بدأ المغرب في مناقشة سُبل تنفيذ 92 اتفاقية أبرمها مع عدد من الدول الأفريقية خلال الجولة الأخيرة التي قام بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى عدد من هذه البلدان خلال شهري فبراير، مارس الماضيين. وقال بيان نشره موقع وزارة الخارجية المغربية الالكتروني اليوم الثلاثاء، إن "الوزيرة المغربية المنتدبة في الشؤون الخارجية والتعاون مباركة بوعيدة، عقدت اجتماعا اليوم الثلاثاء، للجنة المختلطة للقطاع الحكومي والخاص" من أجل متابعة تنفيذ هذه الاتفاقيات والمشاريع، التي أعطى انطلاقتها العاهل المغربي خلال زياراته الأفريقية الأخيرة. واعتبرت الوزيرة هذه الخطوة تأتي في سياق "تفعيل للرؤية الملكية لتكريس العمق الأفريقي للمغرب، والتعاون جنوب -جنوب"، بحسب البيان. وتهم هذه الاتفاقيات حسب البيان قطاعات مختلفة، كالسكن، والنقل، والبنيات التحتية، والصحة والفلاحة والصيد البحري، والقطاع البنكي والطاقة والمعادن، والصناعة ، والماء والكهرباء. وبدأت هذه اللجنة في عقد اجتماعاتها منذ شهر مارس الماضي، حيث من المرتقب أن تلتئم بشكل شهري لمناقشة وتدراس سبل تنفيذ الاتفاقات، والتنسيق بين القطاع الخاص والوزارات الحكومية المعنية بهذا الشأن. ويعمل المغرب على تعزيز حضوره السياسي والاقتصادي في إفريقيا، منذ انسحابه من منظمة الاتحاد الإفريقي سنة 1984، حيث تقدر الاستثمارات المغربية بدول أفريقيا بأكثر من 400 مليون دولار. وكان المغرب انسحب من منظمة الاتحاد الأفريقي، احتجاجا على قبول منظمة الوحدة الأفريقية، في ذلك الوقت، عضوية ما يسمى ب"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، في إشارة إلى إقليم الصحراء التي تطالب جبهة البوليساريو بانفصاله عن المغرب. وقام العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال شهري فبراير ومارس الماضيين بجولة أفريقية شملت كل من: غينيا، ومالي وساح العاج والغابون إلى جانب حضوره في شهر سبتمبر الماضي، تنصيب الرئيس المالي الحالي إبراهيم بو بكر كيتا، بعد دعمه للحملة العسكرية الفرنسية بمالي ضد الجماعات المسلحة المقاتلة، فيما قادته زيارة سابقة السنة الماضية إلى كل من السنغال، وغينيا . ووافق المغرب على تدريب أئمة دينيين من غينيا بناء على طلب تقدمت به الأخيرة، فيما أعلن العاهل المغربي عن إطلاق برنامج تأهيل وتدريب ل500 أئمة ماليين يتواصل على مدى سنتين، بدأت السلطات في تفعيله منذ نوفمبر الماضي. وكان العاهل المغربي قد صرح خلال جولته الأفريقية الماضية، بأن القارة الأفريقية في حاجة إلى مشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية"، معبرا عن استعداد بلاده للانخراط في مشاريع تنموية وشراكات اقتصادية مع بلدان المنطقة.