زكاة الفطر يجوز إخراجها قبل بدء شهر رمضان المبلغ المقدر للزكاة هذا العام للتسهيل علي المسلمين وخاصة الفقراء يجوز إخراج الزكاة لغزة بشرط اكتفاء أهل البلد أولا من احتياجاتهم تخرج زكاة الفطر قبل إتمام الامام من صلاة العيد وإذا تأخر تعتبر صدقة يدور في مخيلة المسلمين العديد من الأسئلة عن الزكاة وأخطاء يقع فيها من لا يعرف أحكامها، ومن أجل التعرف على بعضها، أجرت شبكة الإعلام العربية "محيط" حوار خاص بهذا الشأن مع الدكتور عيد يوسف، أمين لجنة الفتوى بالأزهر الشريف. إلى نص الحوار ما هو الفرق بين زكاة المال وزكاة الفطر؟ زكاة الفطر يجوز إخراجها من أول شهر رمضان المبارك بل وأباح الإمام أبي حنيفة أن يجوز إخراجها قبل رمضان في شعبان وهذا تبعا لحالة الفقير. أما وقت الوجوب بمعنى من أخرها بعد ذلك لا تقبل منه، ولا تجوز وقت وجوبها ليلة العيد الفطر حتى يخرج الإمام من الصلاة فإن أخرها صاحبها حتى خرج الإمام من الصلاة فهي صدقة وليست بزكاة فقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم- "صوم رمضان معلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بزكاة الفطر" وإذا تأخر المرء في دفع الزكاة بعد خروج الإمام من الصلاة فتظل في ذمته يخرجها مرة أخرى. وزكاة المال فعند بدأ الحول أي إذا مضى على المال سنة كاملة وخلى من الدين وفاض عن حاجة الإنسان فبمجرد وجوب العام فتخرج الزكاة ومقدارها 2 ونص % بمعنى 25 جنيه على الألف وتخرج أيضا إذا بدأ العام الثاني ويجوز توزيعها حسب حاجة الفقير بمعنى إذا احتاجها بعد شهر أعطيناها له أو بعد شهرين ويجوز أن ندخرها له ونعطي له المال على أكثر من مرة ولكن الشرط ألا يمر العام حتى نخرج زكاة المال. أعلنت دار الافتاء أن زكاة الفطر لهذا العام 8 جنيهات.. علي أي أساس يقدر المبلغ كل عام؟ قدرت دار الافتار المبلغ المدفوع لزكاة رمضان هذا العام بمبلغ 8 جنيهات وهي تعادل 2 كيلو ونصف من الحبوب عن كل فرد وذلك للتسهيل على المسلمين، حيث أن هذا المبلغ يعتبر كحد أدني يدفعه الفقير حتى لا يثقل على عاتقه بينما المتوسط يخرج من زكاة بقيمة 15 جنيها والغني 20 جنيها فيما يزيد. تحدد الزكاة كل عام على أساس استهلاك الناس والسلع وتقدر بأقل قيمة من حيث سعر الحبوب والقمح على حسب إنتاج الأرض من المحصول بمعني إذا كانت الأرض مزرعة شعير تخرج شعير وليست قاصرة على نوع بعينه. هل يجوز إخراج الزكاة للمعاقين والأيتام على شكل كساء أو طعام؟ الزكاة حددها الله سبحانه وتعالى بأصنافها ومستحقيها في كتابه الكريم في سورة التوبة "إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ" فإذا كان إخراج الزكاة لليتامى والمعاقين أو لأي صاحب حاجة طالما فقيرا ومسكينا وينطبق عليه الشروط الثمانية التي ذكرت فلا حرج شرعي في ذلك ولكن لا تقتصر الزكاة على هذا الصنف فقط وهم المعاقين واليتامى حتى لا يتكدس عندهم المال ويحرم غيرهم من فرصة العطاء. وإذا جاز خروج الزكاة لهم فتخرج بما ينطبق على حالتهم فإن كان يستحقونها مالا نعطها لهم مالا وإذا يستحقها طعاما أو ملبسا نعطها كذلك، وإذا كان يستحقونها دراجة أو شيء يستخدموه تعليما مثلا فتخرج على هذا فيجوز ذلك طالما يقع في الأصناف الثمانية التي حددها الله. هل يجوز التبرع بزكاة المال ل«غزة» أو للدول الفقيرة؟ شرط الفقهاء في إخراج الزكاة أن تخرج في بلد الذي تخرج الزكاة ولا تنتقل من بلد إلى أخرى إلا في حالات معينة. ما هي تلك الحالات؟ الحالة الأولى أن يكتفي أهل هذا البلد فإذا اكتفى فقراء هذا البلد وفاض فيجوز نقلها إلى بلد آخر، وإذا اكتفت هذه البلد تنقل إلى أخرى وهكذا ولكن إذا كان أهل البلد في حاجة إلى الزكاة لا يجوز إخراجها. الحالة الثانية من جواز إخراج الزكاة من بلد إلى آخر، إذا كان المرء مقيم في بلاد ويوجد له أقارب فقراء في بلد آخر يجوز إعطاء جزءا من الزكاة لهم من باب الأقربون أولى بالمعروف وخاصة إذا لم يتلقوا الزكاة من البلد المقيمون بها وذلك للحديث ابدأ بنفسك ثم الأمثل فالأمثل. ما الشروط التي يجب توافرها في الأقارب لكي يجوز توزيع الزكاة علهيم؟ هي الشروط التي ذكرت في القرآن، إذا كانوا فقراء أو غارمين وفي سبيل فإذا انطبقت عليهم هذه الشروط فتستحق لهم الزكاة أما إذا لم تنطبق عليهم الشروط فيأخذون من الصدقات الأخرى وليس من الزكاة لأنها حق معلوم للسائل والمحروم حدد الله أصنافها لا يأخذها إلا من يستحقها. هل يجوز إخراج الزكاة من وديعة بالبنك؟ المال الموجود بالبنوك محل خلاف العلماء عليه بين أخذ الزكاة منها وعدم أخذها فإن فريقا من العلماء يرى أن ذلك حلالا وعلى هذا الرأي يجوز إخراج الزكاة من أصل المال أو الوديعة بناءً على هذا الرأي، وهناك فريقا آخر يرى أن الأموال في غير البنوك الإسلامية حرام والأرباح الآتية عنه من قبيل الربا وبناءً على هذا لا يجوز إخراج الزكاة من أرباح المال ولكن يجوز إخراجها من أصل المال وعموما الأمر المختلف فيه يجوز فعله وتركه ولكن الاحتياط للدين أولى. ما حكم تارك الزكاة؟ تارك الزكاة إما أن يتركها بُخلا أو يتركها جاحدا، وإذا تركها بُخلا فهو آثم مرتكب لكبيرة من الكبائر وهذا من حقه أن يستتاب ومن حق الحاكم أن يأخذها رغما عنه، أما إذا تركها جاحدا فهو كافرا لأنه جحد ركنا من أركان الإسلام ويرى أنها ليست واجبة كما فعل المرتدين عن الإسلام ورفضوا دفع الزكاة وقاتلهم أبي بكر الصديق -رضي الله عنه - حتى أخذها منهم وردها للإسلام ب"المقاتلة". ولكن "المقاتلة" غير جائزة فهذا بيد الحاكم فيسأل تارك الزكاة فإذا تركها بُخلا فذلك كبيرة من الكبائر ويعذر ويرجع على ما فعله ولكن إذا كان جاحدا نبين له أنها فريضة من الله فإذا اقتنع فيدفعها وإذا لم يقتنع فمن حق الحاكم أن يطلبها حتى قتالا فهذا منكر لفريضة الله تعالي. كيف توزع الزكاة على القدر المطلوب وبالطرق السليمة؟ لابد وأن تنتشر في كل مكان مؤسسات مختصة عن جمع الزكاة لحصر الأعداد وتوزيع المال على الفقراء بالقدر المطلوب ليصل إلى مستحقيه وعلى حسب الحاجة أي من يحتاج مالا يخرج له مالا أو كساء أو طعام. ومن المفترض أن تقوم لجنة حكومية أمينة وليست لجنة مفرطة بالإشراف على جمع الزكاة ويقوم عليها علماء من الأزهر ويقدرون مال كل شخص ويحضرون الفقراء ويلبون احتياجاتهم. كيف نُفعَّل دور الزكاة في تحقيق التكافل الاجتماعي؟ التنمية الاقتصادية هي الدور الأول في المجتمع الإسلامي والدول الإسلامية، فإذا جمعت الزكاة بحقها ووزعت على الفقراء لم يكن هناك صاحب حاجة أبدان، وقد كان في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز يتزوج الشباب من أموال الزكاة، وكان في عهده أيضا الأعمى يأتي له جزءا من الزكاة والطيور توضع لها الحبوب على قمم الجبال من الزكاة، فالزكاة لو جمعت جمعا حقيقيا وقام بذلك الإمام ووزعها على الفقراء لكفت الأمة الإسلامية احتياجاتها تماما ويتغير الحال على ما هو عليه الآن وإذا فاض شيء بعد ذلك تبنى به المصانع و تقضي المصالح فيستقم اقتصاد الأمة وتنهض الدولة الإسلامية كما نهضت بها من سبق.