قال قيادي في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، اليوم الأربعاء، إن هناك دعوات داخل الائتلاف لتمديد ولاية رئيسه، أحمد الجربا، لعدة أشهر "بشكل استثنائي". وأضاف القيادي، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لوكالة الأناضول، إنه من المقرر أن تجرى انتخابات رئاسة الائتلاف في 6 يونيو المقبل، إلا أن "هناك دعوات من قبل بعض أعضاء الائتلاف للتمديد للجربا بشكل استثنائي لعدة أشهر؛ بسبب الظروف العصيبة، التي تمر بها الأزمة السورية" - حسب وكالة "الأناضول". وتنتهي ولاية الجربا الثانية مطلع يونيو المقبل، وبحسب النظام الداخلي للائتلاف لا يحق له الترشيح لولاية ثالثة، كونه أنهى فترتين في المنصب نفسه (مدة الفترة الواحدة 6 أشهر). وعزا المصدر دعوات التمديد لرئيس الائتلاف إلى "الظروف العصيبة" التي تمر بها الأزمة في سوريا التي دخلت عامها الرابع. وفي الفترة الأخيرة، خسرت المعارضة المسلحة عددا من المناطق التي كانت تسيطر عليها، منها القلمون في ريف دمشق، وانسحبت من حمص القديمة (وسط)، بالإضافة الى نقص التمويل والدعم العسكري المقدم من الدول الداعمة للمعارضة، وعدم الاعتراف الدولي بالائتلاف المعارض كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري. ومضى القيادي المعارض قائلا: "أنا مع فكرة تداول المنصب، إلا أنه في ظل الظروف الحالية أرحب استثنائياً بالتمديد لرئيس الائتلاف.. هناك عدد (لم يحدد رقما) من أعضاء الائتلاف مع التمديد.. ويحاول هؤلاء إقناع الجربا بالأمر رغم من أنه لم يرحب بذلك عندما طرح الأمر عليه". وأضاف أن "الجربا استطاع التشبيك دولياً على نحو جيد، وخرج بذكاء من أزمة هيئة أركان الجيش الحر مؤخراً بعد عزل اللواء سليم إدريس من رئاستها وتعيين العميد عبد الإله البشير كرئيس توافقي للهيئة، كما استطاع التنسيق بين القيادتين العسكرية والسياسية للمعارضة السورية خلال الفترة العصيبة التي مرت بها الثورة السورية في الأشهر الماضية". وحول طريقة التمديد فعلياً للجربا في حال طرح الموضوع رسميا، قال المصدر إن "الأمر بحاجة إلى تصويت غالبية أعضاء الائتلاف السوري المعارض البالغ 120 عضواً خلال اجتماع الهيئة العامة المرتقب لانتخاب رئيس الائتلاف". وعن الأسماء المطروحة لخلافة الجربا في حال عدم التوافق على التمديد له، قال إنه "يتم تداول عدد قليل من الأسماء لهذه المهمة.. ومن المبكر طرح أسماء حاليا". وأعادت الهيئة العامة للائتلاف انتخاب الجربا لولاية ثانية، على حساب رئيس الوزراء المنشق عن النظام، رياض حجاب، حيث حصل الجربا على 65 مقابل 52 صوتا لحجاب في انتخابات مطلع العام الجاري. وخلال الشهرين الماضيين، دعا نشطاء سوريون، على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى الخروج في مظاهرات للمطالبة بإسقاط الجربا، وذلك على خلفية سقوط بلدة "يبرود" في ريف دمشق في أيدي قوات نظام بشار الأسد وحزب الله اللبناني، في فبراير الماضي. واتهم النشطاء الائتلاف بالتقصير والتأخر في تقديم الدعم اللازم لمقاتلي المعارضة خلال معركة "يبرد"، بجانب التقصير في إدارة دفة الائتلاف، على حد تقديرهم. وتأسس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" في العاصمة القطرية الدوحة، في نوفمبر 2012، ليكون المظلة الأكبر للمعارضة السورية، وممثلها الأساسي في المؤتمرات والمناسبات الدولية، وحظى باعتراف الكثير من العواصم العربية "ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري".