أعلن مصدر مطلع في زعامة "الحزب الديمقراطي" الإيطالي الحاكم، اليوم الخميس، عن نية الأمين العام للحزب ماتيو رينزي العمل على تشكيل حكومة جديدة يترأسها رينزي برغم تأكيده المتكرر أنه لا يفكر في موقع وزاري ولن يرضى بترؤس الحكومة دون تخويل انتخابي. وصعد الأمين العام للحزب الديمقراطي الإيطالي خلال الساعات الثمان والأربعين الماضية ضغطه على رئيس الوزراء الإيطالي للتنحي وإفساح المجال له لترؤس الحكومة، فيما يتمسك ليتا بموقعه، معلنا أن الأمر مرهون بإعلان رسمي ممن يريد منه ترك موقعه حول ما سيقدمه لإيطاليا. ويريد رينزي الذي يتمتع بأغلبية مطلقة في زعامة حزبه إحداث تغييرات جوهرية في الحكومة تبدأ بعرض منصب وزير الاقتصاد على رئيس الوزراء الحالي ليتمكن من تنفيذ مشروعه الاقتصادي الإصلاحي، الذي لمح إليه في الأسابيع الماضية، ويتضمن خطة بما يربو على 32.5 مليارد يورو. وكان ليتا ورينزي قد التقيا لساعة واحدة أمس وجها لوجه دون أن يفضي اللقاء إلى تنقية الأجواء بينهما، ووصف مسئول كبير في الحزب الديمقراطي ما يجري داخل الحزب كما لو أن الزعيمين "قطاران يسيران، أحدهما باتجاه الآخر، بسرعة فائقة وسيكون الصدام بينهما هائلا" ويضيف مسئول ديمقراطي آخر "لكن المشكلة الكبيرة هي أن من سيتدمر في هذا الصدام هو الحزب الديمقراطي". وقال رئيس الحكومة في مؤتمره الصحفي المفاجئ لإعلان الخطة الاقتصادية أنه "من غير المشرف لي أن أقبل بجائزة جبر خواطر وبما يعرض علي للتنحي، بتولي موقع وزاري مهم في الحكومة المقبلة، التي يبدو رينزي عازما على تشكيلها بنفسه، مضيفا "من يريد موقعي ليقل ذلك بصراحة ووضوح". ويأمل الكثير من البرلمانيين في تدّخل من قبل رئيس الجمهورية جورجو نابوليتانو لفك العقدة مُجدّداً وإطفاء الفتيل، وكان نابوليتانو قد التقى رينزي قبل بومين ويُنتظر ان يلتقي ليتٌا في الساعات المقبلة، ولم يُعلّق على ما يجري. وقال نابوليتانو بعد انتهائه من قمّة إيطالية برتغالية إسبانية في لشبونة "أنا بعيد عن روما الآن ولم استمع إلى آخر التطوّرات". ورداً على من كان يسأله حول احتمال العودة إلى صناديق الاقتراع مجدداً في وقت قريب، ردّ نابوليتانو بانزعاج "دعونا من هذه الحماقات". الوضع مرتبك وغير واضح المعالم وتدور جميع الأمور في خانة التكهّنات، لكن ما هو مؤكد هو أن رئيس الحكومة إنريكو ليتٌا قدّم إلى البلاد وبرلمانها وإلى رئيس الجمهورية خطته لتجاوز الصعاب.