يستمر العمال الناجون من كارثة منجم "سوما" للفحم بولاية "مانيسا" غرب تركيا؛ في الإدلاء بشهاداتهم أمام النيابة العامة ل "آق حصار" التي تتولى التحقيق في الحادث. واستمعت النيابة حتى الآن لشهادة حوالي 350 من أصل 486 عامل تم إنقاذهم من المنجم، ومن المتوقع الاستماع لبقية الناجين خلال الأسبوع الجاري. وذكرت وكالة "الأناضول" الإخبارية أن التحقيقات المستندة إلى تقرير أولي من الخبراء؛ كانت قد حددت 39 مشتبهاً به - جميعهم من المسؤولين والعاملين في الشركة المشغلة للمنجم - وتم توقيف 36 منهم فيما قضى الثلاثة الآخرون في الكارثة. واعتُقل 8 أشخاص ممن تم توقيفهم، في حين حصل 9 آخرون منهم على إخلاء سبيل مشروط، وأطلق سراح الباقين. ومن المتوقع أن تتوسع التحقيقات في المرحلة القادمة لتشمل كذلك موظفين حكوميين. وكانت نقابة محامي مانيسا قد تقدمت بشكوى جنائية ضد مفتشي الهيئات والوزرات المعنية - الذين كتبوا تقارير إيجابية عن إجراءات السلامة في المنجم والوضع الصحي للعمال - وضد المسؤولين في مؤسسة تشغيل مناجم الفحم التركية - التي تعتبر المالك الأصلي للمنجم - والمسئولين في هيئة "Ege Linyit İşletmeleri". وفي السياق ذاته؛ تستمر التحقيقات الإدارية؛ التي بدأها مفتشو رئاسة مجلس التفتيش عن العمل؛ بعد انتهاء أعمال الإنقاذ في المنجم. وتجدر الإشارة إلى أنَّ انفجاراً وقع بالمنجم في 13 آيار/مايو الجاري؛ أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي واندلاع حريقٍ تسبب بانبعاث غاز أول أكسيد الكربون، وعلِقَ العمال إثر ذلك على عمق حوالي (400) متراً بمسافة ما بين (2.5) إلى (3) كلم عن مدخل المنجم، بعد أن تعطلت المصاعد التي يستخدمونها في الصعود إلى أعلى، وأسفرت الكارثة عن مصرع 301 شخص، فيما تم إنقاذ 486 عاملاً.