"لا يوجد شيء في الدين الإسلامي يسمى عذاب القبر أو الثعبان الأقرع"، هذا هو ما قاله الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى في برنامجه الذي يقدمه على فضائية "أون تي في"، وقد أثارت تصريحات إبراهيم عيسى حول عذاب القبر استياء الكثير من علماء الدين في مصر، بل وطالب العديد منهم بمنع إبراهيم عيسى من الظهر في برنامجه مرة أخرى . وقد كلف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، المكتب الفني بالمشيخة بجمع التسجيلات المنتشرة مؤخرا حول إنكار عذاب القبر أو عذاب تارك الصلاة وغيرها من الأحاديث، وذلك لعرضها على مجمع البحوث الإسلامية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال ذلك. وبمناسبة هذا الأمر نعود لفتوى قديمة نشرت في مجلة نور الإسلام في أبريل 1935م، حول حكم عذب القبر، حيث توجه سائل إلى دار الإفتاء المصرية يسأل عن عذاب القبر قائلا: "هل يقع عذاب القبر على الروح فقط أم على الجسد أم كليهما؟". وقد أجابت دار الإفتاء : أن "عذاب القبر للروح والجسم، والأدلة السمعية في ذلك ظاهرة، منها قوله تعالى: " النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ]غافر:46 نوح:25[. وتابعت: "وفي الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في جزء من حديث عن الحساب في القبر "وأما الكافر والمنافق فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيه، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين"، وروي أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم أنه مر بقبرين فقال: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستبرئ من بوله". وفي الصحيحين أن الرسول استعاذ من عذاب القبر، وقال عليه الصلاة والسلام عن قوله تعالى : " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ" ]إبراهيم 27[. أنها نزلت في عذاب القبر، إذ قيل له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: ربي الله ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم"، وعنه صلى الله عليه وسلم "القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار"، وكثير من الأحاديث الواردة في هذا المعنى وكلها تدل على وجود عذاب القبر.