غزة: يتظاهر الثلاثاء الاف الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة وقطاع غزة مطالبين بانهاء الانقسام الذي خيم على الساحة الفلسطينية منذ 4 سنوات وتسبب في خسائر على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن عناصر حماس، أطلقت صباح اليوم الرصاص خلال الاعتصام الذي يدعو لإنهاء الانقسام في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة. وأوضح شهود عيان أن الشبان قرروا الانسحاب من ساحة الجندي المجهول والاعتصام في ساحة أخرى في مدينة غزة احتجاجا على ممارسات حماس، وردد الشبان خلال انتقالهم "لا فصائل ولا أحزاب.. الثورة ثورة شباب". وكانت عناصر "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة حماس قد نزلت بالمئات إلى ساحة الجندي المجهول رافعين رايات حماس، رغم دعوة منظمي الاعتصام إلى عدم رفع أي رايات غير العلم الفلسطيني، لنبذ الانقسام والتأكيد على الوحدة. وذكرت وكالة "سما" الفلسطينية ان النشاطات والاستعدادات الشبابية في قطاع غزة والضفة الغربية تهدف الى تلبية دعوة أطلقها الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس". وانضمت جميع الفصائل الوطنية والاسلامية وتجمعات المستقلين والمنظمات الأهلية في الضفة الغربية الى الدعوة. فيما قرر مئات الفتيات والشبان البدء بالاعتصام السلمي بدءاً من امس الاثنين والمبيت في حديقة الجندي المجهول غرب مدينة غزة. واتفقت الفصائل الوطنية والإسلامية بحضور حركتي "فتح" و"حماس" مساء الاثنين على بدء حراك سياسي لوضع آليات من شأنها تجاوز أزمة الانقسام السياسي بين غزة ورام الله. وقالت مصادر في حركة الجهاد الاسلامي" ان ذياب اللوح عضو المجلس الثوري لحركة فتح حضر الاجتماع بالاضافة الي بعض قيادات حركة حماس والجهاد الاسلامي وممثلون عن باقي الفصائل الفلسطينية". وأوضح القيادي في حركة الجهاد نافذ عزام في بيان مقتضب تلاه باسم الفصائل أن الاجتماع حرص على إنجاح الفصائل للفعاليات وتحركاتها، لافتا إلى أن المجتمعون قرروا تكثيف الجهود لاستعاده الوحدة بأسرع وقت ممكن. ودعا الحراك الشعبي إلى توفير الإرادة السياسية لإنهاء الانقسام، وتوفير الأجواء المناسبة والالتزام بالنظام العام. وعبر القيادي في الجهاد الإسلامي خضر حبيب عن أن المجتمعون إتفقوا على تأييد وتوفير الحماية الكاملة للمتظاهرات المطالبين بإنهاء الإنقسام السياسي الذي أضر بالقضية الفلسطينية. واشار حبيب إلى أن الفصائل إتفقت على البدء بحراك سياسي عقب الحراك الشبابي الحاصل, لوضع آليات من شأنها تجاوز أزمة الإنقسام . وبدوره قال محمود الزق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي, إن حراك الفصائل سيبدأ بعقد سلسلة لقاءات وحوارات في محاولة للتوافق على صيغة وطنية لإنهاء الانقسام, معتبراً الاجتماع أولى ثمرات الحراك الشعبي. وأضاف " الحراك الشعبي تعبير عن فشل الفصائل في التوصل لصيغة توافقية لإنهاء الإنقسام, وجاء طرحه من قبل الشباب الفلسطيني لتدرك الفصائل السياسية مدى خطورته على القضية الفلسطينية ". واكدت مصادر فلسطينية "مطلعة" ان حركة "الجهاد الاسلامي" دعت مساء الاثنين الفصائل الفلسطينية الى اجتماع للتشاور حول مسيرة الخامس من عشر من اذار الداعية لانهاء الانقسام والتي يتوقع ان يشارك فيها قطاعات كبيرة من الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية . يذكر أن حماس سيطرت على السلطة في قطاع غزة في عام 2007 من منطلق عدم شرعية تولي محمود عباس الرئاسة الفلسطينية منذ عام 2005 لأن الانتخابات الفلسطينية لم تجر منذ عام 2006. وفي المقابل قال الرئيس عباس فى وقت سابق إن الانتخابات البرلمانية المقررة بحلول شهر سبتمبر/ايلول من عام 2011 لن تتم إذا تمسكت حماس برفضها السماح بإجراء التصويت في قطاع غزة. وفي موضوع آخر ، اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس على أنه لن يسمح باندلاع انتفاضة ثالثة حتى ولو بالقوة قائلا "أنا لا أسمح، ما دمتُ موجودا على الكرسي، وسأمنع الانتفاضة بالقوة". وأضاف عباس في حديث للاذاعة الإسرائيلية "إذا لم تتحقق التطلعات الفلسطينية بشأن الدولة، فإن الشعب سيُصاب بإحباط للمشاعر"، داعيا في الوقت ذاته ألا يفقد الجمهور أعصابه". وتابع "لن أقبل بأي فلتان أمني أو فلتان عسكري؛ ما دمت رئيسا لهذه السلطة".