قرار تأجيل الدراسة .. ويأس الطلبة من عدم وجود وظائف بعد التخرج أهم أسباب الغش يجب منع العمل السياسي داخل الجامعات حفاظا على سير العملية الدراسية قال دكتور "نجيب عثمان أيوب" أستاذ مساعد الأدب العربي بكلية الأدب بجامعة حلوان إن التعليم الجامعي في مصر مازال تقليديا و إملائيا،مما يعطى الطالب دافعا قويا للغش. وأشار "عثمان" في حوار لشبكة الإعلام العربية «محيط» الى الأسباب الحقيقية التي تدفع الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة إلى اللجوء إلى التحايل والغش، أشار إلى أن هناك دوافع مساعدة تحفز الطالب على اللجوء للغش منها الاستعداد الشخصي والحالة النفسية، بالإضافة إلى الإحباط الذي يعانون منه لإدراكهم عدم إتاحة أي فرصة عمل لهم بعد تخرجهم . ولفت عثمان إلى أن هناك مسئولية على البيت في تنشئة مجتمعات سوية وهي مسئولية إلزامية،على الأسر وعلى وزارة التربية والتعليم أيضا. وإلى نص الحوار هل قابلتك أي مشكلات خاصة بالطلاب أثناء اجتيازهم امتحانات آخر العام وماذا فعلت لحلها أوتجاوزها ؟ تعاملي مع الطالب ليس تعاملا مباشر ولكن مع رؤساء الأدوار والملاحظين، ولكن ودوري إشرافي عام لحل كافة مشكلات اللجنة منها مشكلة الغش. في حالة ضبط أحد الطلاب متلبسا بحالة غش ما الإجراءات القانونية المتبعة تجاهه؟ هناك حالتان "للتلبس" إما أن تقع عين المراقب على الطالب الذي يقوم بالغش بطريقة "شفوية" و حينها يتم ضبط المسألة بالتهديد والوعيد أو نقله من مكان جلوسه إلى مكان أخر، أما إن كان ضبط متلبسا بدليل مادي كالأوراق أو جهاز إليكتروني ، يتم مصادرة الجهاز أو الأوراق المستخدمة وهناك قراران يمكن أن يتخذ المراقب أي منهما الأول: إعطاء إنذار أخير للطالب مع مصادرة وسيلة الغش و الثاني : سحب الورقة من الطالب. وما أحدث طرق الغش التي استعملها الطلاب هذا العام واستطعتم كشفها ؟ أحدث ما قمت باكتشافه من طرق وأساليب للغش هي أجهزة بلوتوث صغيرة متطورة من الصعب اكتشفها بسهولة ، وفي التيرم الماضي وجدنا فتاة تمتلك جهاز تليفون حملت عليه نسخة من الكتاب وتم اكتشفها ولكن أخفت الملف داخل الهاتف وادعت أنه لا توجد مواد محفوظة على هاتفها. وتم استدعاء خبير كمبيوتر من الإدارة الهندسية وفتح الجهاز بسوفت وير معين وأخرج المادة ووجدها بالفعل على هاتفها واثبت على الطالبة الواقعة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها ، و في حالة أخرى مماثلة وجدنا مع فتاة كاميرا ديجيتال وتم إثبات حالة الغش كما أثبتت في الحالة الأولى. وفي الأسبوع الماضي تم استدعائي من قبل عميد الكلية لوجود حالة غش في إحدى اللجان أثناء امتحان المادة التي أقوم بتدريسها وتم سؤالي عن وجود علاقة بالمادة أو المقرر وهل الطالبة نقلت منها وبالفعل أثبت علاقتها بالمادة والعجيب أنني ولأول مرة أجد "برشامه" بهذا الشكل مكتوبة بقلم أقل من نص مل أو 2 من عشرة وبخط عجيب جداً . في رأيك ما الأسباب والدوافع التي تجعل الطالب يلجأ هذا الفعل ؟ هناك دوافع كثيرة أولها الاستعداد الشخصي لعدم الأمانة ، بالإضافة إلى دوافع مرتبطة بالحالة النفسية والإحباط لدي بعض الطلاب لإدراكهم عدم وجود فرص عمل بعد تخرجهم الأمر الذي يدفعهم للغش لا المذاكرة. من وجهة نظرك هل المقررات والمناهج الدراسية داخل الجامعات تعتبر إحدى دوافع عملية الغش؟ المقرر الجامعي تقليدي غير مبتكر وغير مبذول فيه مجهود ولا يزال التعليم إملائي مثله مثل التعليم الثانوي ولا ينقصه إلا مدرسين و دروس خصوصية هذا المنهج التراكمي والتلقيني يعطى للطالب دافعا للغش على عكس البيرامج البحثية التي تضطر الطلاب للذهاب إلى المكتبات والقيام بالبحث بشكل منفرد. و ما ذا عن قرار تأجيل الدراسة أكثر من مرة هذا العام وتأثيره على القدرة الاستيعابية للطلبة ومدي تحصيلهم المنهج الدراسي كاملا وبالتالي لجوءهم للغش؟ بالتأكيد هناك تأثير قوي ، فالفصل الدراسي الثاني تأخر والطلاب درسوا شهرا واحدا فقط ثم يدخل الطالب الامتحان في عدد كبير من المقررات فماذا سيفعل ؟ بالطبع سيتجه للغش ، بالإضافة إلى أن الامتحانات والكنترولات وضعت بطريقة عشوائية وأغلبها الشفوية ،هذه القرارات ليست فنيه أو موضوعية بالمرة إنها قرارات سيادية على كل الجامعات. تقصد أن الوضع الأمني في البلاد وتأجيل الدراسة بقرارات سيادية كان سبباً في انتشار حالات الغش؟ بالفعل الجميع يعاني وضعا أمنيا صعبا سواء الطلبة أو أساتذة الجامعة ، و لكني بحكم طبيعة عملي التي لا علاقة لها بأي فصائل سياسية أؤكد أنه حرصا على مستقبل الطلبة التعليمي فإنه من الواجب منع العمل السياسي داخل الجامعة و ممارسته خارج أسوارها وبعيداً عن المنابر التعليمية . وعلى من ترمي بالمسئولية الطلبة أم إدارة الجامعة ؟ الأسرة والأهل ولكن هناك مسئولية إلزامية على وزارة التربية والتعليم أيضا ، كما أن مساعدة الآباء والأمهات على الغش طامة كبرى، بالإضافة إلى أن الطالب تعود على تلقين المعلومة وافتقد مهارة التحليل و التركيب والتفكير والمقارنة . وكيف نواجه تلك الظاهرة ونحاربها لمنعنها تماما ؟ عن طريق تفعيل لائحة الجامعات كما أن هناك قانون خاص بالامتحانات وعقوبات رادعة للمساءلة لابد من تطبيقها، و مفهوم العقاب هدفه الردع وليس الانتقام.