل لأزواجهم و أخوانهم و أبنائهم الصور و الزهور المضغوطة لبث الطمأنينة فى الجنود، و كان أغلب العمل يتم ليلا عند إرسال الدوريات لمراقبة خنادق الأعداء و الإغارة عليها ، و إصلاح المتاريس و الدفاعات الأخرى ، و ينتظرون العربات التى تمدهم بالأطعمة . كان الألمان يشيدون الخنادق بمنطق " كأنك فى منزلك " فكان تصميمها جيد جدا ، و بها نوافذ ، و سجاد صغير لمسح الأحذية من الطين ، فى حين كانت خنادق الحلفاء أبسط من ذلك ، فكان تصميم السرير غير مريح على الاطلاق و اعتاد الجنود على الطين و المطر و الفئران حولهم ، فلم يهتموا براحة الجنود لظنهم أن الحرب ستنتهى سريعا .و كان الجنود يقضون راحتهم فيما يعرف ب " حفر الخوف " و هى حفر على جوانب الخندق ،و أكثر اللحظات التى كانت تثير الرعب فى نفوس الجنود ، لحظة الخروج من الخندق . و عندما تنقطع أسلاك الهاتف اللاسلكى كانوا يستخدمون القذائف لارسال رسائل مكتوبة بين الجانبين ، و اللهب على القذائف يضئ ليعلن عن وصولها ، و استخدمت أيضا القنابل و صواريخ الاشارة لإرسال رسائل متفق عليها سلفا للخط الأمامى ، كما استخدم الحمام الزاجل ، و لكن كثيرا ما تسببت الاضرابات فى جعل الطيور تتجه للاتجاه الخاطئ ، فكان يستخدم الالمان " كلاب حرب " مدربة خصيصا لحمل الرسائل فى علب صغيرة بأطواقها . من الألم يتولد الإبداع فى أوقات الانتظار القاتلة قام بعض الجنود بكتابة القصائد واليوميات ، والخطابات التى كتبوها و اليوميات مازالت أرث أدبى ضخم لهذة الفترة حيث نشرت الكثير من هذة الكتابات بعد الحرب ، وقد صدمت حياة الخنادق القراء عندما أطلعوا عليها بأيدى من عاشوها كرواية " تحت النار " للمؤلف الفرنسى هنرى باريوس و قصيدة الحرب الشهيرة للبريطانى ايزاك روزنبرج ، كما أرسلت بريطانيا عام 1916 فنانى حرب رسميين للجبهة لتسجيل وقائع الحرب فى لوحات فنية و من أشهرهم فنان الحرب الإنجليزى بول ناش . و من المفارقات التى حدثت بالحرب أن كتاب أنقذ حياة جندى ، فكان من حظ الجندى أن الرصاصة عند اختراقها الكتاب صفحاتها ابطئت من سرعتها ، فخفت حدة الإصابة ، و هناك جندى أنقذته الخوذة من شظية و لم يصب سوى بجرح بسيط فى الرأس . اقرأ فى الملف " الحرب العالمية الأولي .. من الاستعمار الغربي إلي القومي" * "بيضة" جنود الميدان..و"قنبلة " طه حسين..و"رغيف" يوسف عواد..حكايات من أدب الحرب! * الحروب والصراعات تعصف بالعالم على مدار قرن * «جاد طه»: «إسرائيل» هي أكبر فجيعة خلفتها الحرب العالمية الأولى * ألمانيا من إمبراطورية عظيمة إلى دولة ذليلة بعد الحرب العالمية الأولى * الكيان الصهيوني والشاي الباكيت والسوستة.. ابرز انجازات الحرب العالمية الأولى * من هنا بدأت المؤامرة وهكذا احتلوا فلسطين ** بداية الملف