قال مصدر عشائري بمحافظة صلاح الدين شمال العراق، اليوم السبت، إنه تم العثور على جثث 6 مواطنين سنّة بمدينة سامراء في المحافظة تم قتلهم على أيدي "ميليشيات شيعية متطرفة"، في الوقت الذي أكد فيه مسؤول أمني محلي مقتل المواطنين الستة، إلا أنه نفى أن تكون دوافع قتلهم طائفية. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال خالد الدراجي أحد شيوخ قبيلة البو دراج بمحافظة صلاح الدين إن عناصر في مليشيات "أبو الفضل العباس" و"عصائب أهل الحق" الشيعيتين المواليتان للحكومة قتلوا بمدينة سامراء، في وقت لم يحدده، 6 أشخاص من السنّة يعمل 5 منهم عناصر في "الصحوات" فيما يعمل الأخير شرطياً بمنطقة العاشق غربي المدينة. و"الصحوات" هي عناصر مسلحة من أبناء العشائر في المحافظات السنية، موالية للحكومة العراقية وتساعد قوات الأمن في قتال المجموعات المسلحة ومن قبلها تنظيم القاعدة. وأضاف الدراجي أن عناصر المليشيات ألقوا جثث القتلى في نهر دجلة، وعثر عليها عدد من المواطنين صباح اليوم، وانتشلوها من النهر ونقلوها إلى الطب العدلي في مستشفى سامراء العام. من جانبه، أكد خالد جسام عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين مقتل المواطنين الستة، إلا أنه نفى في الوقت نفسه أن يكونوا قتلوا على أساس طائفي كونهم سنّة. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال جسام "لا يوجد استهداف لأهل السنة في سامراء، سواء أكانوا عناصر في الصحوات أو منتسبين في الأجهزة الامنية من قبل أي جهة كانت". وحذّر عضو اللجنة، من وجود ما أسماها "مجاميع مسلحة متطرفة" تحاول خلق فتنة طائفية بين أهالي سامراء وجرّ المدينة إلى اقتتال بين مكوناتها. وتسيطر جماعات سنية مسلحة وفي طليعتها تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف ب"داعش" على مناطق ومدن الصينية وبيجي والشرقاط وتكريت وأجزاء من الضلوعية في محافظة صلاح الدين، في حين أن مدينة سامراء ذات الأهمية الاستراتيجية القريبة من بغداد والدينية باحتوائها على مراقد شيعية، لا تزال خاضعة لسيطرة القوات الحكومية والمليشيات الشيعية الموالية لها. ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحون سنة على أجزاء واسعة من محافظة نينوى بالكامل في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد. وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين (شمال) ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر مدن الأنبار غربي البلاد. فيما تحاول القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) طرد المسلحين واستعادة السيطرة على المناطق التي سيطروا عليها مؤخراً، الأمر الذي أدى لاندلاع اشتباكات ومعارك بين الجانبين سقط فيها قتلى وجرحى.