يفسر علماء وأساتذة علم النفس العنف لدى الطلاب في إطار المجتمع والظروف التي يعيش فيها الطالب وكذلك المرحلة العمرية التي يمر بها، فمثلا تعتبر إحدى علامات مرحلة المراهقة هو اتجاه الطفل للعنف والتمرد على كل ما يحيط به من ثوابت، كذلك بالنسبة للفتاة التي تبدأ في التفكير بشكل عاطفي بالإضافة للتغيرات البيولوجية التي تحدث لهن في تلك المرحلة. اعتزاز الطالب بنفسية يدفعه للعنف نرمين عبدالسميع – أخصائي نفسي – قالت إن العنف الطلابي ناتج بالأساس عن جملة العوامل المحيطة و المجتمع الذي نشأ فيه الطالب ، كل هذا يشكل مجموعة العوامل التي تؤثر في تكوينه النفسي والشخصي، بالإضافة إلى العامل العمريفالمرحلة التعليمية الإعدادية والثانوية هي سن المراهقة ويكون السيطرة فيها على الطلبة - خاصة الذكور- صعبة للغاية. وتابعت الطالب يرى نفسه في هذه السن رجلا وليس عليه الانصياع لأحد، أما الطالبة فترى أنها كبيرة بما يكفي لتحديد ملامح حياتها المستقبلية ولا يتجاوز عمر هؤلاء الستة عشر عاماً. كراهية الطالب لمعلمه آلاء عبد الواحد – أخصائي نفسي – تضع روشتة علاجية لكيفية التعامل مع الطلبة المراهقين في هذه السن الخطرة قائلة : إن هناك برامج تأهيل وعلاج نفسي للطلاب التيتعاني من أشكال العنف المتعددة فالطالب يمارس العنف ضد زملائه ومعلميه ونفسه، سواء بالتعدي اللفظي أوالجسدي على زملاء الدراسة ، مشيرة إلى أن ذلك يحدث في أحيان كثيرة بهدف المشاغبة أو تسليط دائرة من الضوء عليه . وأضافت أن ظاهرة استخدام العنف ضد المعلم من قبل الطلبة هو ناتج عن كراهية الطالب للتعليم، أما عنف الطالب ضد نفسه فهو نابع من داخله وذلك بسبب التقليل والتسفيه من قيمة الفرد الذي يمارسه المجتمع سواء للطالب أو لأصدقائه أو لمعلمه. ولفتت عبد الواحد إلى أنه تم تنفيذ بعض البرامج النفسية لعلاج التدخين و العدوان النفسي عند الطلاب وبالفعل استجاب حوالي 50% من الطلاب للعلاج، بالإضافة إلىبرنامج عن القيم الأخلاقية و تأثيرها على الصحة النفسية للطالب. وأضافت لدينا برامج لتنمية إبداع ومهارات الطلاب وقد تم تنفيذ ثلاث جلسات من تلك البرامج ،في مدرستنا يوجد حوالي 30% من الطلبة مشاغبين منهم حوالي 25% يستجيبون للأخصائي النفسي. سبب الأزمة وعلق أحمد اشرف معالج نفسي بأن الوضع الحالي والأحداث المحيطة تؤثر بالسلب علي الطلاب وخصوصاً ما تشهده البلاد من أحداث عنف وانفلات أخلاقي ، مؤكدا أن الأمر يختلف لدي طلاب المرحلة الثانوية عن الإعدادية والابتدائية فطلاب الفئة الأولي والثانية في مرحلة المراهقة يتسمون بالعنف كسمة طبيعية في هذه المرحلة إلا أن الأجواء المحيطة قد تزيد من عنفها واستمراريتها لمرحلة ما بعد المراهقة. وأشار إلى أن الخوف والقلق من تكرار أحداث العنف أمام طلاب الإعدادي و الابتدائي يجعل الأمر مألوفاً وطبيعياً ما يجعلهم قنابل موقوتة تنفجر في تلك المرحلة الخطيرة من أعمارهم . أما بالنسبة لظاهرة العنف ضد المدرسين فأرجع أشرف تلك الظاهرة الغريبة لسوء تربية الأطفال و عدم إدراك القائمين على المنظومة التعليمية للحاجات النفسية للطالب. وأضاف أن المراهق مثلا يحتاج إلى إثبات ذاته و يجد أن هذه الطريقة هي التي تتيح له ذلك فإذا أدركنا حاجاته النفسية وأشبعناها بالطرق السليمة لن يلجأ إلى أساليب وهمية خاطئة ومن الممكن أن يكون المعلم غير قادر على احتواء الطلاب نتيجة عدم تأهيله لممارسة هذه المهنة التي تتطلب شخصية واعية تحتوي الطلابكما لا يوجد حماية شرطية للمعلمين والمدرسة ككل . وأكدت د. سامية السعاتي أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس أنظاهرة العنف قديمة وليست جديدة على مجتمعنا مشيرة إلى أنها موجودة في كل المجتمعات وأنها نشأت نتيجة الافتقاد المجتمعي للقيم والمثل و الأدب والأخلاق وعدم الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية الجيدة وإهمال الأب والأم لأبنائهم، وكذلك تدني المستوي الاقتصادي فنجد السرقة والعنف، لذا نجد التلاميذ في المدارس يقومون بضرب الأساتذة ويستخدمون العنف فيما بينهم. وأضافت أن زيادة عدد الطلاب في الفصول يؤدي إلى لجوء كل من الطالب والمعلم للعنف في التعامل معا. اقرأ فى هذا الملف * "محيط" تخترق عالم الغش..البروفيسور «برشامة» يعجز أمام «شغل المخابرات» * اعترافات «غشاش»: أعلم أنه حرام.. ولا أشعر بلذة النجاح * المتفوقون : الغشاشون يجبروننا علي الغش * خبراء ل«محيط»: غياب القانون وسوء المنظومة التعليمية السبب وراء الغش عند الطلاب ** بداية الملف