القاهرة: شهدت منطقة وسط القاهرة صباح السبت ارتباكا مروريا إثر قيام المتظاهرين بميدان التحرير بإغلاق جميع الطرق المؤدية الى الميدان. وقام متظاهرون بتوسيع مناطق إغلاق الميدان، حيث وضعوا الأسلاك الشائكة وسط شارع قصر النيل فى مواجهة النادى الدبلوماسى، مما اضطر أتوبيسات النقل العام ونقل الموظفين التى فوجئت بالأسلاك إلى الدوران مرة أخرى عكس الاتجاه للسير عبر شارع هدى شعرواى فميدان طلعت حرب والاتجاه إلى شارع رمسيس، وهو ما سبب ارتباكا مروريا كبيرا. وقام قائدو الحافلات والمركبات الخاصة بمحاولة إقناع المتظاهرين بإزالة الأسلاك الشائكة والسماح لهم بالمرور، إلا أنهم أصروا على موقفهم بوضع الأسلاك. أما داخل الميدان وفى الشوارع المؤدية إليه، فقد عادت ظاهرت انتشار الدراجات البخارية التى كانت طاغية على المشهد فى بداية ثورة 25 يناير وأخذ قائدو تلك الدراجات فى جلب الطعام والمياه للمتظاهرين داخل الميدان وتحذيرهم من أى تحركات أمنية لمحاصرة الميدان أو تطويقه. وقام متظاهرون بتجهيز كميات كبيرة من الطوب وكسر السيراميك والبدء فى تجميعها داخل أماكن معينة داخل الميدان تحسبا لوقوع أى مواجهات أو أعمال عنف أخرى، خاصة مع تأكيد عزمهم القيام باعتصام مفتوح داخل الميدان ، فيما خلا الميدان والشوارع المؤدية اليه من أى عناصر أمنية. وكانت قوات الشرطة العسكرية حاولت فض اعتصام شرع فيه عدد من المشاركين في مظاهرة أمس الجمعة، التي سميت ب"جمعة التطهير والمحاكمة"، ما أسفر عن وقوع اشتباكات بين الطرفين . وقال شادي محمد عضو بحركة "6 أبريل" أن الشرطة العسكرية دخلت الى ميدان التحرير في الثانية والنصف صباحا من شوارع طلعت حرب وقصر النيل ومدخل عبد المنعم رياض، مشيرا الى أن هذه القوات قامت بإطلاق نار كثيف في الهواء وهو ما أسفر عن وقوع اشتباكات مع المعتصمين التي أسفرت بدورها عن سقوط العشرات من المصابين. وأوضح محمد أن قوات الأمن المركزي قامت بإلقاء القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين عندما قاموا بالتجمع في شارع طلعة حرب بعد فض الاعتصام في ميدان التحرير، مشيرا الى أن هذه القنابل أصابت عدد من المعتصمين بالاختناق. ويشهد ميدان التحرير حالة من الارتباك المروري رغم إنهاء الاعتصام إلا أن الموقف مزال معلقا حيث يظهر عدد من الشباب يحاولون حشد الشباب والمتظاهرين لتنظيم مظاهرة احتجاجية على فض اعتصامهم بالقوة. وتأتي هذه التطورات في الليلة التالية التي شهد فيها ميدان التحرير جمعة "التطهير والمحاكمة" التي تم فيها محاكمة شعبية لرموز النظام السابق وعلى رأسهم حسني مبارك الرئيس السابق وصفوت الشريف أمين تنظيم الحزب الوطني السابق وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق وعدد من المسئولين ورجال الأعمال. وفي هذه الأثناء كشف شهود عيان عن احتراق سيارتين أحدهما مدينة والثانية عسكرية في أثناء فض الشرطة العسكرية للاعتصام، إلا أنه لم يعرف الجهة أو الأطرف المسئولين عن هذا التدمير. هذا فيما أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيان رسمي أنه نظرا لوجود عناصر من الخارجين على القانون بميدان التحرير بعد تظاهرة الجمعة للمواطنين الشرفاء والتي قامت بأعمال شغب وترويع للمواطنين، ولم تلتزم بتوقيتات حظر التجوال وتواجد بينهم بعض الأفراد المدعين انتماءهم للقوات المسلحة، قامت عناصر من وزارة الداخلية وبعض المواطنين الشرفاء بالتصدي لأعمال الشغب وتطبيق حظر التجوال دون أي خسائر. وأكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنه لم ولن يسمح بأي عمل أو إجراء من شأنه الإضرار بأمن ومصلحة الوطن والمواطنين، مشيرا الى أنه سيقوم بفرض وتطبيق القانون بكل قوة وحزم إذا ما اقتضى أمن الوطن وسلامة المواطنين ذلك.