عرضت سونيا غاندي وابنها راهول أمس الإثنين استقالتهما من قيادة حزب المؤتمر الهندي بعد أن مني باسوأ هزيمة على الإطلاق في الانتخابات لكن قيادات الحزب رفضت ذلك في محاولة لإخماد المعارضة ضد العائلة السياسية البارزة بالبلاد. ووفقا لما جاء على وكالة "رويترز" للأنباء فما زال حزب المؤتمر الذي حكم البلاد معظم سنوات ما بعد الإستقلال وهي 67 عاما بما في ذلك الأعوام العشرة الأخيرة يعاني من تداعيات هزيمة مخزية أمام منافسه ناريندرا مودي وحزبه بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي. ولكن بدلا من إلقاء اللوم على سونيا غاندي وابنها اللذين قادا حملة فاترة في مواجهة اداء مودي المفعم بالحيوية والطاقة فإن قيادات حزب المؤتمر التي ستمضي خمسة أعوام على الأقل في صفوف المعارضة قررت الإلتفاف حول العائلة. وقال امريندار سينج وهو قيادي بارز بالحزب من ولاية البنجاب الشمالية "عرضت سونيا وراهول الإستقالة لكن اللجنة التنفيذية للحزب رفضت ذلك بالإجماع" وكان يشير إلى اجتماع عقدته اللجنة في مقر الحزب في نيودلهي. واتخذت قيادات الحزب قرارا يفوض سونيا بإتخاذ خطوات لإعادة تنظيم الحزب. وعرضت قنوات تلفزيونية لقطات لإجتماع قيادات الحزب بزعامة سونيا الإيطالية المولد وأرملة رئيس الوزراء الراحل راجيف غاندي. وكان يجلس بجانبها ابنها راهول الذي ألقي عليه اللوم في الإخفاق في إحتواء صعود مودي السريع والمبهر للسلطة. وقال المتحدث باسم الحزب جاناردان دويفيدي للصحفيين إن راهول أقر خلال الاجتماع بالفشل في تلبية التوقعات. وكان حجم الهزيمة مدمرا حيث حصل حزب المؤتمر على 44 مقعدا في البرلمان الذي يضم 545 مقعدا وهي نتيجة تقل عن العشر المطلوب للإعتراف به كحزب المعارضة الرئيسي. وحصل حزب بهاراتيا جاناتا على 282 مقعدا. واحتفظت سونيا وابنها بمقعديهما في ولاية اوتار براديش الشمالية رغم أن راهول نجح في ذلك بأغلبية ضئيلة. وقال مصدر في حزب المؤتمر إن سونيا عرضت استقالتها فور بدء الإجتماع. وأضاف المصدر الذي حضر الإجتماع لكنه رفض الكشف عن اسمه "قالت اللجنة التنفيذية للحزب أننا نحتاج إليك كثيرا جدا. نحتاج إلى معارضة قوية لمواجهة حزب بهاراتيا جاناتا . نحتاج إلى حزب قوي لمراقبة الحكومة."