في مثل هذا اليوم رحل الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها الأول، حيث كان هو أول من وضع اللبنة الأولي لتأسيس الجماعة وكان يهدف عند إنشائها نشر الدعوة الإسلامية وتكوين تحالف إسلامي قوي. كما كان حسن البنا يؤكد دومًا على أن جماعته ليست حزبًا سياسيًا، بل هي فكرة تجمع كل المعاني الإصلاحية، وتسعى إلى العودة للإسلام الصحيح الصافي، واتخاذه منهجًا شاملاً للحياة، ولكن تغير الوضع بعد ذلك وأصبحت جماعة الإخوان المسلمين أكبر شريك في الحياة السياسية في مصر ربما لأن لذة السلطة أقوي وأهم من الفكر الدعوي والمعاني السامية ، في ذكري وفاته نعرض مقتطفات من حياة مؤسس الجماعة ومثلها الأعلي وقدوتها. المولد ولد "حسن البنا" في الرابع عشرمن أكتوبر سنة 1906 بالمحمودية بمحافظة البحيرة في مصر،والده الشيخ "أحمد عبد الرحمن البنا" كان يعمل مأذونا وعمل أيضا بأكبر محل لإصلاح الساعات في الإسكندرية حيث أتقن الصنعة، وأصبحت بعد ذلك حرفة له وتجارة، ومن هنا جاءت شهرته ب (الساعاتي) وقد أهل الشيخ نفسه ليكون من العلماء العاملين، وله عدة مصنفات في الحديث الشريف، من أهمها: (الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد). النشأة نشأ البنا نشأة دينية متأثرا بوالده حيث حرص علي حفظ القرآن الكريم في كتاب بالمحمودية، وتنقل بين أكثر من كُتَّاب حتى التحق بالمدرسة الإعدادية رغم معارضة والده الذي كان يحرص على أن يحفظه القرآن، ولم يوافق على التحاقه بالمدرسة إلا بعد أن تعهد له حسن بأن يتم حفظ القرآن في منزله. بدأ "حسن البنا" اهتمامه بالعمل الإسلامي منذ صغره، وعمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، وكان محبوبًا بين زملائه في المدرسة، فأنشأ معهم (جمعية الأخلاق الدينية)، وبعدها (جمعية منع المحرمات)، كما شارك في ثورة 1919م وهو في الثانية عشرة من عمره. ثم تخرج "البنا" من كلية (دار العلوم) عام 1927م، وكان ترتيبه الأول، وبعد نجاحه بشهور تم تعيينه مدرسا بمدينة الإسماعيلية. تأسيسه لجماعة الإخوان المسلمين قد شارك حسن البنا في تأسيس جمعية الشبان المسلمين سنة 1927م وكان أحد أعضائها. أما جماعة الإخوان المسلمين بدأ في تأسيسها في مارس 1928م بالاسماعيلية هو وست من اخوانه بنشر الدعوة الإسلامية في تجمُّعات الناس في المقاهي وقد امتاز بحسن عرضه وقدرته على الإقناع. في عام 1932نقل نشاط الجماعة إلى القاهرة، وكان لذلك أثر كبير على الدعوة، حيث أخذت طورًا جديدًا، وأُسس المركز العام بالقاهرة ، وحرص البنا على أن تكون دعوته غير إقليمية في حدود مصر، ولذلك فإنها امتدت إلى الكثير من أقطار العالم العربي والإسلامي، كما امتاز بكثرةِ ترحاله داخل مصر لنشر الدعوة، وربط (الإخوان) بها، وربط أجزاء الدعوة ببعضها. فقد انتشرت أفكار الجماعة ونمت وتطورت في مختلف فئات المجتمع، حتى أصبحت في أواخر الأربعينيات أقوى قوة اجتماعية سياسية منظمة في مصر، كما أصبح لها فروع في كثير من البلدان العربية والإسلامية. كانت أهم أهداف الجماعة ومنهجها الإصلاحي التربية، والتدرج في إحداث التغيير المنشود، ويتلخص هذا المنهج في تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة، ثم المجتمع المسلم، ثم الحكومة المسلمة، فالدولة، فالخلافة الإسلامية، وأخيرًا يكون الوصول إلى أستاذية العالم. الصقت بجماعة الاخوان المسلمين الاتهامات العديدة أهمها الإرهاب حيث قادها حسن البنا على مدى عقدين من الزمان من سنة 1928- 1949م، وخاض بها العديد من المعارك السياسية مع الأحزاب الأخرى، وخاصةً حزب الوفد والحزب السعدي، ولكنه وجَّه أغلب نشاط الجماعة إلى ميدان القضية الوطنية المصرية التي احتدمت بعد الحرب العالمية الثانية، ونادى في ذلك الحين بخروج مصر من الكتلة الإسترلينية للضغط على بريطانيا حتى تستجيب للمطالب الوطنية. وفي هذا السياق قام الإخوان بعقد المؤتمرات، وتسيير المظاهرات للمطالبة بحقوق البلاد، كما قاموا بسلسلة من الاغتيالات السياسية للضباط الإنجليز، ولجنود الاحتلال، وخاصة في منطقة قناة السويس. كما اتهمت أيضا الجماعة بتدبير المؤامرات والاغتيالات لرجال القصر والوزراء حيث احتدام الصراع السياسي بين الاخوان والحكومة. كما قيل أن رجال الجماعة وحسن البنا كانوا يتعاونون مع الاحتلال البريطاني في وقت خلافه مع الملك لتحقيق مصالحهم. إغتيال البنا حلت وزارة "النقراشي باشا" في 9 ديسمبر 1948جماعة الاخوان المسلمين وبدأت في اعتقال أعضاء جماعة الاخوان المسلمين ومصادرة أموالهم وسيارتهم ، ولم يقبض علي البنا من بين المعتقلين . وفي 28 ديسمبر 1948 قتل النقراشي باشا حيث قام القاتل وكان متخفيا في زي أحد ضباط الشرطة وقام بتحية النقراشي حينما هم بركوب المصعد ثم أفرغ فيه ثلاث رصاصات في ظهره واتهم في هذه الحادثة جماعة الاخوان المسلمين وذلك بعد اعتراف القاتل بعد أن قبض عليه حيث تم اغتيال النقراشي انتقاما لقرار حل الجماعة. وفي 12 فبراير 1949 أطلق علي حسن البنا رصاصة أمام باب جمعية الشبان المسلمين ولكن لم يقارق الحياة وقتها ونقل الي المستشفي ونزع ملابسه بنفسه وكانت إصابته تحت الإبط، ولم تكن خطيرة شهد بذلك الأطباء الذين شاهدوه وهو يدخل المستشفى وقيل أن "حسن البنا" قتل داخل المستشفى بأوامر من القصر. ولم تسمح الدولة بخروج أحد من الرجال في جنازته سوي والده ، فحملتها النساء، ولكن "مكرم عبيد" باشا- القبطي- تحدى الحكومة وانضم إلى عائلة "البنا" في جنازته. مؤلفاته كان لامام حسن البنا مؤلفات عديدة وكتب عنه الكثير من الكتابات وأهم مؤلفاته هي مذكرات الدعوة والداعية وهي مذكرته الشخصية ولكن لم تكتمل حيث وقفت عند عام 1942، رسائل الامام حسن البنا، المرأة المسلمة، تحديد النسل، المأثورات، مقاصد القرآان الكريم وغيرها...... ظلت جماعة الإخوان المسلمين بعد وفاة البنا عنصر مهم في السياسة المصرية الي أن حققت أهم أمنية لها لم تكن تتوقعها وهي الوصول الي مقعد رئاسة الجمهورية بعد انتخاب الدكتور مرسي الذي كان من أهم أعضائها وسيطرة حزبها الحاكم علي مقاليد الأمور في مصر، ولكن لم تستغل الفرصة علي رأي كثير من المراقبين ولم يستمر الحلم طويلا سرعان ما انتهت الأحلام وضاعت السلطة وحلت الجماعة وادرجت تحت مسمي "الجماعة الإرهابية" وبصرف النظر عن التقيم الفعلي لها كجماعة إرهابية او إصلاحية فالسؤال الذي يطرح نفسه هل توقع حسن البنا يوما ما أن ذلك سيكون هذا مصير جهده وجماعته بعد مضي 65عاما علي وفاته ؟؟!!!.