خروج أحد الملاحدة ويدعى مصطفي زكريا على شاشات الفضائيات يجاهر وإعلانه إلحاده وتركه كل ما يتعلق بالدين أمام الملأ ، لم يشكل صدمة للعوام والمتدينين فقط ، بل سبب صدمة لعلماء الدين أيضا الذين لم يتفقوا على سبب واضح يمكن أن يمكن أن يرجعوا إليه انتشار هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة . فمنهم من أرجع ارتفاع نسب وأعداد اللادينيين إلى فشل جماعة الإخوان المسلمين كأول جماعة دينية تحكم البلاد، وربط بينها وبين أعمال العنف التي حدثت خلال تلك الفترة ، لتهتز لدى بعض الشباب مفاهيم الدين والدولة الدينية وربط مفاهيم الإيمان بأفكار العنف والجهاد والقتل لكل من هو مختلف عقائديا أو فكريا ، ويخرج أحد الأفلام السينمائية ليحاكي واقع هؤلاء في فيلم " الملحد" ،كل هذا جعلنا نفتح هذا الملف الخطير لنطرح السؤال الأهم ، ما التي دفعتهم إلى الإلحاد ولما رفضوا فكرة الكفر بعد الإيمان ؟ مفاهيم مغلوطة ويقول الدكتور يحي اسماعيل أمين عام جبهة علماء الازهر الشريف أن المؤسسات الرسمية بالدولة مثل هيئة كبار علماء الأزهر يجب أن تقوم بدور رئيسي لحل ومعالجة هذه المشكلة لافتا إلى أن الشباب المصري خلفيته العقائدية قوية وحسهم الديني عال لكنهم لم يجدوا من يطور لهم أفكارهم الدينية أو يصححها لهم مفاهيم معينة ، مضيفاً أن وزارات الثقافة والتعليم و الأوقاف عليها جميعا مهمة قوية في نشر الوعي مشيراً إلى أن الدور الأكبر في مجابهة مثل هذه الظواهر على وزارة الإعلام بنشر الأخلاق الحميدة والدروس الدينية بعد إغلاق القنوات الدينية. مسئولية رجال الدين بينما أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن شيوخ الجماعة السلفية وجماعة الإخوان المسلمين، خدعوا الجميع وأوهموهم بأنهم على علم بكل صغيرة وكبيرة في أمور الدين، فشككوا المسلمين في دينهم . وأضاف عندما يرى هؤلاء الشباب شيوخ وملتحين يلقون بالأطفال من أعلى العمائر السكنية، وعندما يفشل الإخوان في الحكم باسم الدين فمن الطبيعي أن يتراجع الشباب في بعض أمور الدين لينحرفوا عن الدين الصحيح. فتنة وقال الشيخ محمد الحوت الداعية السلفي إن الفتنة السياسية والمجتمعية التي نعيشها تشكل أحد أهم الإلحاد ، وما بين تغيير نظامين حكموا البلاد وعدم استقرار الأمور السياسية تتوه الحقائق وتهتز المفاهيم ،وقد قال تعالى "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " وتغيير الطبيعة تأتي من تغيير الإنسان مع ربه،فلما تكبر وبغى الانسان رزقه الله الفتنه. بطالة ومخدرات وقال الشيخ جمعة محمد على خطيب التحرير ، إن من يتحدثون بمنطق إعمال العقل ليس لهم أي خلفية عقائدية و لا يفهمون شيئا في الدين ودائما ما يقنعون أنفسهم بمنطق لا ديني و يغفلون الجانب العقلاني تماما ، لافتا إلى أن عدد الملحدين قليل جدا في مصر . وطالب خطيب التحرير ، مشيخة الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء بتكثيف والدعوة لإنقاذ مصر والمسلمين من الإلحاد والملحدين، مستشهدا بقوله تعالى"كنتم خير أمة أخرجت للناس تؤمنون بالمعروف وتنهون عن المنكر، مضيفا أنه يجب على الحكومة المصرية الاهتمام بتشغيل الشباب لأن البطالة سببا رئيسيا في إلحاد هؤلاء الشباب واتجاههم للأفكار الشاذة علاوة على الدخول في عالم المخدرات والفساد والإفساد في المجتمع. فيلم "الملحد" و قد حاكى أحد الأفلام السينمائية واقع هؤلاء الشباب وتناوله قضية الإلحاد في فيلم الملحد بمعالجة مباشرة غير ضمنية في قضية تتسم بحساسية شديدة في المجتمعات العربية والإسلامية ومقولة" أن النظام الإلهي لا يوجد به أي نوع من أنواع المصداقية ولا العدل ولا الرحمة. أين الإله الذي يتحدثون عنه؟". التي تتردد على لسان بطل الفيلم محمد عبدالعزيز الذي لم يتخوف من تجسيد شخصية الملحد ، واعتبرها شخصية غنية بالأحداث، يلعب فيها دور ابن داعية إسلامي مشهور ينشأ في ظروف طبيعية، مؤمنا، مصليا يصوم كبقية الناس، ولكن لظروف خارجية يتحول إلى ملحد، وتتوالى الأحداث إلى أن يعود مرة أخرى إلى الإسلام. موافقة أزهرية من ناحية أخرى وافق الأزهر الشريف على عرض الفيلم، بعد إجراء تعديلات على النص، كما أجازت هيئة الرقابة على المصنفات عرض الفيلم دون حذف أي مشاهد. أحد أبطال الفيلم قال في تصريحات له عقب الجدل الذي دار حوله منذ الإعلان عنه قائلا إن الفيلم لم يلق أي اعتراض من الأزهر الشريف بل على العكس لاقى ترحيبًا، واعتبروه صدقة جارية لتعرضه إلى قضية شائكة من قضايا المجتمع. دور مؤسسات الدولة من جهتها وصفت النائبة نادية هنري، عضو التيار المدني بمجلس الشورى السابق، ظاهرة الإلحاد بالمصيبة التي تشكل خطراً داهماً على المجتمع المصري، وأوضحت أن نسب دخول الشباب على أحد المواقع الإلكترونية المخصصة لجذبهم تؤكد ضرورة تدخل مؤسسات الدولة، بما فيها الرئاسة، لوقف هذه الكارثة. وتساءلت عن السبب فى ارتفاع نسب الإلحاد رغم وجود حكم إسلامي – إبان حكم الرئيس السابق محمد مرسي " مشددة على أن تزاوج الدين والسياسة يعتبر أحد أهم العوامل التي أسست لتاريخ الأزمات في مصر. الإسلام السياسي هو السبب الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، قال إن تيار الإسلام السياسي الذي قدم خلال الفترة الماضية صورة سيئة للإسلام، وأداء عنيف تتسبب في النفور منهم وربما من فكرة التدين والدين بشكل عام . بينما أرجع الدكتور صلاح عبد المعبود، السبب وراء انتشار الظاهرة إلى ضعف الوازع الديني لدى الشباب وضعف التربية فى المنزل وعدم قيام الأزهر بدوره الأصيل فى التربية الدينية والتعريف بالقيم والأسس الأخلاقية؛ لافتا إلى أن الدين الإسلامي دين وسطى لا يقبل بالتطرف في أي من الاتجاهين . اقرأ فى هذا الملف * «الإلحاد» قنبلة موقوتة صنعها المتشددون وانفجرت في بيوت المؤمنين ! * "محيط" تخترق الكهوف السرية للملاحدة في مصر وتحاور أحدهم * "أزهري" يترك الإسلام ويعلن : خطبت الجمعة 3 سنوات وأنا غير مؤمن! * لماذا أنا ملحد.. من هنا انطلق قطار الإلحاد في مصر * أفكار خاطئة عن حرية الاعتقاد ** بداية الملف