يتجه ما يعرف ب"التيار الثالث" في مصر إلى رفض إعلان "المبادئ العشرة" الذي كشفت عنه شخصيات مصرية معارضة للسلطات الحالية. فمن جانبه ، قال محمد القصاص، مؤسس حزب التيار المصري والقيادي بجبهة طريق الثورة، التي تضم كل الكيانات والحركات الشبابية والثورية الممثلة للتيار الثالث في مصر، الرافض لحكم الإخوان وحكم الجيش للبلاد، إنهم يتجهون إلى عدم التوقيع علي الوثيقة، معتبرا أنها لا تحمل جديدا يمكن البناء عليه. وفي تصريح لوكالة الأناضول عبر الهاتف، أضاف: "صدور الوثيقة في هذا التوقيت المتأخر ومن خارج البلاد، ومن أشخاص تحمل نفس توجهات مرسي، يقول إن الوثيقة تهدف إلى بناء كيان جديد بديلا عن تحالف دعم الشرعية". ولفت القصاص، وهو أحد شباب ثورة يناير، إلى أن هذه الوثيقة لن يكتب لها النجاح، ولن تقدم شيئا. وتابع "كيف توقع علي وثيقة لم يؤخذ رأينا في صياغتها، وفيما تضمنت، كما أنه لم يتم التواصل معنا حتى الآن من أجل التوقيع عليها". محمد الباقر، عضو مؤسس بجبهة طريق الثورة وعضو الهيئة العليا لحزب مصر القوية، قال "ما صدر هو إعلان جديد لقيادات تحالف مرسي وجبهة الضمير "رافضة للإطاحة بمرسي"، لتأسيس تحالف جديد بنفس الفكر والمنهج". وأضاف "مضمون الوثيقة لم يضف جديدا علي الساحة، والطريقة التي صدر بها فرغته من مضمونه، وجعلته بعيدا عن قوى الثورة". وتابع الباقر "الوثيقة تمثل حراك نخبوي من قيادات خارج البلاد، ولا اعتقد ننا سنوقع عليه". من جانبه، قال علاء أبو النصر الأمين العام لحزب البناء والتنمية، والقيادي بالتحالف الداعم لمرسي، إن "أزمة سيطرة الإخوان على الإعلان الجديد، واعتبار الوثيقة مقدمة لتشكيل كيان بديل للتحالف، مسيطران علي رافضي التوقيع علي إعلان المبادئ". وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال إن الوثيقة أكبر من إعادة الشرعية وتمكين مرسي من العودة للحكم، وهدفها هو كيفية مواجهة الدولة العسكرية، وهذا يحتاج لاصطفاف وطني شامل. وكانت شخصيات مصرية معارضة للسلطات الحالية، أصدرت في العاصمة البلجيكية بروكسيل، مساء الأربعاء الماضي، "إعلان مبادئ"، تحت عنوان "من أجل استرداد ثورة يناير.. واستعادة المسار الديمقراطي"، نص على الإيمان بمبادئ ثورة 25 يناير وأهدافها. وضمت المبادئ العشرة التي أعلنتها الشخصيات المصرية المعارضة من بروكسل: "إدارة التعددية التشاركية ضمن حالة توافقية، وعودة الجيش الوطني إلى ثكناته، وبناء إستراتيجية للمصالحة، والقصاص وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتمكين الشباب، وسيادة القانون، والمواطنة، وتشكيل مؤسسات الدولة العميقة من أبناءها الشرفاء، واستعادة حيوية المجتمع المدني وتحريره، وإعطاء الأولوية الكبرى للأمن الإنساني، والقضاء على الفساد، والاستقلال الوطني الكامل لمصر ورفض التبعية، وتفعيل دور مصر الإقليمي والدولي". ومن بين الشخصيات الموقعة على الإعلان في الخارج، محمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط للشؤون الحزبية، ووزير الشؤون القانونية في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وحاتم عزام نائب رئيس حزب الوسط للعلاقات الخارجية، وأيمن نور مؤسس حزب غد الثورة "معارض"، ويحيي حامد القيادي في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين ووزير الاستثمار في عهد مرسي، ومصطفى إبراهيم أحد كوادر جماعة الإخوان في الخارج، وثروت نافع أستاذ جامعي مستقل، والكاتب الصحفي وائل قنديل نائب رئيس حزب الدستور سابقا والمتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير سابقا، ومها عزام ناشطة سياسية ومنسق ائتلاف المصريين الديمقراطيين ببريطانيا. وأطاح الجيش المصري في يوليو الماضي، بالرئيس السابق محمد مرسي بعد احتجاجات شعبية واسعة ضد حكمه في عدة مدن مصرية، في خطوة اعتبرها أنصاره "انقلابا عسكريا"، فيما يصر معارضوه على أنها "ثورة شعبية".