أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن "أي محاولة روسية لزعزعة الاستقرار في أوكرانيا سوف تسهم في إيقاع المزيد من العقوبات على موسكو". ونقلت وكالة "الأناضول" للأنباء عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جان بساكي، إن كيري أخبر نظيره الروسي، سيرجي لافروف، خلال مكالمة هاتفية أجراها معه أمس الاثنين، أن الولاياتالمتحدة تراقب الأحداث في خاركيف ودونيتسك، ولوهانسك وماريوبول شرق خلال ال 24 ساعة الماضية بقلق بالغ. وأوضح كيري أن "الأحداث في شرق أوكرانيا لم تبد كمجموعة من الحوادث العفوية ولكنها بدت كما لو أن هناك حملة مدبرة بعناية"، داعيًا روسيا إلى التنصل "بشكل علني من أنشطة الانفصاليين والمخربين والمحرضين هناك". كما طالب كيري نظيره الروسي بتخفيف التوتر والدفع نحو الحوار، لافتًا إلى أن "أي محاولة روسية لزعزعة الاستقرار في أوكرانيا سوف تسهم في إيقاع المزيد من العقوبات على روسيا"، بحسب ما نقلته بساكي خلال مؤتمر صحفي اليوم بمقر الوزارة. وقام متظاهرون موالون لروسيا بالاستيلاء على مبنى ولاية دونتسك الأوكرانية (شرق)، وأنزلوا العلم الأوكراني، ورفعوا العلم الروسي بدلاً منه، مساء الأحد، مطالبين بالانفصال. كما ناقش كيري مع لافروف إمكانية عقد محادثات مباشرة في غضون ال 10 أيام المقبلة بين أوكرانياوروسياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي في محاولة لتهدئة التوترات، بحسب بساكي. وأشارت إلى أن "قادة الحكومة الأوكرانية في طريقهم إلى كل هذه المدن اليوم في محاولة للتفاوض مع المحتجين وإخلاء المباني الحكومية وتخفيف حدة التوتر". وفي ذات السياق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، إن الولاياتالمتحدة لديها "أدلة قوية تشير إلى أن بعض هؤلاء المتظاهرين قد تلقوا رشاوى وأنهم ليسوا من السكان المحليين". ورفض كارني، أثناء إيجازه الصحفي اليومي في البيت الأبيض، تعريف جنسيات هؤلاء المتظاهرين أو الجهة التي قامت بالدفع لهم ولكنه ألمح بالقول "أعتقد أن هناك قوى خارجية وليست محلية تسهم في خلق هذه الاستفزازات". ووصف كارني ما يحدث في مدينة دونيتسك بأنه "سلوك لبعض الأشخاص الذين لايملكون الصلاحية القانونية لاتخاذ هذه الإجراءات، هم حفنة من الانفصاليين الموالين لروسيا يتخندقون خلف متاريس موضوعة أمام مباني الحكومة المحلية لمدينة دونيتسك يريدون إنشاء جمهورية دونيتسك الشعبية، وينادون بإجراء استفتاء في 11 مايو/ أيار للانضمام إلى روسيا". ومضى قائلاً: "هؤلاء الانفصاليون قد طالبوا روسيا بإرسال قوات حفظ سلام عسكرية". وحذّر كارني من المزيد من التصعيد العسكري الروسي في المنطقة، مشيرًا إلى أن محاولة "روسيا الدخول إلى شرق أوكرانيا سرًا أو علانية سيؤدي إلى تصعيد جديد". وناشد كارني، في الوقت نفسه، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحكومته "بإيقاف كل الجهود الرامية إلى زعزعة استقرار أوكرانيا". وكرر كارني رغبة بلاده بمواصلة الدفع تجاه "حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا بشكل عام لتقليل التوتر". واستولى متظاهرون مناصرون لروسيا، مبنى ولاية دونتسك الأوكرانية، وأنزلوا العلم الأوكراني ورفعوا العلم الروسي بدلا منه، مساء الأحد، خلال التظاهرات التي نظّموها في الولاية. واليوم، أعلنت الهيئة التشريعية التي أسسها الانفصاليون في مدينة "دونتسك" شرق أوكرانيا، أنها ستجري استفتاءً في المدينة 11 مايو/أيار المقبل، لتقرير مصير المدينة بين البقاء في أوكرانيا أو الاستقلال والانضمام إلى الاتحاد الروسي. وأجري منصف الشهر الماضي في شبه جزيرة القرم، تتمتع بالحكم الذاتي، جنوبي أوكرانيا، استفتاء بشأن انضمامها إلى روسيا، أو البقاء جزء من أوكرانيا، مع إعادة العمل بدستور القرم لعام 1992، وأعلن رئيس لجنة الانتخابات في جمهورية القرم، ميخائيل ماليشيف، أن 96.77% من المقترعين صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا. ولاقى الاستفتاء رفضا واسعا من الدول الغربية، خاصة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي اللذين يتهمان موسكو بالوقوف وراء انفصال القرم.