أدانت فصائل وألوية تابعة للجيش السوري الحر وأخرى إسلامية، اليوم الخميس، الهجوم الذي شنّه مقاتلو جبهة النصرة و"الدولة الإسلامية" مؤخراً على بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا، واصفة إياه ب"العمل الخاطئ". وفي بيان أصدرته من وصفت نفسها ب"القوى العسكرية العاملة في منطقة القلمون" المقابلة لعرسال اللبنانية، أعلنت الفصائل والألوية الموقعة عليه عن إدانتها واستنكارها للهجوم على عرسال، معتبرة أن العمل "خاطئ" ومن قام به "عناصر غير مسئولة". واندلعت معارك بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قادمة من سوريا في مقدمتها جبهة "النصرة" و"الدولة الإسلامية"، في محيط بلدة عرسال، السبت الماضي، على اثر توقيف الجيش عماد جمعة، أحد القادة الكبار في "التنظيمات الإرهابية السورية" بحسب وصف الجيش اللبناني، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين والمدنيين من سكان البلدة من اللبنانيين واللاجئين السوريين، في حين قتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش وجرح 86 اخرين. وعبرت الفصائل عن أسفها وشعورها ب"الحزن العميق" لسقوط ضحايا من السوريين واللبنانيين في عرسال، متمنين ألا تتكرر مثل هذه "الحوادث المؤلمة" مستقبلاً. ويقطن في عرسال أكثر من 100 ألف لاجئ سوري، معظمهم فروا من منطقة القلمون السورية إثر المعارك الطاحنة المندلعة فيها منذ أشهر بين قوات المعارضة وقوات النظام المدعومة من قبل حزب الله اللبناني الذي دخل علانية في الصراع السوري العام الماضي، ما أثار ردود أفعال معارضة في الداخل اللبنانيوسوريا. كما حمّلت الفصائل الدولة اللبنانية المسؤولية عما حدث في عرسال بسبب عدم منعها تدخل حزب الله في القتال إلى جانب النظام السوري، مستخدماً الأراضي اللبنانية منطلقاً لما وصفته ب"العدوان" على الشعب السوري. وطالبت الفصائل بتشكيل لجان مشتركة فعالة ومسؤولة لتأمين حماية لللاجئين السوريين في لبنان ومنع المساس بهم، والحيلولة دون حصول أي فتنة مستقبلية، محملة الدولة اللبنانية والمنظمات الدولية والإنسانية المسؤولية عن تأمين الحماية لهؤلاء اللاجئين وخاصة في المناطق الحدودية بين سورياولبنان. وذيل البيان بتوقيع ممثلي وقادة الفصائل التي كان من أهمها جيش الإسلام التابع للجبهة الإسلامية، أكبر تحالف للفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا، وكذلك لواء التركمان الأول، ولواء القصير التابع لجبهة الأصالة والتنمية الإسلامية، والمجلس العسكري في ريف محافظة حمص وسط سوريا، وفي بلدة القصير التابعة لها، وغيرها.