على غرار ال "ريكشاو" الهندي، و"الركشا" السوداني، وال"توك توك" المصري..أصبح "الموتو تاكسي" (تاكسي الدراجات النارية) الصيني الصنع، الذي انتشر في الأعوام القليلة الماضية في الكاميرون لرخص ثمنه، بمثابة نافذة توفر فرص عمل للشباب المتعطلين عن العمل بما فيهم حملة الشهادات الجامعية وتؤمن لهم متطلبات المعيشة اليومية. ويشير آخر إحصاء ل "النقابة الوطنية للموتو تاكسي في الكامرون" إلى تواجد الآلاف من الشباب الذين يعملون كسائقي للموتو تاكسي حيث يجوبون كل يوم شوارع الكامرون . ووفقاً لبيانات نشرها "مجمع أرباب العمل" في الكاميرون (أكبر هيكل لمديري المؤسسات في البلاد) أواخر 2013، يتدفق على سوق العمل حوالي 100 ألف طالب شغل سنوياً، بالكاد يتحصل 10% منهم على وظيفة". ولا يجد طالبو الشغل هؤلاء بدّاً من اللجوء إلى قطاعات العمل غير التقليدية كسياقة الموتو تاكسي على وجه الخصوص، وفقاً لما جاء في التقرير. "سان جيرمان نفونغانغ" نائب رئيس "النقابة الوطنية للموتو تاكسي في الكاميرون"، يتحدث بشكل أكثر تحديدا عن الوضع الذي يعيشه الشباب المتعلم في البلاد قائلا :"عدة رفاق لنا هم من حاملي الشهادات لكنهم يجدون أنفسهم على دراجات نارية لأنه لا وظيفة لديهم". هذا الوضع يعيشه حرفياً "ميدار فوزينغ" وهو سائق موتو تاكسي يبلغ من العمر 26 سنة ويقوم بسياقة الموتو تاكسي كحل مؤقت في انتظار الحصول على عمل. ويقول "فوزينغ" للأناضول: "أنا متحصل على شهادة جامعية لكني لا أعمل بها ، من الأكيد أن هذا النشاط يمكّنني حاليا من إعالة زوجتي وإبني. حيث أمتطي هذه الدراجة النارية مؤقتاً في انتظار الحصول على عمل حقيقي" تدفق المستثمرين الصينيين على السوقالكامرونية بقوة في الأعوام الأخيرة أدى إلى نزول سعر الدراجة النارية من 500 الف فرنك إفريقي (1050 دولار أمريكي) منذ 4 سنوات ماضية إلى حدود 150 الف فرنك إفريقي (315 دولار أمريكي) ما ادى لزيادة اقبال االشباب على شراء االموتو تاكسي الصيني الصنع. من ناحية أخرى، تبدو أكثر إشراقاً، يجد الكاميرونيون ضالتهم في الموتو تاكسي بسبب رفض سيارات الأجرة الولوج إلى بعض الأحياء النائية بحجة سوء حالة الطريق. فيما يستغل سائقو الموتو تاكسي هذا الوضع فلا يجدون حرجاً في إيصال الزبائن لهذه الأحياء، لضمان قوت يومه : "الدراجة النارية تعيل صاحبها" على حد تعبير "نفوغانغ". وسبق أن وعد الرئيس الكامروني "بول بيا" في خطاب ألقاه يوم 10 فبراير/شباط الماضي بتوفير "250 الف وظيفة جديدة للشباب" سنويا، أدرج ضمنها قطاع الموتو تاكسي الذي وصفه بأنه يتكفل ب " مهمة اجتماعية واضحة". بيْد أن وظيفة سائق موتو تاكسي لا ترتقي إلى وظيفة أحلام بالنسبة للشباب الكامروني: "لا يمكنني أن أكون سائق الموتو تاكسي طوال حياتي" بحسب "بول بويايكون" وكيل مبيعات شاب في ياوندي، يعمل من وقت لآخر على الموتو تاكسي. وتلفت "النقابة الوطنية لموتو تاكسي الكاميرون" إلى أن الشباب الذين يجدون أنفسهم في هذا القطاع يعتقدون غالباً أنها مجرد مرحلة انتقالية، في انتظار العثور على "وظيفة حقيقية". في الأثناء، يوفر قطاع الموتو تاكسي وظائف مباشرة ولكنه أيضاً يوسع مجال الوظائف وفرص العمل ليشمل العاملين في قطاع تصليح وصيانة هذه الدراجات. وبحسب آخر إحصاء قامت به النقابة في ديسمبر/كانون الأول 2013 يقدر عدد سائقي الموتو تاكسي اليوم ب 35 الف سائق في بلد يصل تعداد سكانه إلى 20 مليون نسمة. ويختلف الموتو تاكسي في الكاميرون عن نظرائه في دول أخرى حيث يعد بمثابة دراجة نارية تقليدية من عجلتين يركب فيها زبون او اثنين أحيانا خلف السائق، فيما تتكون الدراجة النارية التاكسي غالباً من 3 عجلات في دول أخرى، وتأخذ شكل دراجة تغطيها عربة مغطاة. وتكتظ شوارع بلدان جنوبي شرق آسيا مثل تايلندا وسريلانكا و كمبوديا بما يسمى بال "تك-تك" أو بال "ريموك"، وجميعها مستلهمة من ال "ريكشاو" الهندي الذي نجده أيضاً في السودان حيث يطلق عليه "الركشة" وفي مصر حيث سجل ال"توك توك" حضور ه منذ نحو 10 سنوات.