شارك آلاف من عرب إسرائيل (فلسطينيو الداخل)، اليوم الثلاثاء، في "مسيرة العودة" التي تنظمها سنوياً جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين باتجاه قرية لوبية قضاء طبرية، شمالي إسرائيل، في ذكرى تأسيس إسرائيل عام 1948، التي يطلق عليها الفلسطينيون "النكبة". ورفع المشاركون في مسيرة اليوم من الرجال والنساء والأطفال، الأعلام الفلسطينية، بحسب وكالة أنباء "الأناضول" . وسنويا، ينظم عرب إسرائيل مسيرة باتجاه قرية لوبية في مثل هذا اليوم، إحياء لذكرى تهجير أهلها على يد الجيش الإسرائيلي عام 1948. وفي نوفمبر عام 1948 طلب الجيش الإسرائيلي من أهالي قرية لوبية مغادرتها ونقلهم في شاحنات إلى قرية أخرى على أن يعودوا الى قريتهم بعد اسبوعين. لكن الجيش الاسرائيلي لم يف بوعده، فتوجه سكان القرية بالتماس إلى المحكمة الإسرائيلية العليا وحصلوا على قرار في 31 يوليو 1951 بالعودة الى بيوتهم، لكن حكومة اسرائيل لم تنفذ قرار المحكمة وهدم الجيش القرية في ديسمبر الأول من العام ذاته. وقال جمال زحالقة العضو العربي في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي رئيس كتلة التجمع البرلمانية، الذي شارك في المسيرة إنه "لا سلام ولا استقرار ولا مصالحة في هذه الديار إلا بعودة اللاجئين إلى ديارهم وإنهاء الهيمنة الصهيونية". وأضاف زحالقة أن "العودة حق والنضال من أجلها واجب، وقد لبى أهلنا اليوم نداء الواجب". وأشار النائب العربي بالكنيست إلى مشاركة أكثر من 10 آلاف شخص في مسيرة اليوم، وقال إن "معظمهم شباب مما يدل على أن الجيل الشاب لا يقل تمسكا بالحق لا بل أكثر إصرارا على تصحيح الغبن التاريخي، الذي لحق بشعب فلسطين". ووصف زحالقة الاحتفالات الإسرائيلية بما يعرف لدى الإسرائيليين ب"عيد الاستقلال" بأنها "احتفال بعيد الكذب". وقال: "الذي حدث عام 1948 لم يكن استقلالاً بل استبدال استعمار صهيوني باستعمار إنجليزي ، ولم يكتف الصهاينة بالسيطرة على البلاد بل قاموا بتهجير أهلها، لذا الأجدر أن يسمى عيد الاحتلال وليس عيد الاستقلال". من جانبها، قالت الشرطة الإسرائيلية مساء اليوم إنها اعتقلت شابين من المشاركين في المظاهرة بزعم الاعتداء عليها. وقالت لوبا السمري الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية في بيان لها إنّه "مع انتهاء الفعاليات الاحتفالية والاحتجاجية في منطقة لوبية تفرق الطرفان دون تسجيل أحداث استثنائية بارزة تذكر عدا اعتقال مشتبهَيْن عربيَّيْن من مشاركي الفعالية الاحتجاجية، وهما شابين في العشرينات من عمرهما". وأوضحت المتحدثة أن الشابين وجهت لهما اتهامات بالاعتداء على أفراد الشرطة خلال الفعالية، وتم إحالتهما للتحقيق . وبدأت إسرائيل، مساء أمس الإثنين، احتفالاتها بما تسميه "عيد استقلالها" ال66، فيما يبدأ الفلسطينيون غدا فعاليات لإحياء ذكرى "النكبة". وسنويا، تحتفل إسرائيل بذكرى إعلان تأسيسها في 14 مايو 1948، وهو يوم عطلة رسمية لجميع المواطنين الإسرائيليين.