د. محمد نصار علي فترة50 عاما تقريبا كان التقدم إلي الجامعات عن طريق التنسيق اليدوي من خلال المظاريف الورقية والطوابع والدمغات والشبابيك والطوابير خلال فترة شهري اغسطس وسبتمبر من كل عام, والاستعانة بجيش من الموظفين وعذاب من الأوراق غير المستوفاة وازدحام المواصلات من الأقاليم إلي المحافظات وعناء الزحام في المكاتب وعناء المواصلات من أجل التقدم إلي الجامعات مصطحبين الأهل والأقارب أو في حالة استضافة عند الأقارب أو في الفنادق واللوكاندات وما شابه ذلك.. وكانت التكلفة للطالب المقيم داخل المحافظات حيث توجد مكاتب للتنسيق لا تقل عن200 جنيه ثمن المظروف وما بجانبه, وللمقيمين في خارج المحافظات لا تقل عن300 جنيه.. اضافة إلي جيش الموظفين وتأجير الخيام والبوفيهات(35 ألف جنيه تأجير بوفيه فرع واحد).. وكان العدد الكلي للمتقدمين في اليوم الأول وهو اكثر الأيام ازدحاما لا يزيد بأي حال علي أربعة آلاف متقدم في جميع فروع مكتب التنسيق علي مستوي الجمهورية ولذلك كان مكتب التنسيق يستمر قرابة الشهرين في حالة استنفار تام. أخيرا اصبح التنسيق الالكتروني عن طريق شبكة الانترنت من خلال التعاون بين ثلاث وزارات هي التعليم العالي والاتصالات والتنمية الإدارية, وتم الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا العصر الحديث واستخدام أمثل لقواعد المعلومات في تجهيز برامج التنسيق الالكتروني, وتم تشكيل فرق عمل من الوزارات الثلاث ظلت تعمل طوال ثلاثة أعوام لمدة لا تقل عن12 ساعة يوميا وفي الفترة الأخيرة من العام الحالي نحو20 ساعة يوميا وفي حركة مستمرة بين محافظات الجمهورية لترتيب أماكن التنسيق الالكتروني والمساعدة في الارشاد خلال الاستخدام من اقصي الجنوب إلي اقصي الشمال ولم نسمع عنهم وجميعهم شباب في المرحلة الجامعية وبعضهم في مرحلة البكالوريوس وكان هذا هو مشروع البكالوريوس. وأخيرا كان التقدم لمكتب التنسيق وكانت النتيجة كالآتي: في اليوم الأول اربعون الف طالب في المرحلة الأولي مقابل أربعة آلاف في حالة التنسيق الورقي, وفي المرحلة الثانية تسعون الف طالب في اليوم الأول من خلال مكاتب التنسيق الالكتروني أو من المنازل دون مشقة العناء في السفر أو الذهاب إلي مكاتب التنسيق, واصبح من المحتمل أن تستغرق فترة التنسيق جميعها في العام المقبل فترة لا تزيد علي عشرة أيام مع اضافة جامعة الأزهر والشهادات الأجنبية دون عناء الانتقال والتكلفة, ومن الاحصائيات الجديدة أن النظام الجديد وفر من مائة وأربعين إلي مائة وخمسين مليون جنيه للطلاب المتقدمين للجامعات والوفر الأكبر كان لطالب المحافظات والأقاليم اضافة إلي توفير مرتبات ومكافآت واستخدام للتكنولوجيات الحديثة داخل القري والعزب والنجوع. وأخيرا تحية احترام وتشجيع للشباب الذي ساهم في المشروع وتحمل المسئولية طوال ثلاث سنوات دون ضجيج واعلام من الشمال إلي الجنوب وتحمل المخاطرة, واضاء شمعة للجميع في وسط الظلام وتحمل المسئولية.. تحية إلي اصحاب القرار في العمل الجماعي بين الوزارات الثلاث لخدمة وراحة الشعب. عن صحيفة الاهرام المصرية 5/9/2007