عن دار "فايكنج" للنشر، صدر كتاب "الإنسان الأكثر إنسانية... الدفاع عن الإنسانية في عصر الحاسوب" للمؤلف بريان كريستيان وبحسب قراءة سعيد كامل بمجلة "وجهات نظر" يقول المؤلف إن انتشار الحواسيب سوف يؤدي إلى زيادة إحساسنا بما يعنيه أن يكون الإنسان إنساناً. وهو يختلف عن غيره من الكتّاب الذين يخشون من زيادة دور الآلة في حياة البشر المصابين ب"التكنوفوبيا"، أي الخوف المرضي من التكنولوجيا، إذ يرى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يثري الحياة البشرية، بإضاءة نواحي تميز الذكاء البشري. ويقدم الكاتب دراسة معمقة عن تاريخ الذكاء الاصطناعي، ويسرد الأبحاث التي قدمها عن هذا الموضوع الشيق في إطار مشاركته في فعاليات جائزة "لوبنر" للذكاء الاصطناعي المسماة على عالم كمبردج الراحل "آلان تورينج"، الذي عمل في مختبرات "بليتشلي بارك" خلال الحرب العالمية الثانية، وساعد على فك الشفرات، التي كان يستخدمها "المحور" عن طريق استخدام حاسوب بدائي سماه "كولوساس". وفي ورقة مبدئية قدمها تورينج عام 1950، تنبأ بأن تكون الحواسيب قادرة بحلول عام 2000 على خداع 30 في المئة من القضاة في مسابقات الذكاء الاصطناعي، وإقناعهم بأنهم يتحادثون ليس مع أجهزة آلية، وإنما مع بشر مثلهم. وحتى حلول عام 2008 لم تكن نبوءة تورينج قد تأكدت حيث خسر البرنامج المقدم في المسابقة المذكورة، والذي كان بإمكانه أن يحقق تلك النبوءة بفارق صوت واحد فقط. لكن في مسابقة هذا العام الذي شارك فيها المؤلف، حقق الإنسان نصراً مؤزراً على الآلة. فرغم أن الحواسيب كانت قد وصلت إلى ما أطلق عليه المؤلف "عتبة تورينج" عام 2008 حيث كسبت الأصوات المطلوبة تقريباً، باستثناء صوت واحد، فإنها في عام 2009 لم تحصل على صوت واحد في إطار محاولتها لإقناع قضاة المسابقة بأنهم يتحدثون مع بشر مثلهم. وذهبت جائزة أكثر إنسان من حيث الإنسانية للمؤلف نفسه. وفي نهاية كتابه يرى المؤلف أن انتشار الحواسيب في حياتنا يجب ألا يؤدي إلى تآكل الحس الإنساني، وذلك من خلال التركيز على الأشياء التي تجعلنا مختلفين عن الآلة، بحسب المصدر نفسه .