"روزاليوسف" على صفيح ساخن.. و"أبواليزيد" يثير الخلاف داخل "عقيدتي" جلال عارف: حركة التغييرات تمت بشفافية.. واجتماع طارئ ل"الصحفيين" لمناقشة الأزمة فيضانات من الاحتجاجات ضربت المؤسسات القومية عقب إعلان المجلس الأعلى للصحافة التغييرات الصحفية، وسط حالة من الرفض بين الصحفيين داخل بعض المؤسسات، الذين وصفوا حركة التغييرات الصحفية بأنها "عشوائية"، واعتمدت في جانب كبير منها على "الشللية"، والعلاقات والمصالح المشتركة. فداخل جريدة "روزاليوسف" نظم عدد من الصحفيين وقفة احتجاجية أمام مقر الجريدة، اعتراضًا على أسلوب فاطمة السيد أحمد، رئيس تحرير الجريدة، في التعامل معهم، وذلك بسبب الشتائم والألفاظ الخارجة التي تطلقها باستمرار طوال اليوم. وأوضح الصحفيون المشاركون في الوقفة أن رئيسة التحرير قامت برفع كشوف الإمضاء من مكتب الاستعلامات بالدور الأرضي وحملت الكشف معها، وذلك لقيامها بإصدار تعليمات بمنع الحضور من بعد التاسعة صباحًا ومن يتأخر عن حضور الاجتماع الصباحي يعتبر غائبًا ولا يحق له الإمضاء. وأكد الصحفيون أن تلك القرارات مخالفة لقانون العمل الصحفي بالمؤسسات القومية، حيث يشير القانون إلى أنه يحق للصحفي الحضور في أي وقت طوال النهار وليس هناك موعد محدد للحضور. الأزمة استمرت في الاشتعال بعد أن قام عدد من الصحفيين باستدعاء الشرطة لإثبات حالة تعنت رئيسة تحرير الجريدة فاطمة السيد أحمد ضدهم، وذلك بعد أن منعتهم من التوقيع في كشوف الحضور والانصراف واحتفظت بالدفاتر في مكتبها. الدكتورة فاطمة السيد أحمد، رئيس تحرير جريدة روزاليوسف، بدورها توجهت إلى مكتب رئيس مجلس الإدارة المهندس عبد الصادق الشوربجى، لمطالبته بالتدخل لحل الأزمة القائمة بينها وبين الصحفيين، بعد محاصرتهم لمكتبها، للمطالبة بإقالتها من منصبها. من جانبه، نفى سراج وصفي، مدير تحرير جريدة روزاليوسف، وجود أي مشكلات بين إدارة الجريدة ممثلة في رئيسة التحرير فاطمة السيد أحمد، والصحفيين المعترضين على سياستها في إدارة الجريدة، موضحًا في تصريحات خاصة ل"محيط"، أن إدارة الجريدة ستستمع إلى مطالب الزملاء في حالة علمها بوجود مشكلات. تقدم اليوم العشرات من صحفيي جريدة روزاليوسف بمذكرة رسمية إلى صلاح عيسى ، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة ، رافضين فيها ما تعرضوا له مؤخراً من قرارات تعسفية من قبل رئيس التحرير الجديدة والتي تقلدت هذا المنصب من خلال التغييرات الأخيرة التي تمت يوم السبت الماضي أي قبل أربعة أيام فقط . وأوضح الصحفيون في مذكرتهم انه تم اتخاذ عدد من الإجراءات التعسفية ضد محرري جريدة روزاليوسف اليومية بما يخالف العمل بقانون تنظيم الصحافة من قبل الدكتورة فاطمة سيد أحمد رئيس تحرير الجريدة ، حيث قامت في أقل من 48 ساعة من توليها منصبها باتخاذ عدة إجراءات من شأنها إهدار طاقة القوى العاملة بالجريدة بتمييز عددا منهم ومنع اغلبهم من أداء عملهم اليومي والكتابة في الجريدة مما يحدث فرقة بين أسرة تحرير روزاليوسف . وأشاروا إلى منعهم من التوقيع في الساعة بعد الساعة التاسعة في كشوف الحضور والانصراف واثبات تواجدهم بمقر عملهم ، وتخلفهم عن التوقيع يعنى غياب يوم كامل دون النظر إلى طبيعة عملهم التي تطلب الانتقال من مكان لأخر . وأكدوا فى مذكرتهم ان رئيس تحرير روزاليوسف الجديدة قامت بالاعتداء اللفظي واهانة طاقم العمل من محررين وعاملين بشكل مهين وهو ما لايحفظ للصحفى كرامته ويمنعه من أداء واجبه كقوة فاعلة تجاه المجتمع . وطالب صحفيو روزاليوسف المحتجون المجلس الأعلى للصحافة بسحب الثقة من الدكتورة فاطمة سيد أحمد لتعسفها فى استغلال السلطة الموكلة إليها . أزمة "روزاليوسف"، لم تكن الحالة الوحيدة، حيث شهدت مجلة "عقيدتي"، أزمة حادة عقب الدفع بسيد أبواليزيد، لرئاسة تحرير المجلة، الأمر الذي أثار غضب الصحفيين، مطالبين برحيل "أبواليزيد"، كما قاموا بمنعه من دخول مكتبه. وأكد الصحفيون أن رفضهم ل"أبواليزيد" بسبب عدم درايته بالملف الإسلامي، كما أنه ليس له علاقة بالمؤسسة، مشيرين إلى أن اختياره جاء بشكل عشوائي، الأمر الذي من شأنه أن يبعد المجلة عن رسالتها في مكافحة الإرهاب، وتحسين صورة الإسلام لدى الرأي العام. وطالب الصحفيون المجلس الأعلى ونقابة الصحفيين بالتدخل لحل الأزمة، خاصة وأن ضياء رشوان، نقيب الصحفيين كان على رأس المشاركين في تصويت المجلس الأعلى للصحافة على التغيرات الصحفية التي تم الإعلان عنها مؤخرًا. وعلق سيد أبواليزيد، رئيس تحرير مجلة عقيدتي، على احتجاجات الصحفيين المطالبة برحيله من منصبه، بقوله إنه غير متكالب على المنصب، ويريد العمل في جو من الود والاحترام المتبادل بين الجميع. وأكد "ابواليزيد"، في تصريحات خاصة، أن الحب والاحترام هما الوقود الأساسي لإنجاح أي عمل صحفي متميز، كما أن الزمالة والصداقة أهم بكثير من العمل، مشددًا على أنه لا يدعي البطولة أو النضال، ولكنه يحترم ذاته ومؤسسته التي عمل فيها منذ سنوات. وقال: "يكفيني فخرًا أنني وصلت لهذا المنصب من خلال تصويت أعضاء المجلس الاعلى للصحافة المشهورين بالشفافية والمصداقية، وحصلت على 10 أصوات مقابل صوتين". اشتعال الأزمة دفع نقابة الصحفيين إلى الإعلان عن عقد إجتماع طارئ لبحث أزمة التغييرات الصحفية الأخيرة الصادرة من المجلس الأعلى للصحافة، وهو الإجتماع الذي تم إلغاءه لعدم إكتمال النصاب القانوني للأعضاء الحاضرين. يأتي ذلك بعد أن تقدم جمال عبدالرحيم، وكيل نقابة الصحفيين، ومحمد عبدالقدوس، مقرر لجنة الحريات بالنقابة، وأسامة داود، عضو مجلس النقابة، بمذكرة عاجلة إلى ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، طالبوا فيها بدعوة المجلس للانعقاد وبحث أزمة التغييرات الصحفية الأخيرة، وذلك طبقا لقانون النقابة الذي ينص على عقد اجتماع طارئ خلال 48 ساعة من طلب 3 أعضاء من مجلس النقابة. كان أعضاء المجلس تلقوا اتصالات مكثفة من العديد من الصحفيين بعددا من المؤسسات الصحفية القومية بسبب التغييرات الأخيرة منها دار التعاون الذين اعترضوا على رئيس تحريرها، وروزاليوسف والذين قاموا بتحرير بلاغ ضد رئيس تحريرها وتجمهروا أمام مكتبها اعتراضا عليها، وصحفيو عقيدتي الذين رفضوا دخول رئيس تحريرها الجديد مكتبة، واعتراض الصحفيين في دار الهلال على سعد القرش رئيس تحرير كتاب الهلال. في سياق متصل، قال جلال عارف ، رئيس المجلس الأعلي للصحافة، إن عملية اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، تمت بمديقراطية وشفافية كاملة،و في ظل أقصي درجة من درجات الممارسات الديمقراطية. وقال: "إن هذه التغيرات نرجو أن تكون خطوة علي طريق طويل لنهضة صحافتنا المصرية ، وتخطي العقبات التي تمر بها" . وأضاف:" أمامنا بعض الخطوات لاستكمال خطوات البناء الإداري ، وتشكيل مجالس الادارة و الجمعيات العمومية للمؤسسات الصحفية، لاستعادة دورها ومكنتها لدورها". وتابع:" إن نحقق اهداف ثورتنا ، ونسير في االطريق الذي رسمه الشعب في 30 يونيو ، ونؤكد علي المعالني الكبيرة لما جاءت به بارداة الشعب وعلي رأسها الحرية وفي مقدمتها حرية الاعلام،نمارس الدور المنوط بنا في استقلالية كاملة عن كل مؤسسات الدولة". وأكد ان هناك رغبة حقيقة في اصلاح أوضاع الصحافة التي تعاني من ظروف صعبة ، مضيفا أجرينا من قبل حركة رؤساء مجالس إدارات المؤسسات القومية ". وأضاف :"أمامنا مهمة صعبة لإعداد المؤسسات ، لإصلاح حقيقي وشامل لهذا المؤسسات ،ثم اصدار التشريعيات التي نص عليها الدستور ، وإعداد تشريعيات صحفية، لمناقشتها مع كل الجهات المسئويلة، وتنقية التشريعيات الصحفية من كل القيود، وتطبيق المبدأ الدستور الهام بمنع الحبس في قضايا النشر .