أعلن مولود حمروش رئيس الحكومة الجزائري الأسبق، اليوم الخميس، عدم نيته الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة يوم 17 أبريل القادم؛ لأن الانتخابات "لم تعد آلية للتغيير في البلاد"، على حد قوله. وقال حمروش (71 عاما)، الملقب ب"مهندس الإصلاحات السياسية" في مؤتمر صحفي بالعاصمة – حسب وكالة "الأناضول" التركية- "إنني لأستسمح كل الذين اعتقدوا في بياني السابق يوم 17 فبراير أنه إعلان ترشح، وأشكرهم على حماسهم ودعمهم". وحسب حمروش، فإن "الآلية الانتخابية في مجتمعات مثل مجتمع الجزائر لا تؤدي إلى التغير، وبالعكس هي آلية تؤدي إلى الإقصاء وتوحي بإضفاء الشرعية على النظام، وهو راض بذلك". وكان حمروش أصدر في 17 فبراير الجاري بيانا دعا فيه إلى "الانسجام" بين جميع الأطراف لضمان إجراء انتخابات الرئاسة، في ظروف يسودها الهدوء. وتابع حمروش خلال مؤتمر، اليوم، أن "الجزائر تعيش انسدادا يحمل مخاطر حقيقية تغذي التفرقة وتشل عمل مؤسسات الدولة". واعتبر "نظام الحكم الحالي وصل إلى وضع لا يمكن أن يستمر معه في إدارة البلاد وإدارة مصالحها وأمنها". ويرى حمروش أن "استمرار الرئيس (عبد العزيز) بوتفليقة من عدمه في الحكم، لن يحل الأزمة التي تعيشها البلاد حاليا". وشدد على ضرورة "إجراء حوار يشمل الجميع للذهاب بالبلد نحو ديمقراطية فعلية". ودعت 3 أحزاب جزائرية معارضة، المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة إلى الانسحاب من السباق "الذي حسمت نتائجه مسبقا بعد ترشح الرئيس بوتفليقة" بحسب بيان أصدروه الاثنين الماضي. والأحزاب الثلاثة هي حركتا مجتمع السلم، والنهضة (حزبيين إسلاميين)، و"التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" ذي التوجه العلماني. ويوصف حمروش في الجزائر ب"مهندس الإصلاحات السياسية" التي أطلقتها البلاد عام 1989، وأنهت فترة حكم الحزب الواحد واحتكار الدولة للاقتصاد، حيث قاد الحكومة بين سبتمبر 1989 و5 يونيو1991، قبل أن تدخل الجزائر في موجة عنف، إثر إلغاء الجيش لنتائج الجولة الأولى من انتخابات برلمانية فاز فيها حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظور حاليا. وكان البيان السابق الذي أصدره حمروش، منذ 10 أيام، المرة الأولى التي يخرج فيها عن صمته منذ سنوات، عندما دخل سباق الرئاسة منافسا لبوتفليقة، قبل أن ينسحب مع خمسة مرشحين آخرين بدعوى قيام السلطة بحملة تزوير لصالح بوتفليقة.