رأى الكاتب الأمريكي ستيفن كينزر أن حدود اتفاقية (سايكس بيكو) المبرمة عام 1916 تتعرض اليوم للانهيار بفعل عاصفة العنف التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط. وقال إنه من الصعب عدم الاتفاق مع الأصوات المطالبة بإزالة تلك الحدود باعتبارها صناعية، وضعها غرباء استهدفوا الإبقاء على الشرق الأوسط ضعيفا وتابعا. وأكد كينزر - في مقال نشرته صحيفة (بوسطن جلوب) اليوم الأحد أهمية الحدود الوطنية من بين الثوابت على الصعيد الجيو سياسي ، وأنها لا يمكن أن تبقى قابلة للتغير هكذا إلى الأبد ، وأنه في أوقات الأزمات تحديدا يكثر الحديث عن السيادة والحدود وحُرمة انتهاكها. واستدرك الكاتب قائلا " إن الحدود ربما كانت مقدسة على صفحات القانون الدولي ، ولكن الواقع على الأرض قد يفرض عدم الالتفات لمطالب تثبيت الحدود ، فحدود الدول طالما عكست واقع قوتها ، وهذه تتغير بازدياد هذه القوة وانحسارها". وضرب كينزر مثلا باتفاقية (سايكس بيكو) التي أُبرمت على أثر انهيار قوى الإمبراطورية العثمانية ، ما فتح الباب أمام بريطانياوفرنسا للدخول وتقسيم الشرق الأوسط إلى مناطق نفوذ. وقال " لقد رسمت (سايكس بيكو) خطا يمتد من كركوك بصحراء ما بين النهرين وحتى حيفا على البحر المتوسط ، وكان الإتفاق أن تسيطر فرنسا على ما يقع شمال هذا الخط ، والذي ضم كلا من لبنانوسوريا وشمال العراق ، فيما تسيطر بريطانيا على ما يقع جنوب الخط ". ولفت الكاتب الأمريكي إلى أن هذه القسمة تمّت دون معرفة أو حضور أو مشاركة أي من أبناء المنطقة ، وقال إن الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط ، ولا سيما سورياوالعراق ، تبرز التناقض بين فكرة ثبات الحدود كأمر واجب الاحترام، وتغيّرها طبقا لطبيعة تغير القوى. ورأى أن التخلي عن الخرائط القديمة أمثال (سايكس بيكو) أمر محفوف بالمخاطر ، ولكن في المقابل يمكن أن يؤدي القبول بحدود جديدة إلى تقليص حجم الاضطراب أكثر من الدفاع عن الحدود القديمة. واختتم كينزر مقاله قائلا " قد يغدو الشرق الأوسط مختلفا : عراق جديد أصغر ، كردستان مستقلة ، دولة إسلامية على ضفاف نهر الفرات ، إنه على أي حال نسَق من أنساق التاريخ ، ويتعين قبوله".