اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، أن وجود ما يزيد عن 100 ألف صاروخ وقذيفة في لبنان، وما يزيد عن 10 آلاف صاروخ وقذيفة في غزة إضافة إلى الصواريخ في إيران، تمثل أبرز التهديدات التي تواجه إسرائيل إضافة إلى مخاطر امتلاك إيران السلاح النووي، فضلاً عن ظاهرة الجهاديين في سوريا. وفي كلمة ألقاها في مؤتمر هرتسليا، صباح اليوم الثلاثاء، أشار يعالون إلى أن الحديث عن أن إسرائيل تتحول إلى دولة نظام عنصري"ابرتهايد" بعد انهيار المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية (أواخر أبريل/نيسان الماضي) كلام فارغ، وقال:"الحديث عن وجود نظام تمييز عنصري هو كلام فارغ "، مضيفاً "أي شخص يعيش في إسرائيل يعرف أننا لا نعيش في نظام تمييز عنصري". ولفت يعالون في الكلمة التي بثها مؤتمر هرتسليا مباشرة على موقعه الإلكتروني، إلى أن الوحدة بين الفلسطينيين (المصالحة) "ستجلب حماس للسيطرة على الضفة الغربية"، مشيداً في هذا الصدد برفض أية انسحابات إسرائيلية من الضفة الغربية، ورأى أن هذه الانسحابات "ستؤدي إلى مزيد من الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل على غرار ما حدث في غزة (الانسحاب الإسرائيلي من القطاع منتصف سبتمبر/أيلول 2005)". ورفض يعالون أن تقدم إسرائيل خرائطها لحدودها، وقال:"الفلسطينيون سيكونوا سعداء عند الحديث عن خرائط لأنهم بذلك سيأخذون ولن يعطوا شيئاً"، وأضاف "لا يوجد سلام لأن هناك رفض من قبل الفلسطينيين ، لقد أثبت التاريخ أن جذر المشكلة ليس رفض إسرائيل العودة إلى حدود ما قبل 1967، وإنما رفض الفلسطينيين حق إسرائيل في الوجود". وتابع "عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل يعني أنه لن يكون هناك سلام وسيقوض الاستقرار، والسلطة الفلسطينية التي تعتبر معتدلة تنكر حقنا بوطن قومي ومن لا يفهم ذلك لا يفهم لماذا يستمر الصراع حتى الآن ، الأردن ومصر لم ينكرا أبداً حقنا بالوجود وإنما الفلسطينيون هم الذين أنكروا حقنا هذا". وأشار إلى أنه في كل المفاوضات التي جرت حتى الآن فإن الفلسطينيين رفضوا الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، ورفضوا التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين. يشار إلى أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عبر مراراً عن رفضه الاعتراف بإسرائيل "دولة يهودية"، معتبراً في تصريحات عديدة، خلال الأشهر الماضية، أن من شأن هذا الاعتراف "المساس بحقوق اللاجئين الفلسطينيين، ومستقبل الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل". واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أن من الأخطار القائمة حول إسرائيل هي وجود الجماعات الجهادية في سوريا، وقال إن "الجهاديين من أوروبا يسافرون إلى سوريا ويعودون ليشكلوا مشكلة أمنية داخلية وهو ما يتطلب التعاون من أجل وقف هذا الأمر". ويعتبر مؤتمر "هرتسليا"،الذي ينظمه سنوياً معهد السياسات والاستراتيجيات غير الحكومي الإسرائيلي في مدينة هرتسليا، شمالي تل أبيب، من أهم المؤتمرات التي تعقد في إسرائيل، ويشارك فيه كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين، للحديث عن السياسات والاستراتيجيات الإسرائيلية. وتختتم اليوم الثلاثاء أعمال المؤتمر الذي ينعقد هذا العام بعنوان "إسرائيل ومستقبل الشرق الأوسط" بعد أن انطلق يوم أمس الأول الأحد.