لا يراعي الكثيرين الأدب وأسلوب الحوار أثناء الحديث، ويرجع السبب في ذلك الجهل وقلة الاهتمام بالتحلي بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، ومن ذلك ما يقع فيه الكثيرين من التدخل فيما لا يعنيهم. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ) رواه الترمذي (2318) وصححه الألباني. وقول النبي صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت وقوله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).. وقوله صلى الله عليه وسلم للذي اختصر له في الوصية: (لا تغضب).. وقوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه). ومعنى ذلك، أن مَنْ حسُنَ إسلامه تَركَ ما لا يعنيه من قول وفعل، واقتصر على ما يعنيه من الأقوال والأفعال، ومعنى يعنيه أن تتعلق عنايته به، وأكثر ما يراد بترك ما لا يعني حفظ اللسان من لغو الكلام. وأخرج الترمذي وابن ماجة من حديث أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل كلام ابن آدم عليه لا له: إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذكر الله عز وجل). وأخرج الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه قال: "توفى رجل من أصحابه يعني النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: أبشر بالجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو لا تدري !؟ فلعله تكلم بما لا يعنيه، أو بخل بما لا يغنيه" صححه الألباني.