لاشك أن ما يعيشه عالمنا الآن من مآسي وحروب ومشكلات تواجه فقراءه، وأمثالها تتمثل في أطماع أغنياءه، قد تدفع البعض للشعور –ولو للحظة واحدة- باليأس، وأن هذا العالم لن يرى أيامه المزدهرة ولو بعد مئات السنين، إلا أن هناك بين حين وآخر دعوات للتفاؤل يتبناه البعض، لتكسر أجواء الكآبة السائدة على سطح هذا الكوكب. ومن المعروف أن هناك من يسعد بحياته في هذا العالم، فهناك من استطاع أن يصل بإختراعاته وأفكاره إلى أعلى المكافآت المادية والمعنوية، ولم يكتف بذلك بل سعى لإنقاذ غيره من ذلك الشعور المؤسف، الذي ينتابهم حينما يشاهدون التلفاز، أو يتابعون أخبار عالمهم على صفحات الإنترنت. وفي هذا السياق اطلق "بيل جيتس" مؤسس شركة "ميكروسوفت" دعوة عالمية للتفاؤل، قائلا: إن العالم يبدو الآن أفضل من أي وقت مضى بأي مقياس دنيوي، فعلى حد ذكره يعيش الآن الإنسان فترة أطول وبصحة أفضل، كما أن العديد من البلدان التي اعتادت أن تعيش على مساعدات الغير أصبحت الآن تعتمد على نفسها. وعرض بيل جيتس خلال خطابه السنوي لتأريخ أعمال مؤسسة "ميكروسوفت" الأشهر في مجال الحاسب الآلي على مستوى العالم، الذي أعلن فيه عن رغبته في التخلي عن معظم ثروته، النتائج التي توصل إليها باحثون، والتي أكدت أنه بحلول عام 2035 ستنخفض نسبة وفيات الأطفال في الدول النامية لتصبح كمعدل انخفاضها في الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1980، الذي يشار إليه كأقل معدل لوفيات الأطفال في العالم. وعلى مستوى السكان قالت ماليندا جيتس زوجة بيل جيتس، إن الآباء لن يلجأوا لإنجاب العديد من الأطفال، إذا ما تمتع أطفالهم بصحة جيدة وحياة أفضل، الأمر الذي سيضع نهاية لأسباب إنجاب عشرات الأبناء في الدول النامية. واستمر جيتس في محاولته النبيلة لطمأنة سكان هذا الكوكب على مستقبلهم، قائلا " أن الاعتقاد بأن العالم يزداد سوءا، وعدم القدرة على حل مشاكل الفقر المدقع والمرض، ليس فقط خطأ، ولكن يضر بالجهود الرامية التي تبذل لحل تلك المشكلات." وتابع "جيتس" :"بعض الناس قلقة من أن تكون المساعدات الخارجية الأمريكية مضيعة لأموال دافعي الضرائب، ولكن المعونة استثمار جيد، وعلينا أن نفعل أكثر من ذلك". فجيتس الذي اعتاد أن يسخر مؤسسته الخيرية التي تشاركها فيها زوجته ميلندا جيتس، لخدمة البشرية من خلال الأبحاث العلمية والمشاريع التي تخدم البشر، توصلت نتائج مؤسساته تفيد بأن الحياة على هذا الكوكب ستشهد تقدما كبير، كما تدعو للتفاؤل بأن سطح هذا الكوكب سيشهد سكان سعداء بما يعيشون فيه.