اشتبك مصلون فلسطينيون مع قوات من الشرطة الإسرائيلية في ساحات المسجد الأقصى، صباح اليوم الثلاثاء، في وقت اقتحم فيه العشرات من المستوطنين الإسرائيليين المسجد فيما احتشد عشرات آخرون عند بعض أبوابه بمناسبة ما يطلق عليه اليهود ذكرى "خراب الهيكل". وقال أحد حراس المسجد الأقصى لوكالة الأناضول "منذ ساعات الصباح تمنع الشرطة الإسرائيلية من هم دون سن الستين عاماً من الفلسطينيين من الدخول إلى المسجد في وقت سمحت فيه بالدخول لعشرات المستوطنين، حيث دخل أكثر من 80 مستوطناً منذ ساعات صباح اليوم، مقتحمين المسجد، وهو ما أدى إلى وقوع اشتباكات في ساحات المسجد بين الشرطة والمصلين الذين يخشون من أن تكون هذه الإجراءات مقدمة لتقسيم المسجد بين المسلمين واليهود"، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وأشار الحارس الذي لم يذكر اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام، إلى عودة الهدوء الحذر إلى ساحات الأقصى، وسط استمرار اقتحامات المستوطنين (حتى الساعة 7 ت.غ.). وذكر أن دائرة الأوقاف الإسلامية قررت تعزيز إجراءات الحراسة عند أبواب المسجد الأقصى، "تحسباً لأي محاولة إسرائيلية للاعتداء على المسجد"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الشرطة الإسرائيلية "شددت من الإجراءات عند الأبواب لمنع المصلين الشبان من الدخول كما تتواجد بكثافة في ساحات المسجد" من جهته، قال ميكي روزنفيلد، المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)" ألقى عدد من الملثمين العرب الحجارة على الشرطة في باب المغاربة(إحدى البوابات في الجدار الغربي للمسجد الأقصى)، وقد دخلت الشرطة إلى المكان (ساحات المسجد) وفرقتهم ". وأضاف " الزيارات إلى جبل الهيكل (المسجد الأقصى) تجري بشكل طبيعي بعد أن فرقت الشرطة المشاغبين، وقد تم دفع المزيد من القوات إلى البلدة القديمة في القدس". وعند ذكر المتحدث الإسرائيلي للزيارات فهو بذلك يشير إلى اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية من خلال باب المغاربة. وكانت جماعات استيطانية إسرائيلية دعت، أمس الإثنين ، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، إلى اقتحامات للمسجد الأقصى تصل ذروتها اليوم الثلاثاء، بمناسبة ذكرى "خراب الهيكل" الذي يقول الإسرائيليون إنه كان قائماً مكان المسجد الأقصى وهو ما ينفيه الفلسطينيون . وقد بنى نبي الله سليمان بناء أطلق عليه اسم "الهيكل" لوضع التابوت الذي يحتوي على الوصايا العشر فيه، غير أن هذا البناء تعرض للتدمير على يد القائد البابلي نبوخذ نصَّر أثناء غزوه للقدس عام 586 قبل الميلاد. وفيما يصر اليهود على أن الهيكل كان في الموقع الحالي للمسجد الأقصى، فإن الحفريات الواسعة التي قامت بها إسرائيل في المنطقة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 لم تثبت وجود الهيكل في المنطقة دون أن يكون من الواضح حتى الآن موقعه الحقيقي.