بعد القرار الذي اتخذه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بتعيين الأمير مقرن وليا لولي العهد، كشفت مصادر مطلعة أن هذا القرار يأتي ضمن ترتيبات سيعلن عنها في الفترة القادمة لترتيب مسألة العرش في السعودية. ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن المصادر قولها :"إن العاهل السعودي سيستنسخ التجربة القطرية، وانه بالفعل اتخذ القرار لكنه لم يحدد بعد موعد الإعلان عن تنازله عن العرش لأخيه سلمان بن عبد العزيز، وتباعا سيكون الأمير مقرن وليا للعهد ثم يصعد للعرش، خاصة وان صحة الملك عبدالله لا تسمح له بإدارة شئون البلاد". وأشارت المصادر إلى أن ولي العهد الأمير سلمان (79 عاما) يعاني من تدهور في صحته. وقالت مصادر مقربة من دوائر القرار في المملكة أن من المحتمل أن يطلب عدم توليه العرش. وقالت المصادر :"إن العاهل السعودي يهدف أيضا من هذه القرارات التي وصفها مراقبون ب"الجريئة"، لتثبيت ابنه مستقبلا للوصول إلى العرش". وأكدت المصادر في حديثها ل"القدس العربي" ان الملك السعودي طلب من هيئة البيعة الموافقة على تعيين الأمير مقرن وليا للعهد بعد تولي الأمير سلمان العرش على أن يحل الأمير متعب مكان الأمير مقرن نائبا ثانيا لرئيس الوزراء، وهو أمر يضمن وصول متعب للعرش مستقبلا. كما أضافت المصادر أن الأمير سلمان أصر على تعيين نجله الأمير محمد وزيرا للدفاع. وأضافت أن العاهل السعودي استرضى اغلب الأمراء من خلال تثبيت أبنائهم أيضا، حيث وضحت المصادر بان هناك تغييرات جذرية ستحدث في اغلب الوزارات ومناصب أمراء الإمارات في الفترة القادمة. وقال دبلوماسيون إن الأمير مقرن (69 عاما) الذي تولى رئاسة جهاز الاستخبارات بين العامين 2005 و 2012 من المقربين جدا من الملك و"محل ثقته". وتأتي هذه التغييرات والقرارات بالتزامن مع وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الرياض. ويرى المعلقون الصحفيون الأمريكيون فيها أهمية خاصة لأنها جاءت بعد خلاف علني بين البلدين حول سوريا وإيران ومصر. الملك البالغ من العمر 90 عاما استخدم انبوباً للتنفس خلال لقائه مع أوباما، ولكن مسئول في الإدارة الأمريكية قال إنه بدا بصحة جيدة، واستمر في "النقاش الجاد" للقضايا.