مع تصاعد الأحداث في أوكرانيا وازدياد الأزمة تعقيدا، اتخذت الاتصالات بين القوى العالمية طابعا غير مسبوقا لإيجاد حل دبلوماسي، إذ تجري فرنسا وألمانيا وروسياوأوكرانيا محادثات هاتفية مشتركة بصورة متكررة. ونقلت شبكة "سكاي نيوز عربية" عن مسئول فرنسي طلب عدم كشف اسمه: "نادرا ما رأيت ذلك، الاتصالات الثنائية أمر يحصل على الدوام، لكن مثل هذه الاتصالات بين 3 أو 4 مسئولين هو أمر جديد وغير مسبوق". يذكر أنه لم يقم أي رئيس بزيارة سواء إلى أوكرانيا أو إلى روسيا، وبقيت المبادرة بشكل أساسي فرنسية-ألمانية بعدما نشطت الدبلوماسية البولندية في بداية الأزمة فكان لها بحسب بعض الدبلوماسيين الدور الأكبر للحد من جنوح المعارضة إلى التطرف. أما اليوم، فيبدو أن نمط الاتصالات الهاتفية المتعددة الأطراف أصبح هو المعتمد وبشكل منتظم في الأزمة الأوكرانية، سواء للدعوة إلى وقف أعمال العنف أو لتشجيع الحوار بين السلطة والمسلحين الموالين لروسيا في الأراضي الأوكرانية. وتتبع هذه المؤتمرات عبر الهاتف آلية معتمدة بشكل ثابت، إذ تجري مشاورات في بادئ الأمر بين المستشارين الدبلوماسيين للرؤساء الروسي فلاديمير بوتن والأوكراني بيترو بوروشنكو والفرنسي فرنسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتقييم جدوى اتصال هاتفي. وبعد اتخاذ القرار يتم الاتفاق على موعد، ويتم الاتصال عبر مكبر الصوت في مكتب الرئيس الفرنسي، وفق ما ذكر أحد الشهود، مضيفا: "المحادثات تكون بعيدة عن الشكليات البروتوكولية ومباشرة إلى حد كبير". وتابع: "يحضر مترجمون لكل لغة لكن ميركل وبوتين يتحادثان كثيرا بالروسية أو الألمانية، إذ يجيدها كلاهما بطلاقة، أما بوروشنكو فغالبا ما يتكلم بالإنجليزية ويجيبه أولاند في غالب الأحيان بالإنجليزية أيضا من أجل التقدم بشكل أسرع في المشاورات". واقترحت الحكومة الأوكرانية الخميس استخدام سكايب لتحريك المفاوضات التي تجريها مجموعة الاتصال حول النزاع مع الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق، وقيل في باريس إن "الفكرة تبدو ممتازة لأنها تخاطب الجمهور العريض، لكنها ليست مثالية لجهة السرية والأمان". وعلى أثر المحادثات بين القادة تصدر بيانات، إذ يقوم المستشارون بإعداد عناصر الرسائل المطلوب توجيهها ويصححون الصياغة ويعدلونها عملا بطلبات الأطراف.