أفرد المحلل السياسي الإسرائيلي صاحب الأصول العربية «مروان بشارة» مقالا بصحيفة «نيويورك تايمز » الأمريكية عن حال الإعلام والصحافة في مصر في ظل الأحوال السياسية المضطربة في البلاد. وقال المحلل السياسي إن الحالة الإعلامية بالبلاد في ركود منذ ثورة يناير التي شهدت نزول المراسلين الأجانب والمصريين في ميدان التحرير لتغطية الأحداث وحتى منذ الثورة حتى "الانقلاب" الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، مشيرا إلى أن عمل صحفيين تابعين لمؤسسات مثل قناة الجزيرة يعد طفرة إعلامية بالنسبة لتاريخ مصر الحديث. وأشار «بشارة» إلى أن الأجواء في مصر آنذاك ساعدت الكثير من الصحفيين والمراسلين على تحقيق أحلامهم بعد أن عملوا في أجواء من قلة النوم والراحة بالإضافة إلى الظروف الأمنية الخطرة. واعتبر الكاتب أن الثورة المصرية كانت فوضوية وجامحة، ولكنها تحرز تقدما مطردا حتى جاء بيان المجلس العسكري في 30 يونيو بعد أن استولى المجلس العسكري على الحكم في مصر، وهو الأمر الذي أخذ أهداف الثورة إلى الاتجاه المعاكس، لكون أن الجيش سحق أي عقبة تقف في طريقه للحكم بما في ذلك حرية التعبير والصحافة، على حد قوله. وأشار "شارة" إلى الحملات التي قامت بها قوات الأمن بإغلاق وكالات الأنباء بالإضافة إلى حملات ترهيب الصحفيين سواء المصريين أو الأجانب، وحملات القمع العشوائية. ووفقا لمجلة «الإيكونوميست» حتى طاقم الفيلم الذي كان يعمل لصالح شركة علاقات عامة في «واشنطن» لتحسين صورة الحكومة المصرية تم إلقاء القبض عليه. واستنكر بشارة اتهام حكومة الببلاوي لقناة الجزيرة المملوكة لدولة قطر بأنها لسان لجماعة الإخوان الإرهابية، مدعيًا أن هناك حملة اعتقالات للصحفيين العاملين بالقناة، وصادرت كاميراتهم وأغلقت مكتب الجزيرة في القاهرة في حين تم الإفراج عن واحد فقط من الصحفيين واعتقل 20 شخصا من بينهم العديد من الأجانب. ووصف بشارة مصر بالبلد المستقطب بشكل رهيب وخطير للغاية، مدعيًا أن الحكومة تصور الصحفيين والنقاد كالجواسيس مثل زملائه المحبوسين ظلمًا باسم "خلية الماريوت" وسميت الخلية بذلك الاسم للفندق الذي تم إلقاء القبض عليهم فيه. ولفت بشارة إلى إدانة الولاياتالمتحدة لاعتقال الصحفيين، وإعراب البيت الأبيض عن مخاوفه إزاء ذلك، وفي ذات الوقت انتقد بشارة الرسائل المتضاربة من الإدارة الأمريكية تجاه مصر. واختتم بشارة مقاله بالدعوة للإفراج عن زملائه الصحفيين.