شارك الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" في الحفل الذي أقيم اليوم في مقر اليونسكو في باريس، بمناسبة صدور المجلد الأول من موسوعة اليونسكو عن الثقافة الإسلامية، التي تقع في ستة مجلدات وستصدر تباعًا باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية. أقيم الحفل بحضور السيدة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، وعدد من كبار الشخصيات. وألقى المدير العام للإيسيسكو كلمة في هذا الحفل، تحدث فيها عن القيمة العلمية لموسوعة اليونسكو عن الثقافة الإسلامية التي تصدر بدعم من جمعية الدعوة الإسلامية العالمية في ليبيا، ورحب بهذا المشروع وبصدور المجلد الأول حول (أسس الإسلام)، فقال إن الموسوعة تقدم لجمهور الباحثين وطلاب الدراسات العليا وعموم المثقفين والقراء المهتمين، معلومات وافية عن الإسلام عقيدة ً وشريعة ً وفقهًا وثقافة ً وحضارة ً وتاريخًا وشعوبًا. وأشار إلى أن فكرة إصدار هذه الموسوعة قد انبثقت عن المؤتمر العام التاسع عشر لليونسكو في قرار كلف المديرَ العام باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعداد موسوعة عن مختلف جوانب الثقافة الإسلامية ونشرها، يُراعَى فيها تاريخُ الحضارة الإسلامية وحاضرُها وتطلعها إلى المستقبل. وقال إن قائمة أسماء الشخصيات العلمية المشاركة في تأليف هذه الموسوعة تضم في غالبيتها أعلام الفكر الإسلامي المعاصر المشهود لهم بالتفوق الأكاديمي في مجال اختصاصاتهم في شتى حقول الثقافة الإسلامية. فيما أضاف : « إذا كنا نلاحظ التأخير في تنفيذ مشروع هذه الموسوعة ولا نعرف الأسباب الموضوعية وراء ذلك، فإننا نؤكد على أهمية صدور موسوعة في المستوى الراقي تقدم الحقائق عن الإسلام وتردّ على الشبهات المغرضة وتدحض المزاعم الباطلة، في هذه المرحلة التي يعيشها العالم، والتي تروج فيها الصورة النمطية غير الصحيحة عن الدين الإسلامي من النواحي كافة. الأمر الذي يساهم في إذكاء روح العداوة والكراهية والعنصرية، ويهدد استقرار المجتمعات الإنسانية». و تابع : « إن هذه الموسوعة تستجيب لحالة ملحة تستدعي تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام وعن المسلمين، بمنهج علمي يعتمد الموضوعية والنزاهة والأمانة، وهو الأمر الذي يدعونا إلى أن نهيب باليونسكو، في هذه المناسبة، للإسراع باستكمال صدور الأجزاء المتبقية من هذه الموسوعة التي نراها صيغة ً مثلى من الحوار والتقارب بين الثقافات، ووسيلة ً علمية للتحالف بين الحضارات، وأداة ً ثقافية لتعزيز قيم السلام والوئام والتسامح بين الأمم والشعوب». وذكر أن هذا العمل الثقافي المهم الذي تقوم به اليونسكو، يندرج في إطار اهتمامها بثقافات الشعوب التي تمثلها، ويحظى بالتقدير من قبل الإيسيسكو التي تضم في عضويتها اثنتين وخمسين دولة أعضاء في اليونسكو، كما يحظى باهتمام الإيسيسكو التي هي الضميرُ الثقافيُّ للعالم الإسلامي، ويشكل مجالا ً رحبًا للتعاون والتكامل بين المنظمتين الإسلامية والدولية. ويذكر أن المجلدات الخمسة الأخرى من هذه الموسوعة تعالج موضوعات حول (الفرد والمجتمع في الإسلام)، و(انتشار الإسلام في العالم)، و(العلوم والتكنولوجيا في الإسلام)، و(الثقافة والتعلم في الإسلام)، و(الإسلام في العالم اليوم). ويعرض المجلد الأول من هذه الموسوعة لمبادئ الإسلام، ويوضح نظرة الإسلام للإنسان باعتباره مخلوقًا من جسد وروح، كرمه الله الخالق سبحانه وتعالى، وجعله خليفته في الأرض. ويتناول هذا المجلد أيضًا، معاني الوحي الإلهي وأهميته والنبوة والتنزيل. ويقدم وصفًا للقرآن الكريم، وللسنة النبوية، وعرضًا عن أصول الفقه الإسلامي الذي يشمل مختلف جوانب حياة الفرد والجماعة.