وصل إلى مطار القاهرة الدولي، مساء يوم السبت، وفد من الخبراء والمهندسين الروس الذين شاركوا في بناء السد العالي، للاحتفال باليوبيل الذهبي لتحويل مجرى مياه نهر النيل، وهي خطوة مهدت لبناء هذا الخزان المائي الضخم الذي يعتبره مصريون من أبرز إنجازات عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. يتزامن ذلك مع تنامي معلن في العلاقات بين الجانبين المصري والروسي، مؤخرا، والذي أعتبره معلقون صحفيون "ورقة ضغط" تستخدمها السلطات الحالية في مصر على الجانب الأمريكي "الغريم التقليدي لروسيا"، والذي علق مساعدات للقاهرة عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. الوفد الروسي ضم 15 شخصا قدم من موسكو على متن طائرة مصر للطيران، وكان في استقباله مسئولون من هيئة تنشيط السياحة المصرية، نقلا عن وكالة "الأناضول" التركية. ومن المقرر، أن يشارك هذا الوفد في احتفالات تنظمها الجمعية المصرية لخريجى الجامعات الروسية والسوفيتية "الغير حكومية" في دار الأوبرا، بوسط القاهرة، بمناسبة اليوبيل الذهبي لتحويل مجرى مياه نهر النيل بغرض بناء السد العالي. وفي منتصف مايو 1964 تم تحويل مياه نهر النيل تمهيدا لبناء السد بتمويل وخبرة هندسية روسية، بينما تم الاحتفال رسميا بافتتاح السد في 15 يناير 1971. و يشارك الوفد الروسي في احتفال آخر يقام يوم الجمعة المقبل في محافظة أسوانجنوب مصر، أمام رمز الصداقة المصرية الروسية بمنطقة السد العالى، بعد الانتهاء من تطويره. وقال محمد مصطفى السكرتير العام لمحافظة أسوان في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، إن الاحتفال سيكون تحت رعاية محافظ أسوان اللواء مصطفى يسرى والسفير الروسى بمصر سيرجى كيربيتشينكو، وسيشارك فيها بعض الوزراء والشخصيات العامة إضافة إلى مهندسين وخبراء روس شاركوا في بناء السد. وأضاف أن فعاليات الاحتفال ستشمل: عروضا فنية تعكس الموروثات الثقافية للشعبين المصرى والروسى، ومعرضا للصور الضوئية تسجل مراحل تنفيذ مشروع السد، وعرضا لفيلم تسجيلي مصرى روسى بعنوان "الانتصار العظيم" يحكى تجربة تحويل مجرى نهر النيل تمهيدا لبناء السد. كما تشمل تكريم عدد من صناع هذا المشروع سواء من المهندسين المصريين أو الروس. واعتبر المسئول المصري أن مثل هذا الاحتفال "تجسيدًا حيّا للعلاقات الوطيدة والصداقة الراسخة بين الشعبيين المصرى والروسى، وهو الذى ظهر جليا فى التلاحم خلال إنشاء السد العالى الذى كان وما زال رمزًا خالدًا للصمود والإرادة المصرية التى تثبت دائمًا قدرتها فى المواقف الصعبة". وكانت مصر والاتحاد السوفيتي الذي تفكك في 1991 حليفين وثيقين حتى السبعينات عندما تقاربت القاهرة مع الولاياتالمتحدة التي توسطت في معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل عام 1979. وتوترت العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة بعد أن عزل الجيش الرئيس الإسلامي محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي استجابة لاحتجاجات شعبية حاشدة على حكمه. وفي شهر أكتوبر الماضي أعلنت واشنطن أنها أوقفت تسليم بعض المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر المقدرة ب1.5 مليار دولار لحين إحراز تقدم في المجال الديمقراطي، لكن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما وافق الشهر الماضي على إطلاق صفقة لتسليم مصر 10 طائرات "أباتشي" لدعم عمليات مكافحة الإرهاب في سيناء "شمال شرق مصر"، وكانت ضمن المساعدات التي تم تعليقها. في المقابل، شهدت العلاقات بين القاهرةوموسكو تطورا؛ حيث توجه المشير عبد الفتاح السياسي، وزير الدفاع المصري السابق، ونبيل فهمي وزير الخارجية، إلى موسكو، في فبراير الماضي، في زيارة جاءت ردا على الزيارة التي أجراها سيرغي شويغو وزير دفاع روسيا، وسيرغي لافروف وزير الخارجية، إلى القاهرة في ال14 من نوفمبر الماضي، والتقيا فيها عددًا من المسئولين المصريين. ووفق الموقع الإلكتروني لوزارة الري والموارد المائية في مصر، يعتبر السد العالي سدا ركاميا يبلغ ارتفاعه111 مترا فوق منسوب قاع نهر النيل، وعرضه عند القمة 40 مترا. وفضلا عن مساهمة في انتاج نسبة من الكهرباء، أقيم السد بغرض حماية البلاد من الفيضانات العالية، بجانب تخزين ما كان يضيع من هذه المياه هدرا في البحر المتوسط لاستخدامها في السنوات شحيحة الإيراد من المياه.