قرر صندوق أوبك للتنمية الدولية " أوفيد"، منح منظمة الصحة العالمية 500 ألف دولار، لمساعدتها في الحد من انتشار فيروس "إيبولا"، الذي انتشر في 3 بلدان بغرب أفريقيا، وأودي بحياة نحو مئات الأشخاص. وقال سليمان جاسر الحربش، المدير العام لصندوق أوبك للتنمية الدولية " أوفيد"، اليوم الاثنين، في بيان له، إن الصندوق قرر تقديم منحة طوارئ عاجلة قدرها 500 ألف دولار، لدعم انشطة منظمة الصحة العالمية، للحد من انتشار فيروس "إيبولا"، والذي أودى حتى الآن بحياة المئات، من الأرواح في غرب أفريقيا. ووفقا للبيان، جاءت المنحة كتلبية عاجلة لمناشدة الممثل الخاص لسكرتير الاممالمتحدة، الدكتور كانده يومكيلا، الذي التقى بالحربش لاطلاعه على المستجدات المتعلقة بتفشي الوباء خلال الفترة القصيرة الماضية، فضلاً عن اعلان منظمة الصحة العالمية أن تفشي الوباء خرج عن نطاق السيطرة، إلا أنه بالإمكان الحد من انتشاره عبر حشد وتكثيف الجهود على الصعيد العالمي لمواجهته. و"إيبولا" هو فيروس يؤدي إلي اصابة الانسان بحمى نزفية فيروسية، وتم تسجيل أولى حالات الإصابة بها يوم 9 فبراير الماضي في غينيا الاستوائية، قبل أن تمتد إلى البلدان المجاورة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ويعد تفشي الفيروس الحالي والأول من نوعه في غرب أفريقيا، من أشد ما تم رصده من موجات انتشار الفيروس، وذلك من حيث عدد الحالات المصابة والوفيات التى وقعت خلال فترة قصيرة. وكانت أول حالات تم الإبلاغ عنها قد رصدت في مناطق الغابات، جنوب شرق غينيا، وبلغ عدد الحالات المصابة بفيروس إيبولا 1300حالة، وأودى هذا الفيروس حتى الأول من أغسطس الجاري 2014، بحياة 729 شخصا على الأقل غالبيتهم في سيراليون وليبيريا. وأضاف الحربش، وفقا للبيان، أن المنحة تستهدف دعم أنشطة المركز الاقليمي التنسيقي لمنظمة الصحة العالمية الذي يتخذ من عاصمة غينيا، كوناكري، مقراً له، والذي يهدف في المقام الأول، لرصد أنشطة الحد من انتشار الوباء، بالتعاون مع اللجان الوطنية والفرق المعنية على الساحة، ويعمل بمثابة منصة لتعزيز وتنسيق الدعم التقني المقدم، إلى ثلاثة من البلدان الافريقية المتضررة جراء تفشي الوباء، وهي غينيا، وليبيريا، وسيراليون، بالإضافة إلى دعم جهود السلطات الصحية الوطنية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. ووفقا للبيان،هناك مزيد من الحشد للجهود العالمية حاليا، لتعزيز كافة الجهود المبذولة لمكافحة المرض في البلدان الافريقية الثلاثة، بما في ذلك التعبئة الاعلامية، والمجتمعية ومعالجة الحالات المرضية واتخاذ كافة الاجراءات الوقائية، للحد من العدوى، فضلاً عن التنسيق مع كافة الجهات المعنية بالمساعدة. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة الماضية، أنها قدمت بالاشتراك مع رؤساء الدول التي أصابها فيروس إيبولا في منطقة الغرب الإفريقي، في العاصمة الغينية كوناكري، خطة عمل جديدة لمكافحة الوباء، تبلغ تكاليف تطبيقها 100 مليون دولار. يذكر أن فيروس "إيبولا" من الفيروسات الخطيرة والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى 90 %، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم خلال الفترة الاولى من العدوى بالفيروس، كما أنه وباء معدي ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير. ومن المعلوم أنه لا يوجد حتى الآن أي علاج ، أو لقاح واقي ضد فيروس "إيبولا"، هذا بالإضافة إلى أن المرضى المصابين بهذا الفيروس يحتاجون إلى عناية مركزة، ولا يمكن السيطرة على تفشي العدوى إلا من خلال استخدام التدابير الوقائية الموصي بها طبياً. وتجدر الاشارة إلى أن الشراكة بين "أوفيد"، ومنظمة الصحة العالمية تعود إلى عام 1979، وقدم أوفيد منذ ذلك الحين 26 منحة، تبلغ قيمتها الاجمالية 27 مليون دولار، لدعم عمليات وبرامج منظمة الصحة العالمية في كافة أنحاء العالم. وللمرة الأولى، تم الكشف عن هذا الفيروس عام 1976 في إحدى المقاطعات الاستوائية الغربية بالسودان، وفي منطقة مجاورة بزائير (الآن جمهورية الكونغو الديمقراطية) وذلك عقب انتشار أوبئة كبرى في منطقة نزارا بجنوب السودان وفي يامبوكو شمالي الكونغو. وصندوق الأوبك للتنمية الدولية "أوفيد" هو مؤسسة تمويل إنمائي حكومية دولية، أنشأتها الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" في عام 1976، تمول مساعداتها للبلدان النامية من المساهمات الطوعية التي تقدمها البلدان الأعضاء في "الأوبك