يطل علينا دائما في دور الشاب الوسيم المشاغب أحياناً، الشقي والرومانسي في أحيان أخرى، وفي مسلسله الأخير ظهر في صورة داعية.. النجم هاني سلامة الذي اتجه إلى التمثيل وهو لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره، وظل حتى الآن يمارس التمثيل حتى قدم لنا أدواراً عديدة نالت إعجاب الجمهور. في حوار شبكة الإعلام العربية "محيط" معه قال ان بدايته كانت مع المخرج الكبير يوسف شاهين ولم يكن التمثيل في باله وقتها. مؤكدا أن مسلسل "الداعية" يعد نقطة تحول كبيرة في مشواره الفني. وإليكم الحوار: متى بدايتك كانت وكيف؟ - البداية كانت في فيلم "المصير" مع الأستاذ يوسف شاهين رحمه الله في عام 1996، وفي هذا العام أكون قد أتممت ثمانية عشر عاماً في مجال التمثيل. نعلم أن شاهين كان يبحث عن نجوم أعماله بعناية، كيف تعرفت عليه؟ - تعرفت عليه بالصدفة البحتة؛ حيث أن الفن لم يرد على بالي وكنت طالب أدرس في أولى ثانوي، ورأى بعض الأشخاص أنني وجه مثالي للعمل في مجال الإعلانات، ثم أرسلوني إلى مكتب يوسف شاهين وقابلت الأستاذ رضوان الكاشف وكانوا وقتها يستعدون لتصوير فيلم "عرق البلح" وعرضوا عليا الدور، وفي تلك الفترة كان والدي المستشار الإعلامي في الكويت، وكانت أسرتنا تعيش معه؛ فاعتذرت عن الفيلم وسافرت إلى الكويت مع والدي كي أحصل على شهادة السنة الثانية للمرحلة الثانوية، وبعدها عدت إلى مصر ودخلت الأكاديمية الحديثة لعلوم الكمبيوتر في المعادي، وكلمني وقتها مكتب يوسف شاهين وقالوا لي "عايزينك في فيلم المصير"، فقرأت السيناريو، وقابلت شاهين وعملت معه. ماذا تقول لشاهين في ذكرى ميلاده؟ - مفتقدينك جداً يا أستاذ، ومفتقدين فنك وسيرتك وحماسك واهتمامك وحبك لمهنتك، مفتقدين هذا النموذج، وربنا يغفر لك وللمصريين جميعاً. ما هي نقط التحول المهمة في مشوار هاني سلامة الفني؟ - بالطبع فيلم "المصير" بما إنه أول فيلم لي؛ ولذلك يعد نقطة تحول في حياتي بشكل عام، بالإضافة إلى مناطق أخرى في أفلام كانت نقلات في مشواري الفني، فبعد "المصير" يأتي فيلم "السلم والثعبان"، ثم "أنت عمري"، ومن بعده "خيانة مشروعة"، و"السفاح". وأنا بالفعل أحب جميع الأفلام التي قدمتها واعتبر كل منها نقطة تحول بالنسبة لي. واعتبر أن مسلسل "الداعية" كان نقطة تحول مختلفة في مشواري الفني، يمكن لأنه أول عمل درامي أقوم به في التليفزيون. ما أكثر الأدوار التي قدمتها وتأثرت بها؟ - كل فيلم قدمته تأثرت به في وقتها، وكان له تأثير على شخصيتي بشكل أو بآخر. وأحببت جداً فيلم "السفاح"، فهو من الأفلام التي أحدثت نقلة نوعية بالنسبة لي كممثل. وفيلم "واحد صحيح"، وأخيرا مسلسل "الداعية". ماذا كانت خططك المستقبلية قبل التمثيل؟ - كنت أنوي العيش في أمريكا والدراسة هناك ثم العمل، لكن والدي رحمه الله نصحني بأن التحق بالجامعة في مصر، ثم انتقل للعمل في أمريكا، وعندما دخلت الجامعة وكانت دراستي خمس سنوات قدمت وقتها خمس أفلام هم "المصير"، "الآخر"، "العاصفة"، "السلم والثعبان"، و"أصحاب ولا بزنس"؛ حيث دخلت هذا المجال وقررت أن يكون مهنتي وأكل عيشي بعد انتهاء دراستي. قدمت مسلسل "الداعية" في رمضان الماضي، هل ترى أن تناول "الداعية" في أكثر من عمل درامي ظلم المسلسل على الرغم من أن دورك فيه كان مختلفاً تماماً عن الأدوار الأخرى؟ - أرى أن المسلسل لم يظلم، بل بالعكس لم يكن هناك مسلسلات في شهر رمضان الماضي تتحدث عن "الداعية"، لكن كان هناك أعمال سيتم إنتاجها ولم تتم بعد، مثل مسلسل "مولانا" لأحمد عز، لكن مسلسلنا تحدث عن الدعاة بشكل عام، وهو يعد أول عمل في الدراما التليفزيونية المصرية يتناول الدعاة المتشددين والوسطيين، وأرى أن أغلب أعمال الدعاة قبل ذلك كانت مسطحة، وكان الداعي باستمرار يظهر في صورة إرهابي أو كشخص غير سوي، بخلاف نماذج معينة كمسلسل "الشيخ الشعراوي". لكن دراما "الداعية" كانت دراما جديدة على الدراما التليفزيونية وأول عمل يناقش بهذا الشكل؛ ولذلك لم يكن هناك أعمال منافسة لمسلسل "الداعية"، بل كان هناك موضوعات أخرى تم تناولها، وكان مسلسلنا هو الموضوع الوحيد عن الداعية. مسلسل "الداعية" من عنوانه يبدو ديني، لكنه تناول قصة رومانسية وبعد سياسي واجتماعي، ما التصنيف الصحيح الذي تضع فيه العمل؟ - اعتبره "كوكتيل"؛ فهو في النهاية يتحدث عن المفهوم الديني والمفهوم الإسلامي الوسطي، وكيف أن الحب بشكل عام يغير الإنسان، وأن الحب بمفهومه الأشمل يمنحك الصبر والأمل والاستيعاب الأكبر، بالإضافة إلى الطاقة الكبيرة التي تجعلك تستوعب الآخر ورؤية الخلافات بينك وبينه؛ ولذلك أرى أن المسلسل ديني اجتماعي والمحرك الأساسي له قصة حب. ما رأيك في شخصية "الداعية"؟ وهل ترى أنها قريبة من الواقع؟ - أرى أنها شخصية حقيقية ومن المؤكد أنها موجودة في الواقع، فليس بالضرورة لأننا لم نراها أنها لم تكن موجودة، فنحن نتحدث عن داعية متشدد ثم عاد لوسطية الدين المتعارف عليه؛ ولذلك اعتبر هذا المسلسل رسالة محترمة ومهمة في الوقت الذي تناولنا فيه الداعية، فكان مهم أن نوصل رسالة من خلال الفن بالحالة الهزلية ونماذج الدعاة الذين كانوا يتحدثون في تلك الفترة، وكأن ربنا هو من وكلهم على الرغم من أنهم أفشل ناس، وأقل من أنهم يتحدثون في الدين؛ لأن الداعية يدعو الناس للعمل الصالح، ومن سيحاسب البشر هو ربنا وليس شخص، والنبي "عليه الصلاة والسلام" لم يكفر أحد طوال حياته، ولم يقل لأي من الأشخاص "أنت هاتدخل النار"، فلماذا أنتم يا دعاة الجدد تتحدثون وكأنكم ذات صفات ألاهية؟!!؛ ولذلك كان مهم أن نطرح هذا العمل لأن هذا هو دور الفن المصري. هل تقبل تقديم دور مشابة للداعية مرة أخرى، أو تقديم جزء آخر من المسلسل لو تم عرضه عليك؟ - لا لم أقوم بدور الداعية مرة أخرى؛ لأن المسلسل كان يتحدث عن جزئية عامة تحمل رسالة محددة قمنا بتوصيلها، ولم يكن من السهل أن يكون للعمل أجزاء أخرى لأننا بالفعل وصلنا الرسالة من خلال الأحداث، فلم يحتاج الأمر عمل جزء ثاني. هل كنت ستقبل بهذا الدور لو لم يكن في عصر الإخوان؟ - "ماكنش هايتعمل" المسلسل في الأساس دون عصر الإخوان؛ لأنه كان مخصص لهذا الزمن الذي خرجت فيه ظاهرة الدعاة علينا، لكن قبل ذلك لم يوجد هذه الظاهرة، فبالتالي لم يكن هناك احتياج لإنتاج هذا المسلسل أو طرح هذه المشكلة. ما سبب رفضك المشاركة في أفلام 25 يناير الذي أعلنت عنه سابقا؟ لم يحدث هذا!!، ولم تأتي لي أي أعمال عن ثورة 25 يناير كي أرفضها!!. ولو تم هذا لم يكن الفيصل في قبول أو رفض العمل أنه عن ثورة 25 يناير، في النهاية ما يفرق بالنسبة لي هو الموضوع والحدوتة وما سأقدمه للناس، وليس فكرة 30 يونيو أو 25 يناير فهذا هزل، لكن الفكرة هي ما الموضوع الذي سنناقش فيه ثورة 25 يناير. وأنا لم أصرح برفض أو قبول أي عمل عن ثورة 25 يناير وما يقومون بذلك "ناس فاضية"، وأنا في الأساس لم يكن عندي حساب لا على "الفيس بوك" أو "تويتر" أو أي من مواقع التواصل الاجتماعي، وكل ما ينسب على لساني من خلال تلك المواقع هو رأيهم لأنني لم يكن لي أي حسابات باسمي عليها. هل من أعمال جديدة لك تم الاتفاق عليها؟ - أعمل حالياً على أحد الأعمال لكن لم استطع التحدث عنه حتى يتم الاتفاق عليه بشكل نهائي.