أفاد مصدر أمني اليوم الاثنين، أن عنصرين من الجيش اللبناني و5 أشخاص أصيبوا بجروح، خلال اشتباكات ليلية بين مسلحين علويين وسنة، في مدينة طرابلس شمالي البلاد. وأوضح المصدر لوكالة "الأناضول" الإخبارية أن مراكز الجيش في منطقة باب التبانة، ذات الغالبية السنية، تعرضت مساء يوم أمس الأحد ل"سلسلة هجمات منظمة بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، تم التصدي لها"، مضيفا أن عنصرين من الجيش أصيبا بجروح. ولفت إلى أن وحدات الجيش المنتشرة في مناطق التوتر ردت على مصادر النيران، وتمكنت من إجبار المسلحين في العديد من النقاط على الانكفاء، في حين أن مجموعات أخرى رفضت وقف إطلاق النار وبادرت إلى مهاجمة مراكز الجيش. وأشار إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت خلال الليل في المنطقة الفاصلة بين باب التبانة وجبل محسن ذات الغالبية العلوية، استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أسفر عن سقوط خمسة جرحى، ولم يُعرف إذا كان الجرحى من المسلحين أو المدنيين. وأدت اشتباكات الليل والتي استمرت حتى الفجر، إلى تضرر عدد من المنازل واحتراق متجرين في شارع سوريا الفاصل بين باب التبانة وجبل محسن، كما تسببت بحالة من الهلع في صفوف سكان طرابلس بسبب وصول بعض القذاف الصاروخية إلى مقربة من وسط المدينة. وتشهد مناطق التوتر منذ الصباح انحسارا في الأعمال القتالية، مع استمرار رصاص القنص بشكل متقطع، في وقت لم تفتح فيه معظم المدارس والجامعات أبوابها في المدينة، والتي تشهد شوارعها وأسواقها حركة "خجولة" وسط تكثيف الجيش لتواجده وتسيير دوريات. وأعرب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في بيان، عن أسفه لتجدد أعمال العنف في طرابلس ولسقوط ضحايا في صفوف العسكريين والمدنيين، داعيا القوى السياسية الفاعلة الى "تقديم كل الدعم للجيش والقوى الأمنية في مهامها وعدم توفير أي جهد لانقاذ المدينة من براثن العابثين بأمنها وبأمان أهلها ولتجنيبها المزيد من الموت المجاني". ووفق اليبان فقد أعطى سلام توجيهاته لقائد الجيش الذي التقاه في السراي الحكومي في وسط بيروت ب "اعتماد الحزم مع المخلين بالأمن في طرابلس وعدم التهاون مع أي جهة تعرض للخطر استقرار المدينة وحياة ابنائها وممتلكاتهم وارزاقهم". وبحسب حصيلة أعدتها "الأناضول" استنادا على مصادر أمنية وطبية، شهدت منطقتي جبل محسن وباب التبانة منذ عام 2008، 19 جولة من القتال أدت إلى مقتل 170 شخصا وجرح أكثر من 1284. وجاءت هذه الاشتباكات على خلفية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير/شباط 2005، واتهام النظام السوري بأنه وراء هذه الجريمة، واندلاع الثورة السورية في العام 2011.