استطاع ريال مدريد الإسباني قلب نهائي دوري أبطال أوروبا والفوز به بعد أن بات اللقب في أيدي أتليتكو مدريد حتي الدقيقة 93 من عمر اللقاء. وتخلص الريال من لعنة اللقب العاشر ، وتوج ملكا لأوروبا بعد أن بدد أحلام غريمه أتلتيكو مدريد ، وفاز عليه 4-1 في نهائي ماراثوني لدوري الأبطال ، الذي أقيم بينهما بملعب النور بالعاصمة البرتغالية لشبونة ، ليحرم الروخيبلانكوس من تقديم موسم إستثنائي والفوز بالتشامبيونز ليج لأول مرة في تاريخه . ديربي مدريد الأوروبي جاء تكتيكيا في المقام الأول ، حيث إختفت الملامح الفنية واللمسات الساحرة من نجوم الفريقين ، وكان أتلتيكو الأخطر والأفضل في شوط المباراة الأول ، وجاء أداء الريال الأفضل في الشوط الثاني وإنتهى الوقت الأصلي بالتعادل بهدف لكل فريق ويلجأ الفريقان لوقت إضافي كان الميرينجي الأفضل فيه على الإطلاق وقلب الطاولة على غريمه ، أحرز لأتلتيكو دييجو جودين ( د 36 ) وللريال راموس ( د 90 + 3 ) وجاريث بيل (د 110 ) ومارسيلو (د 118) ورونالدو ( د120 ) ركلة جزاء . بدأ اللقاء بحماس من جانب لاعبي الفريقين وكانت أول هجمة من نصيب النادي الملكي ولكن دفاع أتليتكو أنهاها مبكرا. واصل الريال ضغطه وطالب رونالدو بركلة جزاء في كرة مشتركة بينه وبين مدافع أتليتكو، وأضاع بنزيمة أول هجمة حقيقية في اللقاء في الدقيقة السادسة ولكن الحارس كورتوا كان لها بالمرصاد. يبدأ أتليتكو في مبادلة الريال الهجمات ولكن دون أي خطورة حيث تقف دفاعات الريال أمام اتمامها مبكرا ويطالب سيميوني لاعبيه بالهدوء لامتصاص هجمات لاعبي الملكي. ويفقد أتليتكو مدريد جهود دييجو كوستا الذي أشركه المدرب وهو مصاب ولم يستطع أن يكمل اللقاء ليخرج من الملعب في الدقيقة العاشرة وينزل بدلا منه أدريان لوبيز. يظهر اصرار ريال مدريد على إحراز هدف مبكر ولكن دون فاعلية هجومية تسمح له بتحقيق هدفه. يواصل دفاع أتليتكو ثباته امام هجمات الريال المتتالية ويسعى النادي الملكي للاختراق ويبدأ في تنويع اللعب من على الأجناب ومن المنتصف لكن دون جدوى يقابل ذلك هجمات قليلة وعلى استحياء من قبل هجوم أتليتكو الذي فشل في إظهار اي قدرة على الوصول إلى مرمى كاسياس الذي لم يظهر في الصورة مع الدخول في الربع ساعة الثاني من اللقاء. وفي الدقيقة السادسة والثلاثين يستغل دييجو جودين ارتباك دفاع الريال ويسجل هدف التقدم للريال الذي يفشل كاسياس في التصدي له رغم محاولاته ليتقدم اللاعب بفريقه خطوة نحو منصة التتويج. رغم التواجد في ملعب النور بلشبونة ، إلا أن لاعبي الفريقين لم ينسوا أنهم في ديربي مدريدي ، فغلب الأداء العصبي والإشتباكات بين اللاعبين على أجواء اللقاء ، وأنذر الحكم راؤول جارسيا من أتلتيكو وراموس من الريال ، في محاولة لفرض الإلتزام داخل الملعب ، وكان دي ماريا أفضل لاعب في الفريقين بإنطلاقاته ومهاراته . حملت الدقيقة 32 أول خطورة حقيقة للريال ، عندما إستغل جاريث بيل خطأ المدافع تياجو منديز وتوغل بالكرة بسرعته ، لكنه سدد بجوار القائم الأيمن للحارس .. وجاء رد الروخيبلانكوس سريعا ، وتحديدا في الدقيقة 36 عندما إستغل دييجو جودين عرضية من راؤول جارسيا ، ولعبها برأسه أعلى كاسياس المتقدم خارج مرماه بغرابة ، لتسكن الشباك معلنة عن هدف التقدم . حاول لاعبو الميرينجي الهجوم للخروج بالتعادل من هذا الشوط ، لكن أتلتيكو سيطر على منطقة المنتصف ، وكادت رأسية لوبيز أن تزيد مشاكل الريال ، لكنها علت العارضة بقليل وتناقل لاعبو أتلتيكو الكرة وسط حالة من التوهان للريال ، لينتهي الشوط بتقدم أتلتيكو بهدف نظيف . لم يجر أنشيلوتي وسيميوني أي تغيير على تشكيلاتهما مع مطلع الشوط الثاني ، الذي تشابهت دقائقه الأولى مع بداية المباراة ، من حيث الحذر من الفريقين وإن كان أتلتيكو الأفضل نسبيا في الدقائق الأولى ، وسط غياب نجوم الريال الذين جاءت محاولاتهم خجولة ، وبعيدة عن المرمى في الدقائق الأولى ، بإستثناء المهارات الفردية لدي ماريا . إنتظر رونالدو حتى الدقيقة 54 ليعلن عن تواجده من تسديدة من ركلة حرة مباشرة ، لكن الحارس المتألق كورتوا حولها لركنية بصعوبة ، ورد عليها لوبيز بتسديدة رائعة إصطدمت بدفاع الملكي وذهبت لركنية . لم يجد أنشيلوتي أمام ضغط أتلتيكو سوى إجراء تغييرين في الدقيقة 59 بالدفع بمارسيلو وإيسكو ، بدلا من سامي خضيرة وكوينتراو ثم أشرك موراتا بدلا من بنزيمة، ودفع سيميوني بخوسيه سوزا بدلا من راؤول جارسيا و تحسن أداء الريال وإندفع للهجوم في محاولة لتعديل النتيجة ، لكن نجومه إصطدموا بأقوى دفاع في الليجا ، ومرت تسديدة إيسكو بجوار القائم الأيمن . وضح تأثر أتلتيكو البدني مع الشوط الإضافي الأول وهو ما أتاح الفرصة للريال للسيطرة على مجريات اللعب ولكن دون خطورة على المرمى ، لينتهي الشوط بدون أهداف وفي الشوط الإضافي الثاني هاجم الريال بقوة لحسم الأمور قبل ركلات المعاناة الترجيحية ، وبالفعل تحقق لهم ما أرادوا في الدقيقة 110 عندما إنطلق دي ماريا من الجهة اليمنى ، وسددها إصطدمت بكورتوا ، وصلت لجاريث بيل الذي أودعها المرمى برأسه محرزا الهدف الثاني لينهار أتلتيكو تماما ، وفي الدقيقة 118 سدد مارسيلو قذيفة سكنت شباك كورتوا محرزا الهدف الثالث وقبل النهاية بدقيقة إحتسب الحكم ركلة جزاء لرونالدو سددها في المرمى محرزا الهدف الرابع للريال وال 17 له في البطولة ، ليفوز الريال بلقبه العاشر .