أفردت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" تحليلا للكاتب بورزو دراغي تحت عنوان "لا نهاية تلوح في الأفق في سوريا". وقال الكاتب عبر مقاله بالصحيفة البريطانية، إنه بعد مرور ثلاث سنوات على الوحشية التي عاشتها البلاد، فما من أحد قادر على حسم المعركة لصالحه. وألقى الكاتب الضوء على الصراع الدائر في سوريا وتداعياته على سكانها بعد إكماله عامه الثالث. ويلتقي دراغي بمواطن سوري يدعى عبد الرازق كان يعمل مدرسا في مجال التربية الرياضية في مدرسة ثانوية بدير الزور، وأضحى عبد الرزاق قائدا محنكا تحت امرته 260 رجلا مدججين بالبنادق والأسلحة المضادة للطائرات. من ناحية أخرى، أكد حمود الذي يعيش حاليا في جنوب شرق تركيا أنه "في السنتين الأخيرتين سيطرت المعارضة على شمال البلاد، واليوم لا وجود للنظام السوري من الحدود العراقية إلى دير الزور". ويقول كاتب المقال، إن العديد من رجال حمود وأقربائه وجيرانه قتلوا خلال الثورة التي بدأت منذ ثلاث سنوات. لكن حمود يقول: "أنجزنا العديد من الانتصارات.. فكلما نخسر محاربا واحدا، ينضم إلينا العشرات"، مضيفا "أصبحنا خبراء في فن القتال وكنا نتقدم باستمرار". وسلط الكاتب الضوء على السؤال الذي يتبادر في أذهان العديد من الأشخاص، وهو: من الرابح في الصراع الدائر في سوريا؟ وأشار إلى أن خيار الصراع أدى إلى مقتل أكثر من 140 ألف شخص ونزوح وتهجير حوالي 9 ملايين آخرين، وهو ما وصفته الأممالمتحدة بأنه "أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية". وعلى صعيد متصل، فإن الصراع الدائر في سوريا قطع أوصال البلاد ودمر بنيتها التحتية، كما أن كلا الطرفين يدعي أنه سيربح الصراع، وبحسب مبعوثة الأممالمتحدة والجامعة العربية جان - ماري فإنه ليس من الواضح أي منهما سيحسم المعركة و"هذا أمر سيء جدا". وأشار دراغي إلى أن الصراع أدى إلى تدمير اقتصاد البلاد والقضاء على بنيته التحتية والقطاع الصحي، وليس هناك من بارقة أمل على انتهاء هذا الصراع للأبد.