عززت السلطات الكينية الإجراءات الأمنية في مومباسا، ثاني أكبر مدن البلاد، استعدادا لتوافد الآلاف من السياح المحليين والأجانب على المنتجع الساحلي لقضاء عطلة عيدي "الفصح" اليهودي و"القيامة" المسيحي. وفي مقابلة مع وكالة "الأناضول"، قال مفوض الشرطة في مقاطعة مومباسا، نيلسون مروى، إن "ضباط الأمن في حالة تأهب، حيث تم نشرهم في جميع الأماكن الاستراتيجية في البلاد". وأضاف "أولويتنا هي ضمان أن سكان مومباسا، وزوارها سيتمتعون بقضاء عطلة عيد الفصح". ويتوافد الآلاف من السياح، وهم في الغالب محليون، على مومباسا خلال عطلة عيد الفصح وموسم عيد الميلاد للتمتع بشواطئها الرملية. ومن المقرر تنظيم عدد من الحفلات الموسيقية والمهرجان الثقافي السواحيلي السنوي خلال عطلة عيد الفصح. وتعتبر مومباسا مدينة عالمية، وموطنا للثقافة السواحلية، (تمزج ثقافات الدول الأفريقية والعربية والهندية والبرتغالية)، ويقال إنها البوابة الشرقية لقارة أفريقيا بمينائها الذي يخدم أوغندا، ورواندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وتمثل السياحة ثاني أكبر مصادر للعملة الأجنبية في كينيا، التي تعتبر إحدى القوى الاقتصادية في شرق أفريقيا، ويعمل في قطاع السياحة ما يصل إلى 150 ألف شخص، وفقا لمجلس السياحة الكيني. ويقدر عدد السكان الحاليين في مومباسا ب1.2 مليون نسمة، وفقا لأرقام مجلس مقاطعة المدينة، فيما تشير تقديرات إلى أن المسلمين يشكلون نحو 65% من سكان المدينة. لكن المدينة ذات الأغلبية المسلمة، تشهد حالة من التوتر الشديد منذ مقتل الشيخ أبو بكر شريف، وهو داعية إسلامي متشدد يعرف شعبيا باسم باسم "مقبوري"، نسبة إلى كلمة المقابر، برصاص مجهولين في مومباسا مطلع إبريل/ نيسان الجاري، ليكون بذلك الداعية الإسلامي الثالث الذي يقتل في المدينة، تقريبا بنفس الطريقة، في السنوات الثلاث الماضية. وجاء مقتل "مقبوري"، بعد أيام من مقتل 6 أشخاص في هجوم شنه مسلحون مجهولون على مصلين داخل كنيسة في مومباسا. في شهر فبراير/ شباط الماضي، أضرم شباب مسلمون غاضبون النيران في كنيسة، خلال أعمال شغب اندلعت في أعقاب سلسلة من الاعتقالات في مسجد محلي، حيث أسفرت الاشتباكات بين الشرطة والمسلمين الغاضبين عن مقتل ثلاثة بينهم ضابط شرطة. وأوضح مروى أن "10 من الأجانب غير الشرعيين المشتبه بهم خضعوا للمحاكمة هذا الأسبوع، إثر مداهمات أسفرت عن اعتقال 100 من المشتبه بهم". ومضى قائلا: "نتوقع تنفيذ أكثر عملية من قبل الشرطة مع قرب حلول عطلة عيد الفصح". وفي أعقاب موجة أخيرة من الهجمات التي استهدفت العاصمة نيروبي ومدينة مومباسا الساحلية، شنت السلطات الكينية عملية واسعة النطاق ضد المخالفين للإقامة الشرعية في البلاد تهدف إلى استعادة الأمن العام. وأسفرت الحملة عن توقيف الآلاف من الأشخاص من أجل التدقيق الأمني، ويعتقد أن معظمهم من المسلمين من مقاطعة "إيستلي" الواقعة في نيروبي، التي تؤوي نحو 50 ألف لاجئ صومالي. وحتى الأسبوع الماضي، احتجزت السلطات الكينية 3600 شخص على الأقل للتدقيق الأمني والتحقيق في ستاد "كسراني"، وقامت بترحيل نحو 80 صومالياً ألقي القبض عليهم بدون تصاريح إلى مقديشو في إطار اتفاقية بين الحكومية الصومالية ونظيرتها الكينية، تسمح للأخيرة بترحيل الصوماليين المتواجدين على أرضها على نحو غير قانوني. وفي غضون ذلك، رجحت مصادر استخباراتية أن حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية تخطط لشن هجمات في المدينة الساحلية خلال عطلة عيد الفصح. وأشارت إلى أنه من بين الأهداف المحتمل معدية (عبَّارة) "ليكوني" التي تربط جزيرة مومباسا بالبر الرئيسي، ويستخدمها آلاف من الركاب يوميًا، إلى جانب مراكز الترفيه والفنادق. والشهر الماضي، أعلنت السلطات الكينية إحباط مخطط إرهابي، بعد إلقاء القبض على صومالي، وكيني من أصل صومالي في مومباسا بتهمة التآمر لتنفيذ هجوم كبير، حيث كانا يقودان سيارة مفخخة محملة بالمتفجرات. وكانت الحكومة الكينية، قد شنت حملة واسعة، ولا سيما في مدينة "مومباسا" الساحلية، ضد أشخاص يشتبه ارتباطهم بمسلحي حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية المحسوبة على تنظيم القاعدة. وأعلنت حالة التأهب القصوى في كينيا منذ شهر سبتمبر/أيلول الماضي، إثر مقتل 67 شخصا على الأقل في هجوم استمر 4 أيام على مركز "ويست غيت" التجاري للتسوق في العاصمة الكينية نيروبي، وأعلنت "حركة الشباب المجاهدين" الصومالية المتمردة مسؤوليتها عن الهجوم. وتزايدت هجمات "حركة الشباب" ضد كينيا، بشكل كبير بعد إرسال الأخيرة قواتها الي الصومال في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2011، لإعادة سيطرة الحكومة المركزية في مقديشو على الأوضاع. وتأسست حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية عام 2004، وتتعدد أسماؤها ما بين "حركة الشباب الإسلامية"، و"حزب الشباب"، و"الشباب الجهادي" و"الشباب الإسلامي"، وهي حركة مسلحة تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة، وتُتهم من عدة أطراف بالإرهاب، وتقول إنها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية. ويتزامن الاحتفال بعيد الفصح اليهودي مع بدء أسبوع "الآلام" عند المسيحيين، الذي بدأ الأحد الماضي ب"أحد الشعانين"، وينتهي الأحد المقبل ب"أحد القيامة". و"أحد السعف" هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير لدى المسيحيين قبل عيد القيامة، وهو يوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، حيث استقبله أهلها رافعين سعف النخيل وأغصان الزيتون، ويسمى في بعض الدول أيضا ب"أحد الشعانين".