قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، من تونس؛ حيث يقوم بزيارة رسمية، إن "الغرب حليف سيئ جدًا". ووفقا لوكالة " الأناضول"، أضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي منجي حامد، اليوم الثلاثاء، إن "هناك من يتحدث عن أن الغرب غاضب من الموقف الروسي بشأن الأزمة في أوكرانيا، أستطيع أن أؤكد أن من يغضب الحق ليس معه. الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة غير قادرين على الالتزام بالاتفاقيات بين المعارضة والسلطة الأوكرانية"، مشيرًا إلى أن "الغرب حليف سيئ جدًا". وتابع لافروف، إن "خرق الاتفاقات التي تم التوصل إليها لحل الأزمة الأوكرانية بتبني الدستور الجديد، يعني عدم قدرتهم (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة) على التأثير". ووصف وزير الخارجية الروسي، موقف الاتحاد الأوروبي ب"الغامض جدًا"، مضيفا: "الاتحاد الأوروبي لا يريد الأخذ بعين الاعتبار حكومة توافق وطني في أوكرانيا". وأوضح لافروف أن "الغرب يدعو لتشكيل إطار مشترك دون توضيح"، وتابع "بإمكاننا أن نتحدث مع الغرب وفق اتفاقية 21 فبراير. هذا موقفنا ولا ننوي تغييره". كان الرئيس الأوكراني المعزول، فيكتور يانكوفيتش، وقع اتفاقية مع زعماء المعارضة في 21 من شباط/فبراير، بحضور وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا وممثل روسيا، تنص على بدء الإصلاح الدستوري بمشاركة جميع المناطق الأوكرانية وتشكيل حكومة وحدة وطنية من ممثلي جميع مناطق البلاد وجميع القوى السياسية. وضربت المعارضة الأوكرانية، عرض الحائط بهذه الاتفاقية، فأعلنت تنحي الرئيس يانوكوفيتش عن السلطة وحددت يوم 25 أيار/مايو المقبل موعدًا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وشدد لافروف، خلال المؤتمر الصحفي، "نحن دائمًا ضد عقوبات أحادية الجانب ونأمل أن يفهم شركاؤنا ذلك". وبين وزير الخارجية الروسي "العسكريون الروس المتواجدون بالقرم (ذات الحكم الذاتي) يأخذون بالاعتبار الاتفاقيات مع السلطات الأوكرانية، حتى نمنع ما حدث في أقاليم أخرى في أوكرانيا". وختم "مصير أوكرانيا يتوقف على أصحاب القرار". كان وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، أكد أن بلاده تدرس كافة الخيارات تجاه روسيا، بما فيها تجميد أموال، وحظر منح تأشيرات، وعزل تجاري واستثماري، إن لم تتراجع عن موقفها بشأن الأزمة الأوكرانية. وقال كيري إن "ما قامت به القوات المسلحة الروسية من محاولات لاجتياح أوكرانيا لا يتفق مع القوانين الدولية، وروسيا عليها أن تتواصل مع الحكومة الأوكرانية الجديدة، إن كانت تشعر بقلق بشأن الذين يتحدثون اللغة الروسية في أوكرانيا، أو أن تطلب من الأممالمتحدة إرسال مبعوث إلى أوكرانيا، قائلا: "هناك خيارات عدة يمكن أن تتبعها روسيا بهذا الشأن، لكنها اختارت الحل العسكري". وأفاد الوزير الأمريكي، أن واشنطن تدرس بجدية عدم المشاركة في قمة مجموعة الثمان التي ستجري في مدينة سوتشي الروسية، وأن هناك احتمال تعليق عضوية روسيا في المجموعة، التي انضمت إليها عقب تفكيك الاتحاد السوفييتي السابق (1991). من جانبها، اعتبرت روسيا تهديدات وزير الخارجية الأمريكي "غير مقبولة". واتهمت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها، واشنطن باستخدام "كليشيهات الحرب الباردة"، وقالت إن "كيري لم يكلف نفسه محاولة فهم التحولات المعقدة التي تجرى في المجتمع الأوكراني".