تحتدم المنافسة بين الأحزاب والكتل السياسية بالعراق في السعي للحصول على تمثيل في مجلس النواب العراقي المقبل ، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية العراقية وتشهد محافظة صلاح الدين ذات الأغلبية العربية السنية حراكا ونشاطا متزايدين من قبل الكيانات السياسية والائتلافات من اجل الحصول على ثقة الناخبين البالغ تعدادهم في المحافظة اكثر من 780 ألف ناخب . وتكاد تكون الائتلافات الكبرى التي تسيطر على الساحة السياسية في العراق هي الأوفر حظاً في الحصول على المقاعد النيابية المخصصة لمحافظة صلاح الدين والبالغ عددها 12 مقعداً . وأنجزت مفوضية الانتخابات جميع الأعمال المنوطة بها من أجل إنجاح العملية الانتخابية المقررة يوم الأربعاء المقبل. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن حيدر البلداوي نائب رئيس المفوضية في صلاح الدين قوله إنه "تم تجهيز جميع مستلزمات العملية الانتخابية وتوزيع ما يقرب من 80 بالمائة من بطاقة الناخب الالكترونية التي ستعتمد في الانتخابات المقبلة"، فضلاً عن افتتاح 296 مركزا انتخابيا تضم 1821 محطة انتخابية موزعة بين اقضية وقرى ونواحي المحافظة، وهناك أيضا محطات خاصة بتصويت النازحين البالغ عددهم 41 الف ناخب ومعظمهم من اهالي الانبار. وأضاف البلداوي أن عدد المرشحين بلغ 235 مرشحاً، بينهم63 من النساء عن 13 كيانا وائتلافا سياسيا يمثلون مختلف الاطياف الدينية والسياسية والقومية في محافظة صلاح الدين البالغ عدد سكانها اكثر من مليون وربع المليون نسمة. وكانت انتخابات مجلس النواب الماضية شهدت مشاركة أكثر من 450 مرشحاً يمثلون 45 كياناً سياسيا مما يؤشر إلى انخفاض عدد الكيانات إلى الثلث وانخفاض عدد المرشحين إلى النصف. ويقول الدكتور خلدون ناجي من كلية العلوم السياسية بجامعة تكريت: "هذا الانخفاض يؤشر إلى بداية للنضج السياسي لدى مختلف الكيانات السياسية العاملة على الساحة العراقية". ويضيف: "ستكون الانتخابات الحالية مفصلية في تاريخ العراق لأنها ستنتج مجلس نواب لديه القدرة على تعديل الدستور بعد ان انتهت المدة الانتقالية التي حدد الدستور بموجبها عدم جواز تعديله الا بشروط تعجيزية". وتوقع ناجي "عدم حصول اي من الكتل التي يطغى عليها الطابع العلماني على اغلبية واضحة في تمثيل محافظة صلاح الدين"، مرجحاً حصول ائتلافات متحدون والوطنية والعربية وائتلاف العراق على مقعدين او ثلاث لكل منهما وًان يحصل التحالف الشيعي، ولأول مرة على مقعد في محافظة صلاح الدين وربما يحصل التحالف الكردستاني على مقعد اخر بعد ان خلت الدورتين السابقتين من اي من المكونين في مجلس النواب. وتخوض الاحزاب العربية الشيعية الانتخابات بقائمتين منفصلتين، احداهما ائتلاف صلاح الدين الوطني والذي يمثلة ائتلاف دولة القانون وحزب الفضيلة فيما تخوض بقية التيارات الشيعية الانتخابات تحت مسمى التحالف الوطني وتوزع التركمان بين الانتماء الطائفي حسب الانتماءات الشيعية او الانتماء القومي والوطني في القوائم الاخرى . وشهدت مدينة تكريت وللمرة الأولى منذ سقوط نظام صدام حسين تشكيل ائتلاف سياسي باسم ائتلاف القلعة لخوض الانتخابات وبمرشحين جميعهم من مدينة تكريت . ويسود التشاؤم مختلف القطاعات في مدينة تكريت من إمكانية الحصول على اي مقعد في البرلمان بسبب عزوف ابناء القضاء عن المشاركة في الانتخابات بسبب التهديدات الكبيرة التي تتعرض لها المدينة. وتشهد محافظة صلاح الدين منذ سقوط النظام السابق وضعاً امنياً مضطرباً وعمليات قتل وهجمات مسلحة بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة لمختلف مفاصل الحياة من شمال المحافظة الى جنوبها وقد خلت بعض النواحي والقصبات من أي دعاية انتخابية وكأنها خارج العراق بسبب التهديدات التي أطلقتها الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والتي وصفت الانتخابات ب "الكافرة والفاشلة" . وتوقع الصحفي غازي خليل اقبالاً ضعيفاً في عموم المحافظة على عمليات الاقتراع "بسبب إخفاق مجمل العملية السياسية في العراق في تحقيق ما يصبو اليه المواطن من امن واستقرار وتوفير سبل العيش وكذلك التهديدات التي تطلقها الجماعات المسلحة ضد المشاركة في الانتخابات".