أكدت الحركات السياسية المسلحة الناشطة فى شمال مالى اليوم الأربعاء إلتزامها بالحوار السلمى لحل المشاكل العميقة المسببة للأزمة معربة عن أملها فى أن يكون هذا الحوار في مستوى تطلعات مواطني الشمال المالى. وقال نائب رئيس الحركة الوطنية لتحرير الأزواد محمد مايجا خلال لقاءات المرحلة الأولى للحوار الشامل بين الماليين إن الحركة تحمل مطالب شرعية وحقيقية لشعب الأزواد وعليه لا ينبغى تهميش هذه المطالب التي يجب أن تكون في صلب الحوار .. مشددا على ضرورة مشاركة الحركات الموقعة على "إعلان الجزائر" فى كل مجريات الحوار بما يمكن من التكفل بمشاكل شعب الأزواد ومجددا الإستعداد للتفاوض بشكل جاد مع الحكومة المركزية فى مالى للوصول إلى حل للمشاكل العميقة المسببة للنزاع الذى تكرر أكثر من مرة طوال 50 سنة . كما جدد الناشط المالي إلتزامه بالوحدة الترابية لدولة مالي ملحا على إشراك مواطنى الشمال في الحكومة المركزية و بعث تنمية حقيقية بالمنطقة. وكانت هذه الحركات الثلاث وهي الحركة الوطنية لتحرير الأزواد والمجلس الأعلى لتوحيد الأزواد والحركة العربية للأزواد قد وقعت في 9 يونيو الماضي على إعلان الجزائر مؤكدة بذلك إرادتها الصادقة في التوصل إلى حل سلمي للأزمة من خلال الحوار. وفي المقابل تحدثت الحركات الموقعة على أرضية التفاعم المبدئية لبدء الحوارفى 14 يونيو الماضي على ضرورة التكفل بالعمل على إيجاد حلول حقيقية و إظهار حسن النية و الإرادة الحقيقية فى التكفل بإنشغالات سكان الشمال المالى. وأكد رئيس "تحالف شعب الأزواد" إبراهيم آغ محمد الصالح ضرورة أن يشمل هذا الحوار الجوانب السياسية و الأمنية و الإقتصادية و الثقافية لشعب الأزواد .. مشيرا إلى أن الحل السلمى هو الوحيد الكفيل بحل هذه الأزمة و ذلك من خلال إشراك جميع الماليين فيه دون أي إقصاء .. وأضاف أن الوضع المعقد للأزمة فى الشمال المالى يحتم على المجتمع الدولى. العمل على إزالة أسباب الصراع و إيجاد حلول مستديمة" معتبرا ان "إجتماع الجزائر اليوم يعد فرصة لشرح المشاكل العميقة في الشمال بشكل أكثر وضوح ما يسمح بالتوجه نحو حلول أفضل". من جانبه أكد رئيس الحركة العربية للأزواد محمد محمود العمرانى أن الحركة التي يتزعمها إحترمت كل الإتفاقات التي وقعت عليها و كل إلتزاماتها و خاصة تلك المتعلقة بالسلم. و الامن في المنطقة معربا عن أمله في التوصل الى حل نهائي للمشاكل التي يعانى منها سكان الشمال داعيا إلى تأسيس لحكومة مالية جديدة تستوعب جميع الماليين ومجددا الإرادة الحسنة لترسيخ الأخوة و العيش في كنف السلم بين جميع الماليين . أما رئيس تنسيقية الحركات و الجبهات القومية للمقاومة هارون توري فقد أكد من جانبه الإلتزام بالحل السلمي لللأزمة و تمسك الحركة بمسار الحوار الذي ترعاه الجزائر فيما دعا هارون توري إلى التكفل بمشكلات وتطلعات المواطنين الماليين فى الشمال معتبرا أن "هذا الحوار لابد أن يقف على مبادئ إحترام الآخر و ديمقراطية الأفكار و التعاون بين مواطني البلد الواحد .. داعيا باقى الحركات المسلحة الناشطة في الشمال المالي إلى الإنضمام إلى مسار السلم و المصالحة الوطنية و تغليب روح التسامح من أجل العيش في سلم و رفاهية و أمن بين جميع الماليين. يذكر فى هذا الصدد أن الجلسات التى بدأت اليوم تعتبر تمهيدية للجلسات المباشر للحوار بين الماليين و التي ستنطلق على مرحلتين غدا الخميس في جلسات مغلقة بإقامة الميثاق بالجزائر.