أكد منتجو الفيلم الوثائقي The Crash الذي تناول حوادث الطائرات ، أن الأقسام والمقاعد الأكثر كلفة على الطائرة، هي أيضا الأكثر عرضة للخطر في حالة تحطم الطائرة. وأثبتت التجارب أن الجلوس بجوار الجناح ليس أمر آمن كما يعتقد البعض، بل على العكس تماما، فالجزء الأكثر أمانا في الطائرة أثناء التحطم هو الجزء الخلفي من الذيل. وبحسب التجربة التي تم تنفيذها في صحراء المكسيك على طائرة "بوينغ 727"، تم التأكد من أن الجزء الخلفي هو الأقل تضررا مقارنة بباقي أجزاء الطائرة. كما أكدت نفس التجربة أن قسم الدرجة الأولى تدمر بالكامل في الاصطدام ، مما يعني أن ركاب الدرجة الأولى ماتوا جميعا نتيجة الاصطدام القوي. وتقل قوة الاصطدام تدريجيا كلما انتقلت للخلف، فهي تبدأ بقوة 12 درجة وتهبط إلى 6 درجات عند الوصول للجزء الخلفي من الطائرة، مما يعني أن حوالي 78% من المتواجدين في نهاية الطائرة لديهم فرص حقيقية في الهروب من الحادث والبقاء على قيد الحياة. يشار إلى أن مجلة Popular Science العلمية قامت بتجربة مماثلة وأكدت صحة جميع الأرقام الواردة في هذا التقرير. وبالطبع الجزء الأكثر أمانا في الطائرة هو الصندوق الأسود الذي لا يتعرض لأي أضرار مهما حدث، ولذلك دعونا نأمل أن يتوصل العلماء في المستقبل لحل جذري يجعل جميع الركاب في أمان تام مثل هذا الصندوق. وأيضا عدم ارتداء أحزمة الأمان وإحكام إغلاق الخزائن على الأمتعة يزيد من خطر التعرض للقتل أثناء الحطام، نظرا لتأثرك بالارتطام وتحركك من مقعدك والاصطدام بالعديد من الحقائب والأمتعة. وفي تجربة علمية أخرى تمت على مجموعة من حوادث الطائرات الشهيرة، تم اثبات أن صفوف المقاعد الستة التي تبعد عن أقرب مخرج، هم الأقل قدرة على النجاة، في حين أن هناك أكثر من 90% ممن تواجدوا بجوار باب الطائرة، نجحوا في البقاء على قيد الحياة بالرغم من تحطم الرحلة التي تقلهم.