تعرّض مسجد بأحد أحياء بانجي، من تدنيس ونهب، وذلك عقب إجلاء آخر المسلمين في إطار عملية نقل الطائفة المسلمة من عاصمة أفريقيا الوسطى التي تجتاحها موجة من أعمال العنف والقتل الطائفي منذ أشهر. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد تعرّض مسجد "عبد العزيز أبو قرّة" الواقع في حي "بي كا 12"، في بانجي أمس الأحد، إلى التدنيس، ونهبت أجهزة لتكييف الهواء من قبل السكان المسيحيين المقيمين بالحي المجاور، وذلك عقب رحيل آخر قافلة للمسلمين، بحسب مراسل الأناضول. وقد جرت عملية إجلاء لنحو 1300 مسلم من حي "بي كا 12" باتجاه بلدات "سيدو" و"كابو" في ولاية "أوام"، شمالي غربي البلاد، بحسب مراسل الأناضول. وأفاد المراسل أن حي "بي كا 12"، الذي كان يقطنه مسلمون، أفرغ تماما من ساكنيه". ويشكل هذا الإجلاء المرحلة الأخيرة لحي "بي كا 12"، الذي بدأ يوم 20 أبريل/ نيسان الجاري، حين تم نقل 93 شخصا نحو مواقع مهيأة لاستقبالهم في منطقة "بامباري"، على بُعد 400 كيلومتر شمال شرقي بانغي. ورغم تحفظات الحكومة في أفريقيا الوسطى على الإجلاء خوفا من أن يؤدي إلى تقسيم البلاد لتركز الذين يتم إجلائهم في الشمال، غير أن منظمة الهجرة الدولية مقرها جنيف السويسرية عمدت إلى ترحيل أخر دفعة من المسلمين في الحي وتقدر بنحو 1300 مسلم، تم توزيعهم على 23 حافلة، ونقلهم نحو الشمال تحت حماية كبيرة من وحدات الميسكا (قوات حفظ سلام أفريقية)، بحسب المراسل. وزارت "مارجريت سامبا"، وزيرة الصحة والعمل الإنساني في أفريقيا الوسطى، في وقت سابق اليوم حي ال "بي كا 12"، وأعربت عن معارضتها للإجلاء، بحسب المصدر ذاته. ووفقاً لشهود عيان، فقد شهد الحي، الذي خلا من سكانه، عمليات نهب كبيرة، دون أن يذكروا الجهة التي تقف وراء تلك العمليات. ومنذ ديسمبر/ كانون الأول 2013، عززت عمليات إجلاء جماعية للمسلمين نحو مناطق أخرى في البلاد، خصوصا نحو الشمال، أو نحو دول الجوار، من مخاوف تقسيم أفريقيا الوسطى بين شمال مسلم وجنوب مسيحي. ووفقا لبيانات مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، تم منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي نقل أكثر من 150 ألف مسلم نحو دول الجوار. ومنذ الخامس من ديسمبر/ كانون الأوّل الماضي، تعيش أفريقيا الوسطى عنفا طائفيا متبادلا، استدعى تدخّل فرنسا، كما نشر الاتحاد الأفريقي بعثة دولية باسم "ميسكا"، قبل أن يقرر مجلس الأمن الدولي نشر قوة حفظ سلام تحت اسم "مينوسكا" من 12 ألف جندي، في محاولة لاستعادة الاستقرار في البلد المضطرب