في سابقة لم تشهدها جمهورية مصر العربية من قبل، اجتمع ثلاثة رؤساء سابقين في عهد واحد ينتظرون من سيكون "رئيسهم الجديد"، الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ونظيره السابق محمد مرسي، القابعان في السجون، ونظيره السابق عدلي منصور، كل منهم يتابع بشغف انتخابات الرئاسة التي انطلقت اليوم الاثنين وتستمر حتى الغد. يعد المرشحان لرئاسة الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسي والسيد حمدين صباحي من المحظوظين من وجهة نظر المثقفين، حيث يخوضان تجربة ديمقراطية من نوع جديد، هي الأولى التي تعقد فيها انتخابات رئاسية من جولة واحدة، أيضا الأولي التي تنعقد في حياة ثلاثة رؤساء سابقين متتالين. وحول الرؤساء الثلاثة، نجد أنهم اختصوا لأنفسهم تصنيفات مختلفة تماما، فأولهم وهو مبارك ذو الثلاثين عاما من الحكم، قامت ضده ثورة يناير ووصف أتباعه بالفلول، أما الثاني وهو مرسي، تم عزله بعد مرور عام واحد من انتخابه عقب أحداث 30 يونيو وأطلق على أتباعه تصنيف "الإرهابيين"، والأخير المؤقت رجل القضاء الذي لم يتسنى له تكوين أتباع لقصر فترة إدارته للبلاد. ولأن لعنة كرسي الرئاسة أصابت مبارك ومرسي بفيروس "السجن" ولم يتمكنا من التصويت لمرشحهم المفضل، فضلا عن اعتقاد مرسي وتابعيه أنه الرئيس الشرعي حتى الآن للبلاد، لم يتسنى لأحدهما أن يعبرا عن إرادتهما في التصويت، إلا أن تلك اللعنة لم تصب الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي أدلي بصوته اليوم باكرا. وفيما يلي موقف كل رئيس من الانتخابات الجارية حاليا ومدى تفاعله من عدمه معها: مبارك ينتخب السيسي كان مبارك القابع حاليا في مستشفى المعادي العسكري، قد أعرب في أحد تصريحاته عن تأييده للمشير السيسي في مكالمة مسجلة له، أكد فيها أنه يؤيد السيسي قائلا "ماقدمكمش غير السيسي.. انتخب السيسي أحسن انتخاب..السيسي هو الوحيد الموجود على المسرح وأصلح واحد دلوقتي"، وفي تسجيل آخر أيضا وصف بقوله "السيسي ده طلع عقر". وبسؤاله عن حمدين صباحي جاء رده أن "حمدين صباحي ده مافيش فايدة منه وماينفعش ..إزاي يبقى رئيس ده أنا هتجنن". عدلي منصور.. الرئيس المسالم اختلف موقفه كثيرا، واستطاع أن يكون أول رئيس لمصر منذ اندلاع ثورة يناير2011، يسلم المنصب لخليفته دون دماء أو احتجاجات، بل واتجه في اليوم الأول من الانتخابات إلى اللجنة الانتخابية بمدرسة مصر الجديدة النموذجية للإدلاء بصوته، ورغم أنه لم يكشف بعد عمن انتخبه من المرشحين، إلا أن التوقعات تشير إلى انتخابه للمشير السيسي. ظهر منصور في الفضائيات مبتسما قبيل تركه منصب الرئاسة، معلنا الشكر للشعب المصري وأمله في رئيس أفضل للبلاد، دون أن يدلو دلوه عن مرشحي الرئاسة أو رؤيته لبرامجهما. مرسي غير معترف بالانتخابات ومع كل تلك التطورات، مازال محمد مرسي وأتباعه يعترونه الرئيس الشرعي لمصر دونما اعتراف بالانتخابات الحالية. أما عن موقفه من المرشحين، فمن المعروف أن المشير السيسي عدو لدود له خاصة بعد أن تقدم الأخير الصفوف المعارضة لحكمه وأطلق بنفسه بيان عزله في أحداث 30 يونيو، وكشفت صفحات مقربة من جماعة الإخوان المسلمين أنه تابع بيان السيسي في محبسه ببرج العرب ولكنه اكتفي بالمشاهدة ولم يعلق في إشارة إلي عدم اكتراثه لما يقال، فيما قالت مصادر أخرى أنه كان "بيشد في شعره بعد ما سمع خطاب السيسي". أما رؤيته للمرشح الرئاسي حمدين صباحي، فتتلخص في أنه كان يوما منافسا له في المرحلة الأولى لانتخابات الرئاسة 2012، حيث علق صباحي عقب ترشحه للرئاسة 2014 أنه "لست محمد مرسي أتيت لهدم الدولة ووضع مكتب الإرشاد مكانها، وأثق في جيشنا الوطني أنه سيكون مع حمدين". ونظّم مؤيد مرسي صبيحة اليوم، احتجاجا تنوّعت بين مسيرات وسلاسل بشرية في عدة مدن، داعين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية.