اعتذر الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الاثنين، عن حادثة مقتل القاضي الأردني رائد زعيتر، بحسب بيان للديوان الملكي الأردني. وقال البيان إن "عاهل الأردن تلقى اليوم، اتصالا هاتفيا من الرئيس الإسرائيلي، قدم خلاله اعتذاره، كرئيس لدولة إسرائيل، عن حادثة استشهاد القاضي رائد زعيتر، معربا عن تأثره البالغ وأسفه لما حدث، مؤكدا التزام إسرائيل بالمضي قدما بالتحقيق المشترك في الحادث مع الجانب الأردني"، بحسب وكالة أنباء "الاناضول". وشدد بيريز، خلال الاتصال، على "حرصه على الاستمرار في العمل مع الملك والأردن بما يخدم تحقيق السلام في المنطقة"، وفقا للبيان. وأشار البيان إلى أن "الملك قد تلقى اتصالا مماثلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، دون أن يحدد توقيت اتصال نتنياهو، ومزيد من التفاصيل حول ما جرى في هذا الاتصال. وأقدم جندي إسرائيلي، الاثنين الماضي، على قتل القاضي الأردني، رائد زعيتر(38 عامًا)، بدعوى أنه حاول الاستيلاء على سلاح جندي آخر أثناء مغادرته الأراضي الفلسطينية باتجاه الأردن عبر معبر "الكرامة"، الرابط بين الأردن والضفة الغربية، وهو ما استنكرته الحكومتين الفلسطينية والأردنية، وطالبتا بفتح تحقيق في مقتله. ويشهد الشارع الأردني احتجاجات من قبل قوى شعبية وحزبية ونقابية منذ مقتل زعيتر، تمحورت مطالبهم حول طرد السفير الإسرائيلي من عمان، وجلب السفير الأردني من تل أبيب إلى جانب إطلاق سراح الجندي أحمد الدقامسة، ومطالب أخرى. ويقضي الدقامسة حكما بالمؤبد في سجن أم اللولو الكائن في محافظة معان، (70 كلم) شمالي العاصمة عمان، إثر قتله عددا من الفتيات الإسرائيليات في العام 1997، بعد أن قال إنهن سخرن منه أثناء تأدية الصلاة في منطقة الباقورة. وأمهل مجلس النواب الأردني (الغرفة الأولى للبرلمان) الأسبوع الماضي الحكومة ليوم غد الثلاثاء لطرد السفير الإسرائيلي من عمان واستدعاء نظيره الأردني من تل أبيب، وإطلاق سراح الدقامسة. وينتظر أن يشهد مجلس النواب، غدا الثلاثاء، جلسة صاخبة خصوصا إن لم تستجب الحكومة لمطالب النواب، حيث كلفت الحكومة وزير خارجيتها ناصر جودة للرد على النواب، بحسب مصادر داخل مجلس الوزراء الأردني. ووفق المصادر ذاتها، فإن الحكومة لن تستجب لمطالب النواب خصوصا بقضية طرد السفير الإسرائيلي وسحب التمثيل الدبلوماسي من تل أبيب، مبينة أن مطلب الإفراج عن الدقامسة قد يكون الأقرب للاستجابة.