د.فوزية العشماوي: أمي كانت "شملولة" وأكسبتني الاعتماد على النفس أدعو للتأسي بتجربة سويسرا في الاحتفال بالأب والأم معا د.عفاف طبالة: ابنتي أصبحت أمي وبسبب أحفادي اتجهت للكتابة في يوم الأم، تذكر "محيط"الأمهات المبدعات، وكانت من بينهن د.فوزية العشماوي ود.عفاف طبالة. فوزية العشماوي هي أديبة مصرية سويسرية هاجرت إلى جنيف وهي لا تزال في العقد الثالث من العمر، بزغ نجمها داخل المدينة السويسرية، وأصبحت مرجعا للثقافة العربية والإسلامية في الجامعة هناك. في كتابها "أمواج العمر: بين بحر إسكندرية وبحيرة جنيف" روت ذكرياها عن أسرتها، وكيف ان أمها كانت شديدة معها، إلا أنها ل"محيط" تؤكد أنها تعلمت من والدتها الكثير. تقول في تصريحات خاصة ل"محيط" من سويسرا: الأمومة هي التضحية أن تنسى الأم احتياحاتها الأساسية، وتجعل جهدها مسخراً لإسعاد أولادها. تتذكر والدتها وتقول عنها، كانت ست "شملولة" تعمل كل شئ بيديها حتى الفرخة أو الأرنب كانت تذبحه بنفسها بكل جرأة وبلا رعشة، كما كانت تصنع المربات والكعك والبسكويت وحتى الصابون كانت تصنعه من زيت التموين لأنه حسب قولها لا يصلح للأكل فتصنع منه الصابون، وكانت تربي الكتاكيت والحمام وتطعمها، أو بالأحرى "تقوم بتظغيطها" من فمها حتى تكبر!. تعلمت من أمي الاعتماد على النفس والثقة بالنفس والصدق مع النفس ومع الآخرين وهذا ما حرصت على تعليمه لأولادي وأحفادي. كذلك حريصة على تعليم حفيداتي اللغة العربية الفصحى، فهم يعيشون في سويسرا، ولا يرغبون في تعلم اللغة العربية بدعوى أنهم لا يستعملونها، لكني أصر على تعليمهم الفصحى، ومبادئ الدين الإسلامي والثقافة العربية الإسلامية، وهو ما أتمنى النجاح فيه. تواصل: أعتقد أن الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل هي أهم سنوات عمره ومن المهم جدا أن تتفرغ الأم لتربية طفلها في هذه السنوات الأولى، إذا كانت ظروفها المادية تسمح بذلك؛ أما إذا اضطرت للعمل فلا يكون معنى ذلك إهمال أطفالها. تتابع: عن تجربتي الشخصية؛ فقد كانت ظروفي الاقتصادية لا تسمح لي بالتفرغ لتربية أولادي وفي كثير من الاحيان كانت أمومتي تغلب على عملي واذا مرض طفلي كنت أدعي أنني مريضة وأتغيب عن عملي للبقاء بجوار ابني المريض، واذهب الى الطبيب لأحصل على شهادة بأني مريضة لأقدمها لجهة عملي لأحصل على إجازة مرضية!. وأكدت العشماوي أن عيد الأم فرصة جميلة ليشكر فيها الأبناء أمهاتهم ويقدمون لهن هدية رمزية ويحتفلون بها، وفي الغرب عندنا عيد أم ولكن في شهر مايو ونفس الحكاية تتكرر، هدايا واحتفال وتقدير وأكثر الهدايا تكون "باقة ورد"؛ وعندنا أيضا عيد الأب وهو غير موجود في مصر. واعتقد أننا يحب أيضا أن نخصص يوماً في مصر لعيد الأب، فقد أوصانا الله بالوالدين إحسانا ونحن نكرم الأم ونهمل الأب وهذا لا يليق بنا. مبدعة أخرى في مجال آخر، هي د.عفاف طبالة مخرجة وكاتبة سيناريوهات، ومنتجة فنية لأعمال تسجيلية وروائية قصيرة حصدت جوائز هامة بمهرجانات الإذاعة والتليفزيون بمصر وتونس، كما اهتمت بالكتابة للطفل وحازت جوائز عالمية عن قصصها . أكدت في حديثها ل"محيط" أن القيمة التي تحرص على أن تنقلها لأبنائها وأحفادها وتوارثتها من والدتها هي قيمة الصدق، وألا يعتادوا الكذب، تقول: "نحن شعوب نحب الكذب، ون نصدق في مجتمعنا هو أمر شاق". تواصل: تعلمت الصدق من أسرتي والمعلمين في مدرستي، وأحاول أن أغرس ذلك في أبنائي، فالمسلم المؤمن كما أخبرنا النبي صلّ الله عليه وسلم لا يكذب، فمفتاح النجاح لأي شخصية هي الصدق. وتؤكد طبالة أنها تشعر بحب أحفادها لها، تروي قائلة: كنت في إسبانيا مؤخراً عند أحفادي وغضبت من أحدهما بسبب موقف ما، وحين شعر بغضبي منه حاول استرضائي بكل السبل، ليعلن في صدق استشعرته منه قائلاً: أحبك أكثر من أي فرد في عائلتنا، بل وفي اعالم أجمع، تعلق قائلة: وكان هذا الصدق في كلماته كفيلاً بأن يجعلني أصفح عنه!. تؤكد طبالة أن الكتابة أو العمل لم يقف عائقاً أمام مارستها الأمومة، تقول: بدأت الكتابة في سن المعاش وكنت أكره موضوعات التعبير في صغري، وبعدما طلب مني أحفادي تسجيل ما أحكيه لهم على الورق بدأت أكتب وكان كتابي "البيت والنخلة" احدى قصصي لأطفالي التي قال الروائي خيري شلبي أنها رواية تصلح لكل الأعمار. حكيت لهم في هذه القصة عن جدة عجوز تركت منزلها في الجبل هي وحفيدها فارس لتنفذ وصية ابنها وهي تعليم فارس ابنه، اتجهت الجدة به إلى المدينة بعد أن باعت كل ما تملكه في الجبل، وفي أثناء الرحلة مرض فارس وارتفعت درجة حرارته فاستغاثت بأهل القرية الذين ساعدوها حتى تحسنت صحته، وبعدها قررت أن تعيش في نفس القرية واستطاعت أن تقدم لهم خدمات كثيرة كما أسهمت في تغيير أفكارهم . ابني مهندس استشاري، وابنتي سفيرة حالياً وتقوم هي معي بدور الأمومة، تستوعبني وتفعل معي مع كنت أفعله معها وهي طفلة، تقول: يبدو أننا حين نكبر نرتد أطفالاً من جديد، ونحتاج إلى من يعتني بنا. مشيرة إلى أن لديها حفيدين هما أولاد ابنتها. تتابع: تعد ابنتي وأصدقائي هم فئران تجاربي، لأنهم أول من يقرأون لي وينصحونني حتى يخرج العمل في أفضل صورة. مختتمة حديثها: كل عام وأمهات مصر كلهن بخير وسعادة.