قد نختلف أو نتفق علي شخصية الرئيس الراحل أنور السادات الدبلوماسي المفوه فهناك من يعتبره زعيما وبطلا أنقذ مصر من سيطرة الدولة البوليسية وعمل علي تنمية اقتصادها الذي كان علي وشك الانهيار وحقق أعظم انتصارا علي العدو الصهيوني في حرب أكتوبر المجيدة . وعلي النقيض هناك من يراه قضي علي الوحدة العربية و من يعتبره خائنا لعروبته ووطنيته لتوقيعه معاهدة سلام مع إسرائيل ، يراها البعض أول اعتراف رسمي بالدولة العبرية ، علي أية حال و مهما كان تقييمه في نظرنا فهو رئيس استحق وعن جدارة لقب الزعيم بعد تحقيقه أكبر نصر على من يطلقون على أنفسهم " شعب الله المختار " الدولة التي لا تهزم. نضال فلاح تاريخ السادات ملئ بالبطولات والنضال فالرجل كان ناقما علي حال مصر تحت الاحتلال البريطاني ، غاضبا وكارها لسلوك وتصرفات الحكومة المصرية التي تحكمت فيها عائلة ملكية غير وكان كارها لكل ما يرسخ لشرعية الاحتلال البريطاني سواء كانوا ساسة أو حلفاء . حلم بكيان ثوري من داخل الجيش يقوم بطرد الاحتلال البريطاني من مصر فأسس بمشاركة زملاء له تنظيما ثوريا و قام بعقد اجتماعات مع الضباط في حجرته الخاصة بوحدته العسكرية بمنقباد وذلك بداية من عام 1938 كما شهدت هذه الحجرة أول لقاء بينه وبين وكل من جمال عبد الناصر، وخالد محي الدين. السادات في السجن كانت أفكار السادات وتطلعاته في طرد الاحتلال البريطاني سببا في طرده من الجيش واعتقاله وإيداعه سجن الأجانب عدة مرات في ظل سيطرة الاحتلال علي مقاليد الحكم في مصر. مرحلة الهروب هرب السادات من السجن وذاق الأمرين، غير ملامحه واسمه وعمل تباعا علي سيارة نقل "لوري" وعمل في " الفاعل " و نقل الطوب والحجر من المراكب النيلية لاستخدامها للرصف وانتقل إلي بلدة أبو كبير في الشرقية واشترك في شق ترعة الصاوي ، حتى صدر قرار بإلغاء الأحكام العرفية في مصر وبذلك انتهت فترة اعتقاله وفقا للقانون. اغتيال أمين عثمان خطط السادات وبعض زملائه لقتل أمين عثمان باشا وزير المالية وقتها والذي كان من أشد المتمسكين ببقاء الانجليز في مصر وتمت العملية بنجاح في السادس من يناير عام 1946 على يد حسين توفيق وتم إيداع أنور السادات إلى سجن الأجانب مرة أخري دون اتهام رسمي له. قسوة السجن قضي السادات في السجن أبشع أيام حياته عاني، فكانت زنزانته قذرة وغير آدمية على الإطلاق وتعتبر التجارب القاسية التي مر بها السادات داخل السجون أكبر دافع لاتجاهه إلى تدمير كل هذه السجون بعدما تولى الحكم وذلك عام 1975 وقال حين ذاك "إن أي سجن من هذا القبيل يجب أن يدمر ويستبدل بآخر يكون مناسبا لآدمية الإنسان. وفى أغسطس 1948 تم الحكم ببراءة السادات من مقتل أمين عثمان وتم الإفراج عنه. حرب أكتوبر 1973 تولي السادات مهام رئيس الجمهورية بعد وفاة عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 لكونه نائبا له وفي نفس العام اصدر دستورا جديدا لمصر، استطاع بناء الجيش المصري ليخوض به معركة النصر والكرامة ليلقن الاحتلال الإسرائيلي درسا قاسيا وليثبت للعالم أن الجيش المصري قادر علي النصر وعقلية السادات الكبيرة كانت هي السائدة في حرب أكتوبر 1973 وذلك بفضل التعاون الشديد من الدول العربية تحقق النصر. معاهدة السلام حدث جدال واسع الأفق في مصر والعالم العربي علي بنود معاهدة السلام التي وقعها السادات في 19 نوفمبر 1977 بعد نصر أكتوبر فمنهم من عارض ومنهم من رحب بالمعاهدة ، و سواء اتفقنا أو اختلفنا حول بنود هذه المعاهدة المثيرة للجدل فجميعنا نتفق على أنها حققت جزءا من تطلعات المصريين برجوع الأرض المغتصبة. ومع زيارة السادات للقدس غضبت الدول العربية ولم تكن مرحبة بالزيارة واعتبرتها أول اعتراف رسمي بالدولة الصهيونية وتم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية ونقل مقر الجامعة من القاهرة وتونس وأقدمت العديد من الدول العربية علي قطع علاقاتها بمصر باستثناء سلطنة عمان والسودان والمغرب. أزمة السادات مع إيران استضاف الرئيس السادات شاه إيران محمد رضا بهلوي في مصر بعد قيام الثورة الإيرانية ضده لما كانت تربطه به علاقات قوية حيث ساعد بهلوي مصر كثيرا خلال حرب أكتوبر عندما طلب منه الرئيس السادات شراء نفط فقام بتغيير مجري سفينة محملة بالبترول متجهة إلي أوروبا وتوجهت بالفعل إلى مصر. كان هذا الموقف ويليه موقف إيران من معاهدة السلام سببا في قطع العلاقات الدبلوماسية المصرية الإيرانية ووصف الخميني قائد الثورة الإيرانية وقتها السادات بالخائن بل وأطلق على إحدى شوارع إيران اسم خالد الاسلامبولي قاتل السادات. السادات والإخوان كان نظام السادات يحرص علي التعاون مع التنظيمات الإسلامية ربما ضربا في حركات اليسار والشيوعيين ووجد بعضهم بالفعل رعاية خاصة بعكس جمال عبد الناصر الذي نكل بهم وكان السادات حريصا في بداية حكمه علي التحالف مع الإخوان فقد تقابل معهم السادات في فترة مبكرة من حكمه وقام السادات بالإفراج عن المعتقلين من جماعة الإخوان المسلمين. السادات وابن عبد الناصر المدلل من المعروف عن الكاتب الكبير" محمد حسنين هيكل" صداقته القوية بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر التي امتدت لخليفته السادات فأشاد كثيرا به في كتاباته ولقبه بالقائد التاريخي لشعبه وأمته ولكن لم تدم المودة طويلا ، حيث توترت العلاقة بين السادات وهيكل بعد نصر أكتوبر المجيد بسبب رفض هيكل لطريقة تعامل السادات السياسي مع نصر أكتوبر ورأى أن السادات أعطي الولاياتالمتحدة دورا أكبر مما ينبغي بعد انتصار تحقق بسلاح جاء من الكتلة الشرقية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي. كان قرار السادات بإبعاد هيكل عن "الأهرام" بداية القطيعة بينهما، واستكمل والتي تبعها السادات بوضع هيكل في السجن ضمن اعتقالات طالت كثيرين من المعارضين في سبتمبر 1981. كاريوكا والسادات لم تكن تحية كاريوكا فنانة عادية بل كان لها مواقف سياسية كثيرة وكان يربطها بالسادات موقف شهير عندما اختفي في منزل شقيقتها وقت الاستعمار البريطاني وكانت سلطات الاستعمار تبحث عنه . نهاية حكمه انتهى حكم السادات باغتياله أثناء الاحتفال بذكرى حرب 6 أكتوبر عام 1981 إذ قامت عناصر من المنتمين للجماعة الإسلامية بإطلاق النار عليه أثناء حضوره عرضا عسكريا للاحتفال بنصر أكتوبر . السادات والزمر عبود الزمر القيادي بالجماعة الإسلامية والذي قضي 30 عاما من عمره في السجن علي ذمة قضية اغتيال السادات للمصريين اعتذر في حوار له نشرته أحدي الصحف عقب خروجه من السجن عن حادثة الاغتيال معللا ذلك بأنه لو كان يعرف هو أو خالد الاسلامبولي إن خليفة السادات هو مبارك ما كان اتخذ قرار قتل السادات وأكد في الحوار نفسه أن السادات كان أفضل من سابقيه جمال عبد الناصر و مبارك في رحمته بالناس. عاش السادات حياة صعبة وواجهته الكثير من المعوقات من سجن وطرد وتشريد ولم يكن يتمني يوما منصب ولا سلطة وعندما أصبح رئيسا لمصر لم ينعم في حكمها قابلته العديد من المشكلات و لم يلقب في حياته بلقب الزعيم مثل عبد الناصر وإنما استحق عن جدارة لقب الزعيم تقديرا لدوره في استعادة سيناء وتحقيق أكبر نصر في تاريخ العدو الصهيوني . اقرأ فى هذا الملف * أسرار خفية لم تعرفها من قبل عن زوجات «ولاة مصر» * محمد نجيب.. الرئيس المنسي * عبد الناصر.. زعامة صنعت مواقف تاريخية * مبارك.. ثلاثون عاما انتهت داخل القضبان * رؤساء مصر المؤقتين.. من يومين إلى عام * الأطباق المفضلة لرؤساء مصر السابقين * زوجات رؤساء مصر في «عدسة» التاريخ * ناصر والسادات أفضل رؤساء مصر ومبارك ومرسي أسوأهم * اغتيال وقتل معنوي.. محاولات للنيل من رؤساء مصر ** بداية الملف